في خضم عجلة الحياة المتسارعة، يحصل لك موقف سلبي من شخص لم يعجبك أو إساءة غير متوقعة، وأحياناً تقابلك المشاكل التي تعكر صفو حياتك، وأحياناً يحصل معك موفق عادي مع شخص سيئ الخلق، أو تجد إنساناً وقحاً ينهال عليك بألفاظ وسباب يجرح مشاعرك دون مراعاة لإنسانيك أو مراعاة للذوق العام..

يا أيها الإنسان: هل تريد العلاج السريع لراحة البال؟.. لا تلتفت للشيطان.. ونفسك الأمارة بالسوء للانتقام.. بدايةً لا تضع خدك على وسادتك حتى تستشعر بالرضا والاطمئنان.. وأن الله أزال من قلبك ما بك من الحسرة والندامة والغضب عن هذا الموقف السلبي الذي مر بك .. وغير الأخلاقي .. وغير الحضاري .. لا تنم حتى تدعو لمن أساء إليك بكل خير .. واعفو واصفح .. وتخلق بخلق خير الأنام .. وسيد الأخلاق .. استغفر لله كثيراً .. احمد لله على كل حال .. تأكد أن الخير ما اختاره الله لك .. اعلم أنه قدر من الله عليك .. وما قدر سيكون لا محالة .. تذكر أن كل ابن آدم خطاء .. قل في نفسك لعل عنده عذر لا أعلمه الآن .. لا تغضب .. هدئ من روعك .. كن هادئ الطباع .. لين الجانب .. متسامحاً .. محسناً الظن .. ليسَ خوفًا مَن الناسّ .. أو خوفاً من انتهاء عّلاقتك بهم..! بل لكي تكتب عند الله عز وجل: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.. وقوله تعالى: {وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}.. وقوله تعالى: { واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} .. وقوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم؛ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}..

أخيراً وليس آخراً .. على كل مظلوم وصاحب حق .. قبل أن تصدر الأحكام وتقرر ماذا ستفعل اسأل نفسك سؤالاً.. لماذا فعل هذا الشخص ذلك الفعل؟؟؟ ثم اسأل نفسك هذا السؤال قبل أن تقدم على شيء .. هل تنتقم لنفسك .. أم تنتقم من أنفسك؟؟؟

ومضة:

يقول (دايل كارنيجي): لا تنتقم.. اتجه إلى نفسك وعززها وابن فيها روح الخير والهمة العالية والطموح نحو الأفضل .. هذا النوع من الانتقام هو أنجح وأنجع وأقوى أنواع الانتقام .. جرّب وأنت الحكم.. والخلاصة: يا أيها الإنسان بكل بساطة حتى ترتاح دنيا وآخرة كن إنساناً.. هكذا هي الدنيا .. لا تصفو من كدر..!!

صالح الريمي