إن المجتمع البحريني ومنذ زمن بعيد يستخدم الأغنية الشعبية في جميع أمور حياته تقريباً، فتلك الأغاني الشعبية مرتبطة بعادات المجتمع البحريني والخليجي ومتأصلة في حياته ولا يكاد يستغني عنها. هناك أغاني شعبية موسمية تغنى على مدار العام في المناسبة التي تخصها فهي كثيراً ما تذكرنا بطفولتنا البريئة والسنين الجميلة التي عشناهاه في تلك الفترة والتي للأسف اندثرت في أيامنا هذه ولم يستمتع بها الجيل الحالي، ونتذكر من تلك الأغاني هذه الأهازيج البسيطة العفوية:

في أيام الغوص كانت أمهاتنا وجداتنا يرددن أغنية «توب يابحر»:

توب توب يا بحر توب توب يا بحر

شهرين والثالث دخل شهرين والثالث رحل

ييبهم ييبهم ييبهم ييبهم

ناشرين جيبهم ناشرين جيبهم

ما تخاف من الله يا بحر خذيت إوليدي يا بحر

وأغنية «حمامة نودي نودي»:

حمامة نودي نودي سلمي على سيودي

سيودي راح مكة إييب ثوب العكة

ويحطه في صندوقي صندوقي ماله مفتاح

والمفتاح عند الحداد والحداد يبي فلوس

والفلوس عند العروس والعروس تبي ريل

والريل يبي إعيال والعيال يبون حليب

والحليب عند البقر والبقر يبون حشيش

والحشيش يبي مطر والمطر عندالله

لا إله إلا الله محمد رسول الله

بيت العيوز احترق صبوا عليه جدر مرق

قوم صل ما قدر قوم تعشى هي والله

وأغنية موسم المطر التي كنا نتغنى بها عند هطول المطر:

طق يا مطر طق بيتنا حديد مرزامه حديد

طق يا مطر طق يا مطر طق

ومن أجمل الأغاني الموسمية كانت «القرقاعون»

قرقاعون عادة عليكم أوه يالصيام

من بين اقصير أوه يارمضان

يالله يالله يالله يالله تسلم ولدكم

ولدكم يالحباب أوسيفه يرقع الباب

سنت الغلى ما صكه ولا صك له بوابه قرقاعون

عطونه الله يعطيكم بيت مكه يوديكم قرقاعون

عطونه حنه أو بنه حتى إتزورون الجنة قرقاعون

عطونه إحبيبة زبيب حتى إتزورون الحبيب قرقاعون

عطونه إشوية إكنار حتى لا تزورون النار قرقاعون

ذكريات جميلة لا تنسى، فيا ليت ذلك الزمن الجميل يعود وليت الليالي الجميلة تعود مرة أخرى بهواها النقي وسهراتها الجميلة. أين الحياة البسيطة والمحبة والأمن بين الناس، أين أصدقاء الطفولة، كانت البساطة والعفوية في كل أمور الحياة وكنا شعب واحد، ياترى هل تعود ولو جزء بسيط من تلك الذكريات.

الناشط الاجتماعي

صالح بن علي