^ لا يمكن للعرب تطبيع العلاقة مع إيران وهي تحتل جزءاً من أراضيهم، ولا يمكن للعرب أن يثقوا في إيران-الجارة المسلمة- وهي تستمر في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، ولا يمكن لعرب الخليج أن يشعروا بالود والثقة تجاه الحكم في إيران والسيد أحمدي نجاد رئيس جمهورية إيران الإسلامية يزور أرضاً عربية محتلة في وضح النهار، متحدياً كافة الأعراف والقيم المرعية في العلاقة بين الدول! ودون الحاجة هنا إلى المقارنة مع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، كما يحلو للبعض أن يفعلوا، لأن الاحتلال ليس له اسم آخر غير الاحتلال، والعدوان ليس له اسم آخر غير العدوان، والتطاول والغرور القومي لا يمكن إلا أن يفضي إلى الحروب والصراعات وتوريث العداوات، هذا فضلاً عن أنه يتناقض مع قيم الإسلام، في دولة تدعي أنها تبني نظامها وحياتها على أساس من الإسلام. وبالرغم من أننا لسنا من هواة خلط الأوراق وتأجيج مشاعر الكراهية والصراع بين العرب وإيران- لان ما يجمع بينهما من جغرافيا وتاريخ وعقيدة ليس بالأمر الهين الذي يمكن التهوين فيه أو شطبه- فإنه من غير الممكن السكوت عن جريمة الاحتلال الإيراني للجزر العربية الإماراتية تحت أي عنوان أو أي مبرر، كما لا يمكن السكوت عن الاستفزاز الإيراني المنظم والمتصاعد في عداوته للعرب عامة، ولعرب الخليج خاصة، سواء من خلال محاولات زرع الفتنة الطائفية بين العرب ونشر ثقافة غريبة عنهم تقوم على تقسيم العرب طائفياً، أو من خلال استدراجهم إلى المواجهة السياسية والإعلامية على أكثر من صعيد،خصوصاً من خلال التدخل المباشر في الشأن العربي: في البحرين وفي العراق ثم في سوريا، وقبل ذلك الاستمرار في احتلال الجزر الإماراتية،حيث قام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بزيارة غير مسبوقة إلى جزيرة أبو موسى المحتلة مطلقاً المزيد من التصريحات المسيئة للعرب، والمستخفة بدورهم الحضاري والرسالي، ووزنهم الدولي. ففي الوقت الذي كنا نتمنى فيه أن يعمل قادة إيران على مراجعة سياستهم الفاشلة على صعيد العلاقة مع الجوار العربي، بالتوقف عن سياسة الاستفزاز والاستعداء للعرب، والتحرر من إرث الماضي وصراعاته، والانخراط في التعاون والشراكة بين شعوب المنطقة، المرتبطة بعديد الوشائج الثقافية والاقتصادية والدينية، لمواجهة التحديات المشتركة، تظهر القيادة الإيرانية أنها مازالت متشبعة بروح عنصرية معادية لكل ما هو عربي، ومشحونة بضغائن الكراهية والطائفية المركبة بأوهام الإمبراطورية المنتهية. ففي كل مرة تشعر فيها إيران أنها المحاصرة دولياً وإقليمياً، والمنعزلة عن العالم وعن جوارها العربي، تحاول الهروب إلى الأمام من أزماتها الداخلية، بافتعال معارك دونكيشوتية مع جوارها العربي، والقيام بعمليات استعراضية مكشوفة من نوع التهديد بغلق مضيق هرمز مرة، وقيام السيد أحمدي نجاد بزيارة استعراضية إلى جزيرة إماراتية محتلة مرة ثانية. فماذا تريد إيران أن تقول لنا من خلال هذه الرسائل العدائية؟. إن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية، وما أطلقه من تصريحات عدائية ضد العرب، تكشف «زيف الادعاءات الإيرانية» حول إرادة إقامة علاقات «أخوية» مع الجوار العربي، وحول «الشراكة والتعاون الإقليميين». فإيران في حقيقة الأمر لا تريد غير الهيمنة على المنطقة بروح استعلائية، وتريد فقط أن تقول:إنها القوة الإقليمية الوحيدة المنفردة وأنها لا تريد شراكة ولا تعاوناً، فقط تريد امتثالاً عربياً لها، وتبعية، تريد من العرب في الخليج أن يكونوا جزءاً من استراتيجيتها في مواجهتها مع الغرب، وتريد من الخليج العربي أن يصبح فضاءً حيوياً لها لا أكثر ولا أقل. إننا في الوقت الذي نرفض فيه جميع أشكال الاحتلال للأراضي العربية، نذكر الرئيس الإيراني السيد أحمدي نجاد بأن الخليج العربي هو بحيرة عربية يقطن العرب ضفتيها الغربية والشرقية منذ قديم الزمان، وهم الذين حملوا رسالة الإسلام العظيمة وأوصلوها إلى العالم، ومنها بلاد فارس وأن لغتهم العربية هي لغة القرآن العظيم. ولذلك فهم ليسوا في حاجة إلى من يمنحهم شهادة في الحضارة وفي الإنسانية، بل وحتى في القوة والشجاعة عندما تتطلب المواقف منهم ذلك. .. وللحديث صلة