الحدود الأردنية السورية - محمد لوري:

«مزقت صورة بشار الأسد» قالها بكل فخر أبو عبدو حين قابلته الوطن قرب الحدود السورية الأردنية وهو يقصد ما فعله عندما طلب منه السجود لصورة بشار الأسد، لكنه تحدى وقام بتمزيق صورته. بكل فخر واعتزاز، يقول: أبوعبدو تعرضت لجميع أنواع التعذيب من: «صلب، وصعق، وركل»، ولكني أقسم بالله، سأعود حين أتعافى إلى الداخل مجاهداً، وسنسقط من يسمي نفسه بالأسد، يقول أبوعبدو: «في مثل هذا الوقت من العام الماضي، خرجنا في تظاهرات في مدينة درعا وكنا مجموعة كبيرة نصل لما يقارب 700 شخص وكنا سلميين إلى أن بدأت قوات الأمن والشبيحة بفتح النار علينا بشكل عشوائي، سقط العديد من الشهداء وآخرون أصيبوا إصابات بالغة لكنني ممن تم اعتقالهم ومعي 7 من شباب المدينة، لتبدأ رحلة التعذيب مع جهات الأمن.

ويضيف «أخذونا لقيادة الأمن العسكري بقيادة الضابط العقيد لؤي العلي حيث أمرهم بتكبيلنا من الخلف وألقينا على وجوهنا ليبدأوا بالدوس فوق ظهورنا وبعضهم أخذ بالرقص والقفز على ظهورنا وضربنا بجميع أنواع العصي التي معهم مع توجيههم جميع أنواع الإهانات علينا وعلى أعراضنا».

ويوضح أبوعبدو «بعد هذا الفاصل من القفز والرقص أمرهم القائد بأخذنا إلى القبو حيث تم وضعنا في غرفة صغيرة فيها ما يقارب 200 شخص متراصين من ضيق المساحة، ومن ضمن هؤلاء المعتقلين كان هناك عدد من طلاب المدارس تتراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة، وقد بدا أثر التعذيب الذي مورس بحقهم واضحاً على أجسادهم الصغيرة».

ويكمل «لم تطل مدة اعتقال الأطفال وتم الإفراج عنهم بعد حوالي أسبوع وعند سماعنا لخبر الإفراج عنهم بدأنا بالتكبير «الله أكبر .. الله أكبر» وعندها اكتشفنا أن التكبير يغيظهم ويرعبهم فبدأوا بإخراجنا من الغرفة الجماعية وتوزيعنا إلى مجموعات صغيرة ليدخلونا إلى غرف صغيرة تسمى بالمنفردات تتراوح مساحتها بين 1و2 متر، ويوجد بها ماء بارتفاع 10سم».

يقول أبوعبدو بحرقة «بدأ الشبيحة بنزع ملابسنا عنا وأبقوا على ملابسنا الداخلية فقط وقبل إدخالنا بدأوا برش الماء علينا وأدخلونا المنفردات 3 أشخاص وأتوا بسلك كهربائي وأدخلوه الغرفة من تحت الباب فبدأنا «نخبط بعضنا ببعض» إلى أن يغمى علينا».

ويضيف «بعد عدة أيام مرت مع التعذيب اليومي بدأنا بفقدان الإحساس، إلى أن أتوا إلي بصورة بشار الأسد، وقالوا لي اركع لـ«الله» بشار، فأخذت الصورة ومزقتها ورميتها في وجه الضابط وقلت له «هذا ربك، مزقته لكم» فقال لي الضابط ألا تعلم أن اليد التي تمتد على الرئيس بشار الأسد تقطع؟».

ويمضي أبوعبدو في سرد قصته، ولمسة الحزن والأسى ممزوجة بالتحدي، بادية على محياه «كبلوني مرة أخرى وأخذوني للعقيد لؤي العلي وأخبروه بما حدث فبدأ بالصراخ والشتم وتسديد الضربات المتتالية إلى أن أوصلني لحافة الدرج وركلني وأنا مكبل لأسقط من أعلى الدرج لأسفله، وفجأة نادى على حرسه وقال لهم «خذوه واعملوا معه اللازم» فأخذوني لغرفة التعذيب وصلبوني وقامو بوضع الصاعق الكهربائي في يدي وفجروه لأفقد 3 أصابع». يقول أبوعبدو: «بعد عملية التفجير، أحضروا لي شبيحاً، ليحاول إيقاف النزيف، لكنه لم يستطع لشدة التفجير لذلك أرسلوا معي شبيحة لمشفى درعا الوطني، ليتفاجأ الشبيحة بأن المشفى، أصبح تحت سيطرة الجيش الحر، فهرب الشبيحة، وركضت باتجاه الجيش الحر الذين أخذوني إلى أحد المشافي الميدانية، ومن ثم إلى الأردن لأكمل العلاج حيث لاتزال هناك عدة شظايا عالقة في يدي». ويختتم أبوعبدو قصته، مؤكداً «فور ما تتعافى يدي سأعود للداخل، وأجاهد ضد أزلام النظام، لنحرر سوريا من هذا الذي يسمي نفسه أسداً وهو بعيد كل البعد عن هذا الاسم.