قالت رئيس قسم الشؤون السياسية والإعلامية بالسفارة البريطانية لدى البحرين السيدة ميليني، إن القيادة البحرينية جادة بالإصلاح، داعية إلى ضرورة الحوار بين الفئات المعتدلة بالمجتمع.

ونبّهت لدى لقائها أمس وفداً شعبياً ضم شخصيات برلمانية ورجال أعمال ومواطنين، إلى أن الأزمة ليس طرفيها المعارضة والحكومة فقط بل تهم شعب البحرين بأكمله، وهي قضية تخصه ويجب أن تكون الحلول بحرينية.

وأضافت أن بريطانيا تدين العنف و«على جميع الأطراف أن تفعل الشيء ذاته”، داعية إلى عدم استخدام المنابر الدينية لتحريض الشباب على ممارسة العنف ضد رجال الأمن.

وأوضحت أن التظاهر حق ديمقراطي بموجب مبادئ حقوق الإنسان، مستدركة “لكن لا يجب أن يستخدم فيه العنف والتعرض لرجال الشرطة الذين من واجبهم ردعهم وحفظ أمن المواطن، ومعظم المتورطين في العنف لا تتجاوز أعمارهم 17عاماً”.

وذكرت ميليني أن الوضع في البحرين لا يشبه سوريا، ولا توجد فيها مشاكل عرقية أو عنصرية أو طائفية، لافتة إلى أن حل مشكلة البحرين بسيط ويكمن في جلوس جميع الأطراف إلى طاولة الحوار.

وقالت إن حكومة البحرين تجري أعمالاً إصلاحية ممتازة، و«لكن للأسف لا يسمع الناس بها، ولا بد من إعلام الناس بالخطوات الإيجابية والعملية للحكومة خاصة فيما يتعلق بتوصيات بسيوني”، ناصحة بالتواصل مع وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في بريطانيا لشرح الصورة الحقيقية لما يحدث في البحرين والإصلاحات الحكومية.

وذكرت ميليني أن البحرين دولة متطورة ومتقدمة ولها تاريخ حضاري ومنفتحة على العالم الخارجي، والحريات التي تتمتع بها لها ضريبة أنها توجه إليها الانتقادات، والمواطنون يريدون منها المزيد، مضيفة أن البحرين قطعت شوطاً طويلاً في مسيرة الإصلاح في فترة وجيزة وما حصل لها كان الضريبة.

وأشادت المسؤولة البريطانية بالزيارة الناجحة لوزيري الداخلية والعدل إلى بريطانيا، ومحادثاتهما المهمة مع كبار المسؤولين هناك حول تطورات الأوضاع في البحرين.

وذكرت أن بريطانيا على يقين أن القيادة في البحرين جادة في إجراء الإصلاحات، مؤكدة أن بريطانيا ليست وسيطاً في أزمة البحرين، ولا تريد أن تتدخل في شؤونها وإنما دورها ينحصر في تقديم النصائح كصديق قديم.

من جانبه أكد الوفد أنه زار السفارة لإيصال المخاوف إلى البريطانيين من إطالة أمد الأزمة، سيما مع استمرار أعمال العنف والشغب والتظاهرات في الشارع، ما يضر بحياة المواطنين الذين تتعرض مناطقهم لأعمال شغب يومية، مضيفاً أنه ضم شخصيات وطنية لا تحمل فكراً أو نفساً طائفياً ويسعى لإيجاد أي مخرج للمشكلة.

وأعرب الوفد عن استغرابه لما تتعرض له البحرين من أحداث، رغم أنها تعتبر من الدولة المتقدمة اقتصادياً وإدارياً وسياسياً على كثير من دول الشرق الأوسط.

وقال إن جلالة الملك المفدى جاد في المضي قدماً في الإصلاحات السياسية، وما تصديقه على توصيات لجنة تقصي الحقائق والتعديلات الدستورية الممنوحة للمجلس النيابي مزيداً من الصلاحيات إلا دليل قوي على ذلك.