عواصم - وكالات: أعلن موفد الدولي إلى سوريا كوفي أنان في بغداد أمس أنه سيطلع مجلس الأمن الدولي اليوم على نتائج محادثاته في المنطقة حول الأزمة السورية، وأوضح أن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح إنهاء الصراع خطوة بخطوة بدءاً من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف.

وحذر أنان في مؤتمر صحافي عقده بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من توسع أعمال العنف في سوريا لتصل قرب الحدود مع العراق. وقال «أجريت نقاشاً جيداً مع رئيس الوزراء نوري المالكي وكان مثلنا قلقاً جداً من أعمال العنف والقتل وأبدى دعمه لخطة الست نقاط وآلية تطبيقها».

وأضاف «جئت إلى المنطقة لمناقشة الأزمة السورية واخذتني رحلتي إلى دمشق وطهران والآن في بغداد، وحصلت على فرصة لمناقشة هذا الأمر مع القادة لبحث (...) وقف القتل من أجل الشعب السوري وكذلك لضمان عدم انتقال الصراع السوري إلى جيرانه». وأكد الموفد «ساغادر (الأربعاء) سأوجز مجلس الأمن وأنا متأكد بأن المجلس سيتخذ الإجراء المناسب، وكذلك يتخذ قرارا فيما يتعلق بالمراقبين الذين تنتهي مهمتهم في 21 من الشهر الجاري». وأضاف «أعتقد أننا بحاجة إلى أن نواصل ضغوطنا، ونحن بحاجة أن نفعل ذلك بصورة بناءة».

وقال «يجب أن نكون خلاقين من أجل وقف العنف، لقد حاولنا ذلك على المستوى الوطني، في 12 أبريل الماضي لكن (المحاولة) لم تنجح، والآن هناك جيوب عنف جدية حول العراق». وأضاف «لقد شاهدنا الوضع المأساوي في سوريا وعمليات القتل ومعاناة الناس، رجالاً ونساء وأطفالاً، (...) هؤلاء الأبرياء الذين علقوا وسط أعمال العنف».

وتابع «جميع الذين تحدثت معهم، كانوا يشاطروني نفس القلق والحاجة بالنسبة لنا اليوم هي وقف هذا القتل».

ووصل انان إلى العراق آتيا من طهران التي جددت أمس دعمها الكامل لخطته في محاولة وضع حد للأزمة السورية. وأعرب الموفد مجددا عن الأمل في اشراك طهران في البحث عن حل في سوريا وهو ما ترفضه الدول الغربية والمعارضة السورية حتى الآن وتتهم طهران بدعم نظام دمشق عسكرياً.

كما قال أنان للصحفيين في إيران إن الأسد «اقترح وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لإحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لإنهاء العنف في مختلف أرجاء سوريا».

وأوضح الموفد أنه يحتاج إلى بحث الاقتراح مع المعارضة السورية ولا يمكنه الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ولم يتضح كيف أو أين يخطط لاتمام ذلك مع زعماء المعارضة الذين يقولون إنه لا يمكن تحقيق انتقال سلمي ما لم يتخل الأسد عن سلطاته أولاً.

ورداً على تصريحات أنان، رفض البيت الابيض أمس المقولة التي تعتبر أن بامكان إيران لعب دور «ايجابي» في الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «لا أعتقد أن بإمكان أحد أن يقول جدياً أن طهران كان لها تأثير إيجابي على التطورات في سوريا».

كما أعتبر البيت الابيض أن توجه مجموعة من السفن الحربية الروسية إلى مرفأ طرطوس السوري، لا يشكل أمرا غير عادي.

من جانبها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أمس أن تعهد روسيا بوقف صفقات الأسلحة الجديدة إلى دمشق في المستقبل القريب ليس كافياً، ودعت الحكومات التي تنظر في تزويد المعارضة بالأسلحة إلى إجراء تقييم صارم للتأكد من عدم استخدامها في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وفي تطور متصل، بدأ الجيش اللبناني أمس بتعزيز وجوده في المنطقة الحدودية مع سوريا بعد حوادث إطلاق النار الأخيرة التي حصلت على جانبي الحدود شمال لبنان والتي تخللها سقوط قذائف في الأراضي اللبنانية.

ميدانياً، قتل 56 شخصاً في أعمال العنف أمس بينهم مسعف في الهلال الأحمر السوري الذي قضى خلال قيامه باسعاف جرحى في دير الزور في شرق البلاد، والقتلى هم 18 مدنياً و18 عسكرياً و16 مقاتلاً معارضاً وجندياً منشقاً.

في غضون ذلك، أفرجت السلطات السورية عن 275 موقوفاً على خلفية الأحداث ممن «لم تتلطخ أيديهم بالدماء»، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي. كما أعلنت الحكومة عن توفير 25 ألف فرصة عمل للشباب بعقود سنوية في القطاع العام حيث ارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 14.9 بالمئة عام 2011.