(خاطري) أصرخ وأقول (شات آب) أي (جب) بالبحريني، لكل من يزج بعبارة “وقف العنف من الجانبين” في مملكة البحرين.
وبخصوص البيان الأمريكي المضحك؛ فنقول لكم إن البحرين لم ولن تكون مستعمرة أمريكية تفتح أبواب الصراعات الطائفية كما تسعون بهذه البيانات (الزكزاكية) فشكراً، لا نريد إدانتكم للإرهاب إن كان مصحوباً مع إشارات تبدو غاية في السخافة حول استخدام رجال الأمن “لمسيل الدموع”، لأن تلك الإشارات تحولت لفيلم كوميدي يضحك عليه حتى الخبير الأمريكي الذي استعانت به وزارة الداخلية، وبودي أن أسأل سعادة السفير الأمريكي؛ كم طلقة مسيل دموع مسموح أن يطلقها رجل الأمن بالبحرين على مجموعة من الإرهابيين تريد أن تلقي مولوتوفاً على منزل سعادتكم؟ حددوا لنا عدد طلقات مسيل الدموع حتى نتخلص من هذه الفقرة السخيفة في بياناتكم المضحكة!!
نعلم أنكم الولايات المتحدة الأمريكية، لكن اعلموا أننا البحرين أيضاً، ونحن شعب مل وتعب من مراعاة بياناتكم التي بسببها جرد رجل الأمن من كل وسائل الدفاع وأصبح عرضة للإصابات اليومية الإرهابية، وكل ذلك بسبب مراعاة كونكم حليفاً وكونكم قوة عظمى، حتى نزعتم عنا كل أغطية الكرامة ولم يعد لدينا ما نخسره الآن.
عن أي جانبين تتحدثون، هناك جانب يستخدم أدوات قتل وعبوات ناسفة ومولوتوفاً، ورجل أمن لا يملك سوى مسيل الدموع، لقد أصبح رجال الأمن البحريني كأنهم لعبة يلعب بها (اللوفر) فيقذفونه بالحجارة وبالأسياخ والمولوتوف وبالعبوات الناسفة وهو أعزل من كل شيء ومطارد حتى من الصبية الصغار، فماذا تريدونه أن يفعل يجلس في البيت ونظل بلا رجال أمن في البلد؟
اعذروني فقدت السنع فلم يبق للأدب والاحترام مكان في ظل هذا الاستغفال لعقولنا.
لقد مللنا هذا التسيب في الأمن مراعاة لكل من أراد أن يتفلسف ويتحدث عن العنف من “جميع الأطراف”؛ أي عنف من طرف الأمن؟ مسيل الدموع عنف؟ مسيل الدموع هو الذي تسبب في ضحايا مدنية؟ هل وصل الاستغفال إلى هذه المرحلة؟ هل هذا بيان يتساوى فيه الخطاب مع السلطة السورية فتطالبون رجل الأمن الأعزل في البحرين بأن يتوقف عن العنف؟
لهذا نحن شعب البحرين نقولها بصوت عالٍ؛ إننا نوجه نداءنا لاثنين فقط هما المعنيان بالأمن في وطننا، وهما من سنحملهما مسؤولية فقدنا الأمن أو تسيبه.
الأول هو الحكم، والثاني هو مؤسساتنا وسلطاتنا السيادية، عليكما أنتما الاثنان فقط أن تحددا سياسة مملكة البحرين من أعمال العنف ولا أحد آخر؛ لا أمريكا ولا إيطاليا ولا فرنسا ولا الدنمارك ولا بان كي مون لهم الحق في تحديد درجة أو أسلوب التعامل مع الإرهابيين، فلن نحاسب هيلاري كلينتون ولا بان كي مون حين نفقد الأمن أو حين تتحول البحرين لعراق آخر -لا قدر الله- كما يريدون، علينا أن نقرر نحن كبحرينيين إما أن نكافئ الإرهاب وإما أن نواجهه بصدورنا.
شعب البحرين وحده اليوم مسؤول عن أمنه واستقراره وكرامته وسيادته، وكفى عبثاً يحط من كرامتنا كل يوم بالاستجابة لتلك البيانات والتصريحات التي جعلت من البحرين بلاداً بلا سيادة وبلا شعب له كرامة.
نطالب مجلسنا النيابي وقوانا السياسية ومؤسساتنا المدنية بالإعلان عن نفسها وعن موقفها تجاه ما يجري من تدخلات أجنبية فاقت الحدود المسموحة، والإشارة بوضوح لكل من يفتح باب التدخلات على أنها خيانة عظمى من يرتكبها من البحرينيين لابد أن يحاكم وفقاً للقانون البحريني ذي السيادة.
لقد أوضحنا للمجتمع الدولي أن البحرين أحدثت إصلاحات سياسية وحقوقية بما يتناسب مع تجربتها وبما يتناسب مع خبراتنا المحدودة وبما يتناسب مع منظومتنا الخليجية، وقفزت نقلات نوعية سياسية “جادة” و”ذات جدوى” و”ذات مغزى”، ومن يحمل ذرة شك عليه أن يبين ما الذي يقصده هو بالجادة وبذات مغزى، وأن يقدم امتحاناً في عقدنا الاجتماعي أي في دستورنا، فهل يعرفه ويعرف صلاحيات المجالس المنتخبة أم لا يعرف؟ عليه أن يقرأ جيداً التعديلات الدستورية ويتمعن فيها ومن ثم يأتي بعدها يفهمنا ما الذي يقصده بالإصلاحات ذات الجدوى وذات المغزى والجادة.
حل سياسي وأبدينا، وحل حقوقي وعرضنا، كما إن البحرين عالجت أخطاءها على الصعيد الحقوقي كما لم تفعل أي دولة في العالم، خلاصة القول أنتم الآن تطالبون بأن تكافأ البحرين وتهان وتقبل بمبدأ الابتزاز والخضوع للإرهاب مقابل الأمن.
من أراد بالبحرين خيراً عليه أن يقف في وجه الإرهاب معنا بلا (لكن) لا أن يدعمه ويمنحه المكافأة، كما فعلتم مع بريطانيا وهي تواجه خطر الإرهاب بدعاوى المطالب.
القضايا المتعلقة بأمن الدولة سواء تلك التي في المحاكم الآن أو تلك التي مازالت قيد التحقيق، هي التي تقف وراء هذا الإرهاب الذي تدينونه مرة، وتريدون مكافأته مرات بدعواكم بالتدخل في شؤوننا القضائية والإفراج عن أشخاص متهمين بتهم محاولات انقلاب على الدستور وتغييره بالقوة، وهي تهمة خطيرة في قوانينكم ودساتيركم؛ فكيف تكيلون بمكيالين بيننا وبينكم؟
اليوم هو يوم الكرامة للبحرين وشعبها، يوم العزة، يوم السيادة الوطنية، يوم يحدد من يريد أن يركب المركب البحريني من أهله وناسه بما قامت به البحرين من إصلاحات ومن توصيات للجنة المتابعة، فأهلاً وسهلاً به أهلاً وإخوة، ومن أراد أن يأوي إلى جبل يعصمه وحده فليكن.. إنك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء، ومن أراد العبث بأمننا وباستقرارنا وبابتزازنا فالبحرين كلها مع قيادتها يداً واحدة ستقف له بالمرصاد.