دعا خبراء وإعلاميون عرب إلى إطلاق قمر صناعي خليجي باسم “خليج سات”، وتدشين أكاديميات إعلامية متخصصة، معربين عن تأييدهم انسحاب البحرين من “عربسات” احتجاجاً على استمرار بث قنوات الفتنة والتحريض. وأشاد الخبراء والإعلاميون بإجراءات هيئة شؤون الإعلام في التصدي للقنوات الفضائية العدائية المحرّضة على الفتنة والكراهية، من بينها وقف بث الباقة البحرينية عبر المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية “عربسات”، احتجاجاً على عدم اتخاذها أي إجراء قانوني بإغلاق القنوات المخالفة للاتفاقية الثنائية والمواثيق العربية والدولية.

ودعا الخبراء العرب في تحقيق صحافي نشرته “الرياض” السعودية، إلى موقف عربي موحد بوضع حد للتجاوزات الإعلامية عبر تفعيل القواعد الناظمة للبث الفضائي العربي، وإغلاق القنوات الحاقدة والمثيرة للفتن والأكاذيب على القمرين “عربسات” و«نايل سات” وتعويضهما مادياً.

وثمّن الكاتب بجريدة الرياض عوض المالكي، تجربة البحرين في إلغاء بث قنواتها الرسمية عبر القمر الصناعي “عربسات”، وقال إنه “موقف شجاع عبّرت من خلاله البحرين رفضها بث “قنوات الفتنة” على ذات القمر الذي تبث منه قنواتها، حيث تعود ملكيته لمؤسسات عربية خليجية لم تتخذ إجراءً حيال افتراءات تلك القنوات الكاذبة”.

وحذر المالكي من أن قنوات الفتنة الفضائية التابعة لإحدى الدول وعددها 40 تقريباً، تبث “سموم الكذب والتظليل والاتهامات” عن المملكة ودول الخليج عموماً عبر قمر “عربسات”، “ورسائل فتنة” ممنهجة تهدد عقول الناشئة، وتحرّض على “الانفلات”، وتهدد أمن المنطقة واستقرارها، داعياً إلى وعي استثنائي من شعوب الخليج لحماية منجز “المصير الواحد” والتصدي لحملة الكراهية.

ورحب الخبير الاقتصادي وأستاذ مخاطر الدولة المساعد بالجامعة الخليجية د.محمد خيري الشيخ عبدالله، بالقرار البحريني بوقف بث قنواتها على “عربسات”، احتجاجاً على عدم اتخاذها إجراءات قانونية بإغلاق الفضائيات العدائية والتحريضية المخالفة للاتفاقية الثنائية والمواثيق العربية والدولية. وتوقع ردود فعل مماثلة من دول الخليج بإيقاف باقاتها التلفزيونية على “عربسات” كما فعلت البحرين، وتكبيد الشركة خسائر استثمارية قد تؤدي إلى إغلاقها، مطالباً الشركة بإيقاف بث السموم من خلال قمرها وإغلاق قنوات الفتنة الضالة ذات الأجندة المكشوفة للجميع. ودعا خيري إلى مواجهة الحملات المؤدلجة، من خلال وضع ضوابط قانونية للعمل الإعلامي دون تقييد ومراعاة خصوصية كل دولة، واستفادة الدول العربية من التجربة البحرينية، من خلال إملاء شروط في التعاقدات مع إدارة “عربسات”، مطالباً جامعة الدول العربية بالتحرك جدياً من أجل حفظ استثمارات الدول العربية في “عربسات”. وحث دول الخليج العربي بما لديها من إمكانات مادية، على الاستثمار في امتلاك قمر اصطناعي حكومي عربي تحت اسم “خليج سات”، بحيث تنتقل إليها جميع القنوات الإعلامية العربية.

واقترح إنشاء أكاديميات إعلامية تعليمية متخصصة تمنح درجات علمية في مجال الإعلام، وتقدم برامج متخصصة بالإعلام الإخباري والاقتصادي والرياضي وغيره، بحيث يكون مجلس أمنائها وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتُدعم من قبل الأمانة العامة لدول المجلس على غرار جامعة الخليج العربي في البحرين. وأعرب عضو مجلس الشورى السعودي د.طلال بن حسن بكري، عن أسفه لبث قنوات الفتنة سمومها عبر قمري “عربسات” و«نايل سات”، المملوكتين لشركات ومؤسسات عربية خليجية، آملاً أن يكون القرار بالانسحاب من “عربسات” جماعياً من دول المنطقة للتأثير عليها.

ودعا إلى ضرورة الإجماع الخليجي على وقف “حملة السباب والشتائم” لدول وشعوب المنطقة من قبل وسائل إعلام تحريضية مارقة، رافضاً بقاء تلك القنوات الحاقدة على هاتين الشبكتين العربيتين، ومقترحاً تعويض القمرين العربيين مادياً لتغطية خسائرهما جراءّ إخراج تلك القنوات المضللة.

من جانبه، أشاد رئيس مجلس إدارة نادي مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في البحرين سامي كمال، بالقرار البحريني بوصفه خطوة احتجاجية على عدم اتخاذ موقف حاسم تجاه قنوات فضائية تسعى إلى التدخل وتأجيج الصراع وبث فتنة طائفية تهدد السلم الاجتماعي في بلد عُرف على مدى التاريخ بأنه بلد مسالم.

وطالب أن يكون للدول العربية موقف إيجابي في هذا الاتجاه، مؤكداً أن “الانفلات الفضائي” يتطلب تفعيل القوانين بكل صرامة وفرض ضوابط لحرية الرأي والتعبير، وإلاّ تحولت الحرية إلى فوضى، في ظل هذا العدد الهائل من المحطات التليفزيونية الفضائية واختلاط الغث بالسمين، وتعمد البعض ترويج الأكاذيب ونشر المغالطات باسم حرية الرأي والتعبير.

ودعا كمال إلى وضع حد للتجاوزات الإعلامية من خلال تفعيل المبادئ والقواعد الناظمة للبث الفضائي ومحاسبة القنوات المخالفة، مشيراً إلى أن وضع وزراء الإعلام العرب قواعد وميثاق شرف للبث الفضائي، لم يكن لتقييد الحريات وفرض الرقابة، وإنما لوقف المخالفات والخروقات الواضحة في فضائيات تمولها دول وجهات للهجوم الإعلامي على دول أخرى، مستنكراً وجود تلك الفضائيات التي لا تتحلى بأدنى قدر من المسؤولية أو الصدقية، وتفتقر لأبسط المبادئ والقواعد المهنية.