صنعاء - وكالات: قال ضابط في الشرطة القضائية اليمنية إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح في هجوم انتحاري استهدف مدخل أكاديمية الشرطة في صنعاء أمس، بعد أن كانت حصيلة سابقة أعلنت مقتل 20 شخصاً. وذكرت مصادر متطابقة أن الهجوم وقع لدى خروج التلامذة الضباط من الأكاديمية عشية بدء العطلة الأسبوعية. وأوضح الضابط الذي يتولى التحقيق في الهجوم لفرانس برس “لقد تبين لنا بعد نقل الضحايا أن الاعتداء الانتحاري أودى بثمانية أشخاص وأصاب العشرات بجروح”. وأضاف رافضاً ذكر اسمه أن هذه الحصيلة قد ترتفع نظراً للإصابات الخطيرة في صفوف الجرحى”. وكان مصدر أمني اعلن في وقت سابق “قتل عشرون شخصاً على الأقل وأصيب عشرات بجروح في الاعتداء الانتحاري”.
وتضاعفت الفرضيات المتعلقة بكيفية حدوث الانفجار وسط البلبلة التي عمت المكان. وأعلن مصدر أمني أن الانتحاري كان يقود سيارة فجرها وسط التلامذة الضباط.
لكن شهود عيان قالوا : إن الانتحاري وصل بسيارة أجرة وفجر نفسه أمام المدخل الجنوبي للأكاديمية. وأضافوا أن السيارة تناثرت قطعاً بفعل قوة التفجير وغطى حطامها جانبي المدخل.
وهرعت سيارات الإسعاف لنقل القتلى والجرحى في حين فرضت قوات الأمن طوقاً حول المكان مانعة الاقتراب. وقال الشرطي فضل علي لرويترز إن الطلبة كانوا يغادرون الكلية عندما تعرضت للهجوم. وأضاف “كان الطلاب يغادرون الكلية في نهاية الأسبوع كالعادة ولم نسمع إلا صوت انفجار قوي. جرينا إلى المكان فوجدنا العشرات من الطلاب مضرجين بالدماء. والدماء في كل مكان. كان منظراً مرعباً. الدماء والأشلاء في كل مكان”.
وذكر شاهد آخر أنه رأى رجلا في العشرينيات من عمره يندس وسط الطلبة الذين تجمعوا وسط الأكاديمية. وأضاف “كنت في انتظار أحد أقاربي أمام بوابة الكلية. فجأة بدأ الطلاب بالخروج من البوابة وما أن وصل عدد الخارجين إلى العشرات جاء شاب (في العشرينيات)... ودخل وسط هؤلاء. ولم أسمع إلا صوت انفجار قوي جداً هز المكان ورأيت أجساد الطلاب متناثرة على الأرض والدماء في كل مكان...”. من جهتها، لم تصدر السلطات المعنية أي توضيح حول الهجوم لكن من المتوقع أن تصدر وزارة الداخلية بياناً في وقت لاحق.
وحصل الهجوم في مكان غير بعيد عن موقع اعتداء انتحاري آخر في 21 مايو الماضي أوقع حوالى مئة قتيل من العسكريين الذين كانوا يتمرنون على العرض العسكري بمناسبة ذكرى توحيد اليمن. وأعلنت جماعة “أنصار الشريعة” الموالية للقاعدة مسؤوليتها عن العملية. وتلاحق السلطات القاعدة دون كلل وطردت أنصارها منتصف الشهر الماضي من معاقلهم في محافظتي أبين وشبوة خلال هجوم للجيش استمر شهراً.
وفي غضون ذلك، قتل قيادي في “الحراك الجنوبي” وأصيب 3 آخرون بمواجهات مع قوات الأمن المركزي بمدينة عدن أمس. وقال مصدر محلي وشهود عيان ليوناتيد برس انترناشونال إن “مواجهات وقعت بمديرية المنصورة في مدينة عدن بين قوات الأمن المركزي وعناصر من الحراك الجنوبي الذي ينادي بالانفصال أدت إلى مقتل أحد قيادييه في ثورة 16 فبراير ويدعى شرف محفوظ”.
ومن جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز في بيان صحافي إثر ختام زيارته إلى اليمن أمس إن “رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في دعم ومساعدة اليمن ليست محصورة في الجانب الأمني فقط”، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك مصالح عميقة في اليمن للتغلب على القاعدة والجماعات المتطرفة المنبثقة عنها، وأنها مستمرة في دعم الانتقال السياسي وإيلاء الجانب الاقتصادي أهمية كبيرة.