أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى أن مهاماً جِساماً تقوم بها قواتنا المسلحة بدول مجلس التعاون على أكمل وجه، ابتداء من المحافظة على السلام والأمن والأمان في المنطقة، وتأمين استمرار تدفق النفط للعالم، والمساهمة في محاربة الإرهاب والقرصنة ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والإسهام في التطوير والبناء للأوطان. وإننا لنقدر كل المساهمات التي قامت وتقوم بها قوة دفاع البحرين لأداء كل هذه الواجبات السامية متكاتفة مع الأشقاء والأصدقاء.
وشدد عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، في كلمة خلال رعايته الكريمة أمس لحفل تخرج دوره القيادة والأركان المشتركة الرابعة، على أن أمتنا في هذا الوقت بالذات تحتاج إلى أن تقوم قواتنا المسلحة بدور صمام الأمان والاستقرار لأوطاننا حمايةً لسيادة القانون وحفاظاً على مسيرتنا نحو المزيد من التقدم والرقي.
وقال “إنه لمن دواعي سعادتنا أن نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك لنهنئكم بمناسبة اجتيازكم الدورة الرابعة لكلية القيادة والأركان المشتركة التي عقدت بالكلية الملكية للقيادة والأركان لقوة دفاع البحرين. كما يسرنا أن نرحب بضيوفنا الكرام من القوات المسلحة بالدول الشقيقة الذين شاركوا إخوانهم في هذه الدورة، في بلدهم البحرين. فإن مشاركة أشقاء لنا، هي محل اعتزازنا وسرورنا دائماً، بالتعرف عليهم والاستفادة من تبادل الخبرات معهم وتعزيز التعاون الأخوي الوثيق القائم بيننا”.
وأشار إلى أنه “لا شك أن هذه الدورة تساهم في تأهيلكم كقيادات عسكرية بالمعرفة والدراسات التعبوية العليا والاتصال بعلوم العصر لتكونوا أقدر على أداء الواجب، مما سيرفع من مستوى العمل المشترك بينكم، فأنتم من مختلف القوات والتخصصات، وإن إنجاز أي مهمة بنجاح يتطلب عمل منسجم ومتقن بين جميع الصنوف”.
وأضاف “نيابةً عن الخريجين نشكر آمر الكلية وهيئة التوجيه وجميع المعلمين على إخلاصهم وعملهم الجاد المثمر الذي حقق هذا الإنجاز الذي نعتز به جميعاً، معربين عن فخرناً بكم جميعاً، وإننا لواثقون أنكم ستضعون كل خبراتكم وإمكاناتكم في خدمة وطنكم بمنهج مستمد من عقيدتنا الإسلامية السمحة ورسالتنا العربية الأصيلة”.
وأشاد جلالة الملك المفدى بالتعاون الوثيق بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاصة في المجال العسكري من أجل المحافظة على أمن واستقرار المنطقة، ومحاربة الإرهاب والقرصنة، والحرص على تأمين وصول النفط إلى العالم، إضافة إلى الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل، واستمرار التعاون المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة، شاكراً جلالته الدور الكبير الذي يقوم به جميع منتسبي قوة دفاع البحرين في مختلف مواقع عملهم.
ولدى وصول عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى إلى الكلية الملكية للقيادة والأركان كان في الاستقبال القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، وآمر الكلية الملكية للقيادة والأركان. وبعد عزف السلام الوطني تشرف عدد من كبار الضباط وأعضاء هيئة التوجيه بالسلام على صاحب الجلالة الملك المفدى القائد الأعلى.
واستهل الحفل بتلاوةٍ عطره من آيات الذكر الحكيم.
تمام الخطة الخمسية لاستراتيجية التعليم
وقال اللواء الركن يوسف بهزاد، في كلمة له بهذه المناسبة، إننا نحتفل اليوم بتمام الخطة الخمسية لاستراتيجية التعليم خلال الخمس سنوات الأولى من عمر الكلية الملكية. فقد اجتزنا بعون الله وتوفيقه مرحلة التحضير والتأسيس وتمكنا من جلب المعارف والعلوم العسكرية المتطورة من الكليات المناظرة وتعزيزها باتفاقيات تعاون مع كليات القيادة والأركان المماثلة والجامعات المدنية ومراكز الدراسات والبحوث واتباع استراتيجية تعليمية محكمة ومتكاملة مبنية على الواقعية في العمل، مع توفير بيئة أكاديمية متميزة تعتمد على تطوير الأداء التعليمي بكل روافده، المتمثلة في هيئة توجيه أكفاء، والاختيار المدروس للضباط الدارسين ومواد عسكرية حديثة، ومساعدات تدريبية متطورة، إضافة إلى التقييم الشامل والمستمر للأداء، كل ذلك ضمن تنظيم دقيق يضمن الوصول إلى الأهداف المنشودة في بناء العلوم العسكرية الذاتية وإعداد وتأهيل قادة المستقبل قيادياً وفكرياً وإبداعياً.
وأوضح أنه تم التخطيط الاستراتيجي للخمس سنوات المقبلة كمرحله ثانية حتى عام 2016 والتي تعتمد على مبدأ التميز والتفوق المبني على استشراف التوجهات الملكية السامية لتحقيق المواءمة وبين الموجود والطموح، وبين التأصيل والعصرنة، وبين الثوابت والمتغيرات، ضمن الأطر العلمية المتوافقة مع ديننا وقيمنا العربية الأصيلة، وحتى نضمن تحقيق هذه الإستراتيجية فقد تم التركيز على المرونة في الاختيار والتنوع في المفاهيم والجودة في المخرجات.. معتمدين على توجيهات جلالتكم حول قاعدة معلوماتية حديثة ومعتمدة من قبل الكليات العسكرية العالمية.
وأضاف “يسعدني ويشرفني يا صاحب الجلالة أن أقف بين أيديكم في هذه المناسبـة العزيزة لأرحب بجلالتكم وشاكراً تفضلكم برعاية حفل تخريج الدورة الرابعة للقيادة والأركان المشتركة.. كما أود أن أنتهز هذه المناسبة لأدعو الله العلي القدير أن يحفظكم ويرعاكم ويديم قيادتكم لمملكتنا ويجعلكم لأمتنا العربية والإسلامية ذخراً وسنداً.. ولا شك يا صاحب الجلالة بأن التاريخ قد أكد على نظرتكم الثاقبة وحكمتكم البالغة في تأسيس هذا الصرح العلمي المتميز .. ودعمكم الحثيث له واستمرار توجيهات جلالتكم المباركة في شتى المجالات ليزيدنا إيماناً وقوةً لمواصلة العطاء ويملؤنا إصراراً على العمـــل المتقن و المخلص نحو هدف واحد نسمو إليه وهو التفاني في أداء الواجب، مشتركين مع إخوتنا في قوة دفاع البحرين لنكون السند القوي للدفاع عن مملكتنا الغالية، والدرع الواقي في وجه من يهدد أمن و سلامة هذا الوطن”.
وأشار إلى أنه “أنتهز هذه المناسبة التاريخية لأسجل ببالغ العرفان والامتنان على ما تلقاه هذه الكلية من رعاية كريمة من لدن جلالتكم ودعم متواصل من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد ومتابعة مستمرة من قبل القـائد العام لقوة دفاع البحرين وإسناد متواصل من وزير الدولة لشؤون الدفاع وإشراف مستمر من رئيس هيئة الأركان، مما أسهم في تذليل كافة العقبات وهيئ لنا أسباب التطوير والتحديث والنجاح، انسجاما مع عصرنا الحاضر واحتياجات قواتنا المسلحة للوصول إلي أعلى درجات التميز والإتقان، ولتخريج أجيال من القادة الأكفاء من ذوي الفكر المستنير والرؤية الثاقبة.. كما لا يفوتني في هذه المناسبة أن أنوه بما يبذله رجالكم المخلصون في الكلية الملكية للقيدة والأركان من جهود صادقه وعمل دؤوب وإصرار لا ينقطع وثقة لا تهتز في القيام بالمهام المنوطة بهم على أكمل وجه.. وفي هذا المقام السامي أتقدم بالشكر الجزيل إلى إخواننا الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي ومشاركتهم في هذه الكلية وما بذلوه من جهود والتزام وكانوا خير سفراء لبلادهم”.
وأضاف “أكرر شكري لكم يا صاحب الجلالة على تشريفكم لنا لتخريج هذه الدورة، معاهدين الله العلي القدير على مواصلة العطاء والعمل الجاد الذي يحقق رؤية وطموحات جلالتكم، وينجز الأهداف السامية التي من أجلها تم تأسيس الكلية الملكية للقيادة والأركان”.
الدورة صقلت الحس الوطني وعمقت قيم الولاء
ثم ألقى المقدم الركن طيار علي محمود إيجازاً عن دورة القيادة والأركان المشتركة الرابعة قائلاً: في هذا الصرح الأكاديمي العسكري الشامخ الذي وضعتم يا صاحب الجلالة لبناته الأولى من خلال رؤية ثاقبة تمثلت في إنشاء الكلية الملكية للقيادة والأركان في قوة دفاع البحرين، ونحن اليوم نحتفل بتخريج فوق جديد من القادة وضباط الأركان من مختلف وحدات قوة الدفاع وبمشاركة ضباط من الأجهزة الأمنية داخل المملكة وعدد من الضباط من الدول الشقيقة.
وأشار إلى أن الضباط الدارسين اكتسبوا في هذه الدورة العديد من المعارف والمهارات اللازمة لصقل قادة المستقبل وهيئة أركانهم ليتبوّءوا مكانتهم في قواتهم المسلحة وليعملوا معاً على حماية مكتسبات الأوطان وليدافعوا عن وحدة وسلامة أراضيها.
ثم عدد في الإيجاز مجموعة من المؤشرات التي ساهمت في إنجاح هذه الدورة.
وقال الرائد خالد المطاوعة من قوة دفاع البحرين، في كلمة نيابة عن الخريجين، إنه “ليوم مجيد أن أقف أمام جلالتكم في رحاب الكلية الملكية للقيادة والأركان هذا الصرح الأكاديمي العسكري الشامخ، الذي تشرفت وزملائي الضباط الدارسين في دورة القيادة والأركان المشتركة الرابعة، أن ننال هذه الفرصة الثمينة، المتمثلة في الانتساب إلى هذه الكلية الفتية التي نكن لها كل التقدير والعرفان، فشكراً كثيراً لجلالتكم حفظكم الله ورعاكم على تفضلكم برعاية حفل تخريجنا”.
وأضاف “لقد تشرفت أنا وزملائي الضباط الدارسين بدورة القيادة والأركان الرابعة بالالتحاق بهذه الدورة التي صقلت فينا الحس الوطني وعمقت لدينا قيم الولاء والانتماء لهذا الوطن وقيادته الحكيمة، فقد أثمر التحاقنا بهذه الكلية اكتساباً وافراً من العلوم العسكرية والأكاديمية والخبرات التي لم نكن نتوقع اكتسابها خلال هذه الشهور التي قضيناها في كنف هذا الصرح العزيز، حيث كان كل يوم هو تجربة جديدة بحد ذاتها بالنسبة لنا، فكل كلمة كانت تكتسب معنىً جديداً يلبي لدينا متطلبات الفكر العسكري المعاصر ونترجمه نحن بدورنا إلى أهداف وطنية تتم صياغتها وتفعيلها لتصبح واقعاً ملموساً بفضل الاستراتيجية الوطنية الشاملة التي نفخر أن نكون بفضل ما تهيأ لنا نسيجها السميك ومصدر منعة وأمن وقوة هذا الوطن العزيز، والفضل يعود بعد المولى سبحانه وتعالى إلى آمر الكلية الملكية وتلك النخبة المنتقاة من هيئة التوجيه الذين لم يدخروا جهداً في سبيل تغطية كافة مواد المنهاج العام المقرر والحرص على تحقيق الفائدة المرجوة”.
وقال “أود أن أغتنم هذه المناسبة الطيبة لأتقدم بالشكر والامتنان إلى آمر الكلية الملكية للقيادة والأركان وهيئة التوجيه لما بذلوه من جهود واضحة لإخراج الدورة بالصورة المشرفة والتي تنم عن احتراف في التخطيط ودقة في التنفيذ”.
وأضاف “نعاهد جلالتكم أيدكم الله ونصركم على بذل المزيد من العطاء والتضحية وأن يكون العلم الذي تسلحنا به رائدنا نحو المزيد من العمل من أجل هذا الوطن الذي نفديه بأرواحنا لنرفع أسم مملكة البحرين عالياً ولتظل رايتها خفاقة في سماء المجد والعزة”.
ثم ألقى العقيد خالد إبراهيم الحميدي من المملكة العربية السعودية كلمة الضباط الخريجين نيابة عن المشاركين في الدورة من الدول الشقيقة، أشار فيها إلى أنه “أصالةً عن نفسي ونيابةً عن زملائي الضباط، من المملكةِ العربيةِ السعودية، ودولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة، ودولةِ الكويت، وسلطنةِ عمان والمملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ نمدُّ قلوبَنا قبل أكفِّنا في هذا اللقاء مرحبين بجلالتكم في محفلٍ من محافلِ العلمِ العسكريِّ والأكاديميِّ الحديثِ المتطورِ في هذا الصرحِ الشامخ، في الكليةِ الملكيةِ للقيادةِ والأركان، الكليةِ حديثةِ العهدِ متسعةِ الآفاقِ، والتي أصبحت تساير مثيلاتها في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ والدولِ العربيةِ الشقيقةِ، إن لم تكن تتفوقُ على بعضِها رغم حداثةِ نشأتِها”.
وقال “لقد أمضينا في هذه الكليةِ قرابةَ العام، نهلنا منها شتى العلومِ العسكريةِ والمدنية العملياتيةِ والاستراتيجيةِ والفكريةِ، التي زادت من مداركِنا ومعارفِنا، وارتقت بفكرِنا، فمن خلالها تعلمنا التخطيطَ العسكريَّ وإدارةَ العملياتِ المشتركةِ بمختلف مكوناتِها، والتي تعد حاليا من أرقى مستوياتِ التعليمِ والتدريبِ المتبعةِ في الجيوشِ العالميةِ الكبرى التي تمكنُ القواتِ المسلحةَ بإذنِ اللهِ من الوصولِ الى أعلى المستوياتِ في الجاهزيةِ القتالية”.
وأضاف “اسمحوا لي أن أهنئ جلالتَكم بهذه الكليةِ وما تقومُ عليهِ من رقيٍّ عسكريٍّ وتدريبٍ متميِّز، كما لا يفوتني أن أهنئَكم بإخواني وزملائي الضباطِ البحرينيين، لما رأيناه فيهم من ولاءٍ منقطعِ النظيرِ لجلالتِكم ولمملكةِ البحرين حفظها الله تعالى, وكذلك ما لحظناه من اتساعِ مداركِهم وقدراتهم التدريبِية، وما عايشناه من كرمِ أخلاقِهم وطيبِ معشرِهم, كما أهنئكم بقيادةِ هذه الكليةِ متمثلةً في آمرِها، وهيئةِ التوجيه، ورؤساءِ الشُّعَبِ الذين كرَّسوا وقتَهم وجَهْدَهم في إيصال المعارفِ الحديثةِ المتميزة، وفي العملِ على تطويرِ قدراتِنا ومهاراتنا المختلفة، ولم يقتصر الأمر على الوقت المخصص لنا في الكلية، بل كانوا معنا في جميعِ الأوقاتِ على حسابِ راحتِهم ووقتِهم الخاص”.
وأكدَ “أننا سنكون يداً واحدةً مع زملائِنا الضباط في هذه المملكةِ الغاليةِ على قلوبنا؛ لنعكسَ آفاق وتطلعات القياداتِ العليا لدولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ والدولِ العربيةِ الشقيقةِ، وفي الختامِ أتقدمُ لجلالتِكم حفظكم الله ورعاكم بالشكرِ الجزيلِ على تشريفِكم حفلَ تخرُّجِنا هذا، وعلى رعايتِكم الكريمة التي أضفتْ علينا الفرحَ والسرور، كما أسألُ اللهَ العليَّ القديرَ أن يديمَ على مملكةِ البحرين نعمةَ الأمنِ والأمان، في ظلَّ قيادتِكم الحكيمة، والله يحفظكم ويرعاكم، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه”.
بعد ذلك تفضل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى بتوزيع الشهادات على الخريجين والجوائز التقديرية للمتفوقين حيث بارك لهم جلالته تخرجهم وتفوقهم متمنياً لهم دوام التوفيق والسداد.
ثم تشرف النقيب الركن محمود سالم بوحمود من مملكة البحرين الأول على الدورة والرائد الركن محمد عبدالله البلوشي من سلطنة عمان الثاني على الدورة والأول على الدول الشقيقة والمقدم الركن محمد محمود الطراونة من المملكة الأردنية الهاشمية الثالث على الدورة، والنقيب الركن سلمان أحمد الزياني من مملكة البحرين والحاصل على جائزة أفضل بحث فردي بالسلام على جلالة الملك المفدى.