القاهرة - وكالات: أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أمس إنه سيحترم الحكم الصادر عن المحكمة الدستورية الذي قضى بوقف تنفيذ قراره بعودة مجلس الشعب إلى الانعقاد بعدما أمرت منتصف يونيو الماضي بحل مجلس الشعب.

وقال مرسي في بيان “إذا كان حكم المحكمة الدستورية العليا الصادر أمس الأول قد حال دون استكمال المجلس مهامه فسنحترم ذلك لأننا دولة قانون يحكمها سيادة القانون واحترام المؤسسات”.

وأوضح الرئيس المصري في البيان تلاه المتحدث ياسر علي “سيتم التشاور مع القوى والمؤسسات والمجلس الأعلى للهيئات القانونية لوضع الطريق الأمثل للخروج من هذا المشهد من أجل أن نتجاوز معا هذه المرحلة التي تمر بها البلاد”.

وفي تطور متصل، دعا السياسي محمد البرادعي إلى بدء حوار وطني بين مختلف الأطراف على الساحة للتوافق على إعلان دستوري مُكمِّل جديد، بما يحفظ كيان الدولة.

وأكد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في كلمة على صفحته على “تويتر” أمس، أن الحوار الوطني يجب أن يكون بين الرئيس والقوى المدنية والمجلس العسكري وبمشاركة السلطة القضائية للتوافق على إعلان دستوري مُكمِّل جديد.

واعتبر أن أهم ملامح الإعلان الجديد يجب أن تُرسم من خلال وضع لجنة تأسيسية متوازنة لإعداد دستور ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات، وأن يتم نقل السلطة التشريعية إلى اللجنة التأسيسية.

وحدَّد البرادعي دور القوات المسلّحة في الحوار الوطني بالعمل على حماية الوطن أو مشاركتها في حفظ الأمن داخل البلاد بقرار من “مجلس الدفاع الوطني”، داعياً إلى الاتفاق على تشكيل مجلس الدفاع الوطني برئاسة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف “بعيداً عن الغضب وانعدام الثقة، يجب البدء فوراً في حوار وطني يحفظ كيان الدولة لنعبر المرحلة الانتقالية بسلام، محذِّراً من أن “الصدام سيؤدي إلى تفكيك الدولة”.

ومن جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان أمس إن أمر المجلس العسكري حل البرلمان لا يحترم إرادة الشعب المصري. ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عنه إن “البرلمانيين الديمقراطيين لن يقبلوا أبداً هكذا قرارات”، معتبراً أن “المجلس العسكري يتصرف بقلة احترام لإرادة الشعب عبر اتخاذه هكذا قرارات، واعتباره البرلمان غير موجود”.

ووعد بان تواصل تركيا دعم الشعب المصري لتحقيق ازدهار بلادهم وإحلال النظام فيها. من ناحية أخرى، أكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي، أن مصر ستعود أقوى مما كانت ولن يستطيع أحد أن يجعلها تنحني.

وشدَّد طنطاوي، في كلمة خلال احتفال أُقيم بمناسبة تسليم وتسلُّم قيادة المنطقة المركزية العسكرية أمس على أن “القوات المسلحة هي درع الوطن وسيفه وحصن الشعب المنيع”، مؤكداً أن مصر ستعود أقوى مما كانت وأن أحداً لن يستطيع أن يجعلها تنحني. وفي غضون ذلك، وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري مباحثات في جدة مساء أمس خلال أول زيارة يقوم بها الرئيس المنبثق عن الإخوان المسلمين إلى الخارج، بحسب مصدر رسمي.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن الملك عبدالله عقد جلسة مباحثات مع مرسي بعيد وصوله، مشيرة إلى أن ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كان في استقباله في المطار.

يلبي مرسي الذي يرافقه وزير الخارجية محمد عمرو ورئيس المخابرات محمد موافي الدعوة كأول زيارة إلى الخارج منذ انتخابه في يونيو الماضي.