عواصم - وكالات: قالت مصادر المعارضة السورية أمس إن السفير السوري لدى العراق انشق احتجاجاً على حملة قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد على الانتفاضة الشعبية، فيما ذكر البيت الأبيض أن هناك انشقاقاً لعدد من المسؤولين رفيعي المستوى من الدائرة المحيطة بالأسد.
وإذا تأكد النبأ فسيكون السفير السوري لدى العراق نواف الفارس المقرب من المؤسسة الأمنية أول دبلوماسي سوري رفيع ينشق. وينتمي الفارس إلى دير الزور التي شهدت حملة عسكرية شرسة من جانب قوات الأسد.
وقال عضو المجلس الوطني السوري جماعة المعارضة الرئيسة في الخارج محمد سرميني إن انشقاق الفارس ما هو إلا بداية لسلسلة من الانشقاقات على المستوى الدبلوماسي مشيراً إلى أن المعارضة على اتصال بعدة سفراء.
ويوجه انشقاق الفارس وهو سني كان ضمن هيكل السلطة الذي تهيمن عليه الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد ضربة قوية للرئيس الذي يتولى السلطة منذ 2000. وجاء انشقاق الفارس بعد انشقاق العميد نواف طلاس الذي كان صديقاً مقرباً من الأسد وأحد أبرز السنة المؤيدين للرئيس.
وفي غضون ذلك، سيتقدم الأوروبيون والأمريكيون من مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار حول سوريا يرمي إلى زيادة الضغوط على دمشق لأنهم اعتبروا أن مشروع القرار الذي عرضته روسيا ضعيف جداً، كما أعلن دبلوماسيون أمس.
وأعلن السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت أن الأوروبيين والأميركيين سيقدمون سريعا إلى مجلس الأمن مشروع قرار يتضمن “تهديدا واضحا بفرض عقوبات” إذا لم تطبق سوريا الموفد الدولي خطة كوفي أنان للسلام.
وبحسب نظيره الفرنسي جيرار ارو، فان النص “سيتيح إمكانية فرض عقوبات”، بينما حذرت السفيرة الاميركية سوزان رايس من انه ستكون هناك “عواقب واضحة في حال عدم احترام” خطة انان.
ومن جهتها، طرحت روسيا على الأعضاء الأربعة عشر في مجلس الأمن مشروع قرار يمدد ثلاثة أشهر مهمة المراقبين الدوليين في سوريا لكنه لا يتطرق إلى التهديد بفرض عقوبات.
وفي تطور متصل، نقلت وكالة انباء انترفاكس عن مساعد مدير الجهاز الفيدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن قوله إن روسيا ستواصل تسليم سوريا أنظمة مضادات جوية. وقال “سنواصل تطبيق عقد تسليم أنظمة مضادات جوية” مشيراً إلى أنها معدات “ذات طابع محض دفاعي”.
وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا انتقد علناً أمس دعم موسكو للرئيس السوري، بعد محادثات في موسكو لم تفض إلى إحراز أي تقدم.
وأعلن السفير البريطاني مارك ليال غرانت للصحافيين أن “المشروع الروسي اخطأ الهدف نوعا ما”. وقال إن الموفد الدولي خطة كوفي انان للسلام “لم تسمح حتى الآن بوضع حد للعنف”. وأضاف أن الغربيين يتوقعون الحصول على ملخص من الموفد الدولي الذي تحدث إلى مجلس الأمن أمس قبل عرض النص.
وبحسب نظيره الألماني بيتر فيتينغ، فان القرار يجب أن يشدد على وجوب تطبيق خطة أنان وخصوصاً سحب الجيش السوري لأسلحته الثقيلة. وقال “من الخطأ التركيز فقط على بعثة المراقبين الدوليين (...) نريد احترام قرارات المجلس ونريد وقف استخدام الأسلحة الثقيلة”.
وأوضح دبلوماسيون آخرون أن المشروع الغربي سيكون تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتضمن التهديد بفرض عقوبات، وانه سيطرح على البحث خلال يومين.
وأعلن أنان أمس ان مجلس الأمن “يبحث في التحرك الممكن القيام به” لوقف النزاع المستمر. وقال للصحافيين إثر احاطة المجلس عبر الفيديو من جنيف إن “المجلس يبحث الآن في الخطوات التالية الواجب اتخاذها وفي التحرك الممكن القيام به”، مضيفا “يجب أن نسمع شيئاً في غضون الأيام المقبلة”.
أمنياً، قتل 52 شخصاً في أعمال عنف في سوريا أمس، في يوم شهد اشتباكات صباحية في دمشق، واستمرار القصف على أحياء في مدينة حمص في وسط البلاد لليوم الرابع والثلاثين على التوالي.
والقتلى هم 23 مدنياً و18 عسكرياً و11 مقاتلاً معارضاً وجنوداً منشقين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.