طرابلس - وكالات: أظهرت النتائج الأولية أمس أن رئيس وزراء ليبيا وقت الانتفاضة محمود جبريل عزز تقدمه في الانتخابات التاريخية في الوقت الذي توقع فيه منافسوه الإسلاميون أن يعززوا مكاسبهم من خلال التحالف مع مرشحين مستقلين.

ويتجه تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل لتحقيق فوز ساحق في المنطقة الشرقية التي تضم طبرق ودرنة اللتين اعتبرتا معقلان للإسلاميين المتشددين، مما يوحي بأن قاعدة تأييده لا تقتصر على مناطق الحضر مثل العاصمة طرابلس. كما تقدم جبريل أيضاً في سبها البلدة الرئيسة في الجنوب الصحراوي. أما حزب العدالة والبناء فقد حقق تقدماً في بلدة الشاطئ بوسط البلاد وهي من المناطق القليلة التي لم يكن فيها مرشحون لتحالف جبريل.

والكثير من مرشحي حزب العدالة والبناء إما أقل شهرة أو أنهم أضيروا من ربط حزبهم بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وهو ما يتعارض مع أحساس الليبيين القوي بالسيادة الوطنية. وينفي الإخوان المسلمون في ليبيا أن لهم روابط رسمية مع الإخوان المسلمين في مصر لكنهم لم يستطيعوا التخلص من قناعة الليبيين بعكس ذلك. لكن مكاسب جبريل لن تترجم على الفور إلى هيمنة على المؤتمر الوطني المؤقت الذي يضم 200 مقعد والذي سيختار رئيساً للوزراء وحكومة قبل أن يمهد الطريق لانتخابات برلمانية كاملة عام 2013.

وخصص 80 مقعداً فقط في المؤتمر الوطني للقوائم الحزبية وهو ما يعني أن عدد المرشحين المستقلين سيكون أكبر ويصعب معرفة اتجاهاتهم ويمكن أن يبرموا اتفاقات مع أحزاب إسلامية.

وقال رئيس حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا محمد صوان لرويترز إن الأرقام التي جمعها حزبه تشير إلى أنه سيحقق الغالبية في مقاعد المستقلين. وأضاف أن النتائج النهائية ربما تظهر أن حزب العدالة والبناء هو الحزب المتقدم.

ويذكر محللون أن جبريل استفاد في الانتخابات من دوره البارز خلال الانتفاضة لإنهاء حكم القذافي ويضع فيه كثير من الليبيين ثقتهم لإعادة بناء اقتصاد ليبيا.

وينظر إلى جبريل على نطاق واسع على انه معتدل وهو يرفض أن يوصف بأنه ليبرالي أو علماني في مجتمع متدين محافظ لا تغيب فيه المبادئ الإسلامية عن أي نقاش سياسي.

وتلقى جبريل تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية وهو يجيد الإنجليزية ويألف العواصم الغربية، إذ أجرى معظم المهام الدبلوماسية للمعارضة العام الماضي ومن المرجح أن يكون مقبولاً للحلفاء من حلف الأطلسي الذين دعموا الانتفاضة للإطاحة بالقذافي.

وقال المرشح المستقل في منطقة الجبل الغربي أبوبكر عبدالقادر إن حزب العدالة والبناء اتصل به وعرض عليه منصباً في الحزب لكنه رفض. وقال “رفضت الانضمام لحزب العدالة والبناء. لم أقاتل في ثورة وأحمل الشهداء المخضبين بالدماء من خط الجبهة حتى يتولى الإسلاميون السلطة ويعزلونا عن العالم من جديد... الليبيون مستعدون لممارسة الديمقراطية ولا يستطيع أن يحققها إلا ليبراليون متعلمون لهم رؤية عالمية”.

ورفض متحدثون باسم الحملات الانتخابية لأحزاب اتصلت بهم رويترز أمس إعطاء تقديرات لعدد المقاعد التي يتوقعون الحصول عليها في المؤتمر الوطني وقالوا: إنه ربما تتكون لديهم صورة أوضح في وقت لاحق.

وقالت اللجنة الانتخابية في بادئ الأمر أن النتائج الأولية ستكون جاهزة أمس لكن لم تصدر حتى الآن النتائج الجزئية لمعظم مناطق طرابلس أو بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.

وفي غضون ذلك، استمرت مواجهة بين بلدتي مصراتة وبني وليد في المنطقة الغربية بعد خطف صحافيين يعملان لمحطة تلفزيونية مقرها مصراتة من بلدة بني وليد التي كانت معقلاً للقذافي. وقالت لجنة حماية الصحافيين إن “صحافيين ليبيين خطفا بعد تغطية الانتخابات مما يبرز استمرار الاضطرابات بعد انتفاضة العام الماضي”. وأضافت أن المصور الصحافي عبدالقادر فسوق، والمصور يوسف بادي وكلاهما يعملان في قناة “توباكتس” اختفيا يوم السبت الماضي قرب بني وليد أحد آخر معاقل القذافي خلال الصراع الذي دام ثمانية أشهر.

وقالت منظمة صحافيين بلا حدود إن تقارير أفادت بأن الخاطفين طالبوا بالإفراج عن محتجزين في مصراتة مقابل الإفراج عن الصحافيين. وطالب نائب رئيس الوزراء مصطفى أبو شاقور بالإفراج الفوري عنهما.

ونقلت قناة “العاصمة” التلفزيونية المحلية عن القائد العسكري في بني وليد سالم الوعر قوله إنه “سيضمن سلامة الصحافيين ويعيدهما سالمين إلى مصراتة”.