ضاحية السيف: اللجنة الأولمبية
أكَّد الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية البحرينية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة بأنَّ اللجان الأولمبية الوطنية العربية يجب أنْ تأخذ حجمها الطبيعي، حتى يتسنى لها قيادة الاتحادات الرياضية الوطنية، وتنفيذ استراتيجياتها للارتقاء بمستوى الرياضة العربية، على الصعيد الأولمبي .
وتساءل الشيخ خالد عما إذا كان المسؤولون باللجان الأولمبية العربية، يتمتعون بنفس السلطات التي يتمتع بها المسؤولون في وزارات الشباب والرياضة في الوطن العربي؟
وقال بأنَّ اتحادات كرة القدم العربية تستمد قوتها من الاتحاد الدولي”VIVA”، الذي يرى نفسه أنه أكبر من اللجنة الأولمبية الدولية، وهو أمر خاطئ تعرضت له وسائل إعلامية كثير بالنقد باعتبار أنَّ اللجنة الأولمبية الدولية هي الكيان الحاضن لجميع الاتحادات، من خلال اللجان الوطنية الأعضاء باللجنة الأولمبية الدولية.
وأضاف أنَّ اللجان الأولمبية العربية يجب أنْ تلقى المزيد من الدعم للقيام بدورها في التنمية الرياضية حالها كحال اللجان الأولمبية في الدول المتقدمة رياضياً.
جاء ذلك خلال مشاركته في الحوار المباشر، الذي أجرته معه قناة أبوظبي الرياضية الليلة قبل الماضية، ضمن برنامجها اليومي “أستديو الأولمبياد” الذي يقدمه الزميل حمد الإبراهيم .
وأشار الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة إلى النقلة النوعية التي تشهدها اللجنة الأولمبية البحرينية، منذ أن تسلم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مقاليد الرئاسة قبل ثلاث سنوات، تمَّ خلالها نقل تبعية الاتحادات الرياضية من المؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى اللجنة الأولمبية، وتبعت هذه الخطوة خطوات تنظيمية أخرى تشمل الكادر الوظيفي باللجنة ووضع استراتيجية جديدة لدعم الاتحادات الرياضية، ومراقبتها ورفع مستوى الحوافز، إلى جانب إطلاق مشروع “صناعة البطل الأولمبي” بتوجيهات من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، تطلعاً لتحقيق طموحات البحرين الأولمبية، خلال أولمبياد البرازيل بعد أربع سنوات من الآن.
وأضاف الشيخ خالد بأنَّ اللجنة الأولمبية الدولية والعديد من اللجان الأولمبية العربية، أشادوا بهذه المتغيرات واعتبروها مثالاً للدور الذي يستوجب أن تلعبه اللجان الأولمبية.
وتحدث الشيخ خالد عن أهمية دور القيادات الشبابية في تحريك المياه الراكدة بالنسبة لغالبية اللجان الأولمبية العربية، وضرب مثلاً بما يحدث تطورات في العمل الأولمبي، في كل من اللجنة الأولمبية البحرينية ونظيراتها في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكيف أن آلية العمل بدأت تتسارع ولغة الحوار والنقاش في الاجتماعات بدأت تأخذ طابع الشفافية والتفعيل، مشيراً إلى تجسيد فكرة الأولمبياد الخليجي، إلى واقع ملموس في دورة “بحرين 11” العام الماضي، بعد أن ظلت هذه الفكرة حبيسة الإدراج لسنوات طويلة.
وأكد الشيخ خالد على أهمية إقامة هذا الأولمبياد الخليجي، بانتظام على اعتبار أنه المنطلق المثالي للارتقاء بالرياضة الخليجية، بالضبط كما فعلت دورة كأس الخليج لكرة القدم التي يعود لها الفضل الأول في وصول الكرة الخليجية، إلى العالمية وهو ما نتأمله من دورة الألعاب الخليجية للارتقاء بالتمثيل الخليجي في دورات الألعاب الأولمبية، بما يتناسب مع التطور المضطرد، الذي تشهده دول الخليج العربية في مختلف الميادين.
وعن توقعاته للمشاركة البحرينية في أولمبياد لندن الذي سينطلق بعد أيام، أكَّد الشيخ خالد بأنَّ البحرين تتواجد في هذا الأولمبياد، بمجموعة من الرياضيين تعد الأكبر في تاريخ المشاركات البحرينية في الأولمبياد، منذ أول مشاركة في لوس أنجلوس عام 1984، إذ يبلغ العدد الإجمالي للرياضيين البحرينيين 12 رياضياً ورياضية، وتعول اللجنة الأولمبية البحرينية كثيراً على ألعاب القوى، نظراً لوجود البطلة العالمية مريم جمال وزميلتها ميمي سالم والعداء بلال منصور.
وأضاف بأنَّ التوقعات بالفوز بإحدى الميداليات الأولمبية ليس بالأمر السهل، وأحياناً يتعرض الرياضي لظروف قاهرة وطارئة في يوم السباق، فتذهب تلك التوقعات إدراج الرياح وهذا يحدث مع الأبطال العالمين الكبار، ولكننا دائماً متفائلين، عملاً بمقولة “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
وفي هذا الصدد أشار الشيخ خالد إلى مستقبل المشاركة البحرينية في الدورات الأولمبية، وأنَّ الهدف الحالي يتركز على الأولمبياد القادم في البرازيل بعد أربع سنوات، حيث العمل على تفعيل مشروع البطل الأولمبي الذي اطلقه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبدأت ملامحه الإيجابية تبرز من خلال المواهب، التي تمَّ اختيارها في بعض الرياضات الفردية، مثل الرماية والشراع والدفاع عن النفس وألعاب القوى.
وأعرب الشيخ خالد عن فخره واعتزازه بما وصلت إليه رياضة المرأة البحرينية، من تطور ملموس بفضل الدعم، الذي تقدمه اللجنة الأولمبية والدور الكبير، الذي تلعبه لجنة رياضة المرأة المنبثقة عن اللجنة الأولمبية، وأشار إلى أنَّ تكليف الرامية البحرينية عزة القاسمي برفع علم مملكة البحرين، في طابور الافتتاح بدورة الألعاب الأولمبية المقبلة، يعد تكريماً وطنياً للمرأة البحرينية. وفي المحطة الأخيرة من الحوار شدد الشيخ خالد على أهمية الحرص على المشاركة الإيجابية في الدورات العربية المجمعة بما فيها دورة الألعاب الخليجية، إذا أردنا فعلاً أن نطوّر مشاركاتنا العربية في الدورات الأولمبية، ويجب أنْ نعلم بأننا لن نتطور إلا من أراضينا، مؤكداً بأنه من أشد المعارضين لظاهرة الاعتذارات المتكررة عن المشاركة في الاستحقاقات العربية.