كتب - عبدالله الذوادي: لم أكن أتوقع أن أكتب هذا الرثاء في يوم من الأيام في أخ أحمل له في قلبي كل المحبة لما كان يتمتع به من صحة وعافية ونقاء سريرة وقلب طيب محب للخير وللوطن ولكل من يعرفه ومن لا يعرفه، وهذه سمة من سمات الأخلاق الرفيعة التي كان يتمتع بها بين أقرانه. حمد بن علي الرميحي التربوي الفاضل الذي عمل مدرساً بعد تخرجه من الدراسة الثانوية في مدارس البحرين ففي العام 1963 – 1964 تقدم لامتحان الثانوية العامة، وكانت أسئلتها تعد في جمهورية مصر العربية وتصحح أوراق الامتحانات فيها أيضاً. وكان بوعلي أحد المتفوقين في تلك الامتحانات مما أهله للحصول على بعثة من قبل وزارة التربية والتعليم إلى الجامعة الأمريكية ببيروت وما لبث أن أنهى دراسته الجامعية بتفوق ليعود إلى الوطن بشهادته الجامعية ليلتحق بالعمل في وزارة التربية والتعليم، وعندما أنشئ صندوق التقاعد العام 1975، عين مديراً بالوكالة للصندوق لكنه بعد فترة رفع خطاباً إلى الجهات الرسمية طالباً إعفاءه من هذا المنصب الرفيع مرشحاً زميله ومساعده محمد عبدالغفار ليحل محله مديراً للصندوق لما يتمتع به من خبرة، وهذا ما أخبرني به الأخ العزيزمحمد عبدالغفار. قوانين لصالح المتقاعدين يقول محمد عبدالغفار إن المرحوم رغم قصر فترة عمله إلا أنه ترك أثراً طيباً من القوانين لمصلحة المتقاعدين مثل الزيادات في المعاشات التقاعدية وغيرها من الأنظمة. ويعتبر تنازل المرحوم عن مركزه لزميله محمد عبدالغفار قمة في الإيثار وإنكار الذات ينمان عن خلق رفيع لحمد بن علي الرميحي، فقد آثر مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية، رغم الفروقات المالية والوجاهة، وفضل العودة إلى عمله السابق في وزارة التربية والتعليم التي عينته وكيلاً مساعداً للتخطيط التربوي، العمل الذي أحبه وأفنى فيه حياته لأكثر من ثلاثين عاماً تقريباً. وكان يتمتع بحب كافة زملائه لأخلاقه الرفيعة وحسن تعامله مع مرؤوسيه ورؤسائه كأخوة وزملاء.. أتساءل: هل يوجد بيننا من هو في أخلاق حمد بن علي الرميحي، رحمة الله عليه؟ حمد الرميحي، بوعلي، هو أحد أبناء الحورة التي أنجبت الكثير من أبنائها المحبين للعلم والمعرفة ممن ساهموا في خدمة الوطن ومعظمهم تعب على نفسه وارتقى صروح التعليم العالية، فبرز منهم الوزراء والوكلاء والكتاب و المؤلفون و التربويون، وقدموا خدمات جليلة للوطن، وما حمد الرميحي إلا نموذج لذلك الرعيل المخلص لوطنه ومواطنيه. كان رحمه الله طيب القلب والخلق والمعشر محباً للجميع لا يتوانى عن زيارة كل معارفه في مناسبات الأفراح والأتراح، ولا يتردد في تقديم المساعدات المادية والأدبية لكل من يقصده، وأنا مدين له لتفضله بالمراجعة اللغوية لكتابي “شيء من التراث البحريني”. الفخور بأبناء الحورة تزاملنا منذ الطفولة، كنا سوياً في المدرسة الغربية ومن ثم تقدمنا لامتحانات الشهادة الثانوية العامة العام 1963/1964، جمعتنا الحورة كأبناء حي واحد. وقد لمست في الأخ بوعلي كل الحب والتقدير والتشجيع لما كنت أكتب من مقالات في جرائد الأيام وأخبار الخليج والوطن عبر 20 عاماً في صحافتنا الوطنية. وكان لا يبخل عليّ بآرائه السديدة بعد كل مقال أكتبه، وكان فخوراً بأبناء الحورة وإنتاجهم الأدبي والصحافي، وكان يتمتع بثقافة عالية واسعة واطلاع وثقافة رفيعة وحس وطني مرهف لشغفه بالقراءة والاطلاع في بطون الكتب والمؤلفات والدوريات. كان عضواً فاعلاً في نادي الخريجين والفعاليات الثقافية والأدبية ولم يكن محباً للظهور زاهداً في المظاهر رغم ما كان يتمتع به من مراكز مرموقة في عمله الرسمي والتطوعي. كما إنه كان عضواً في مجلس إدارة شركة نفط البحرين بابكو في حقبة سابقة في عهد المرحوم يوسف بن أحمد الشيراوي وزير التنمية والصناعة رحمة الله عليه. وكان أيضاً عضواً في مجلس إمناء مركز الفندقة برئاسة المرحوم طارق عبدالرحمن المؤيد عام 1984. لقد رحل فارس الوفاء والإيثار حمد بن علي الرميحي ابن البحرين والحورة البار رفيع الأخلاق وحميد السجايا، المحب لكل أبناء البحرين دون تمييز أو تفريق. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. حمــد الـــــرميحـــــي مــــــا يغـــــادر محبينــــه حمد الرميحي يا ورده عطرها الحب شمّه في العمر من ذاق كل طيبة هل البحرين والا مر عليها او زار حمد الرميحي يا كلمه لها طعم البحر في الأرض أو نبض المحبه في دفه أي دار عرفناك انته لصغير وانته الشاب متواضع مثل لاشجار بلا هذره وحجي تعطي لنا الأثمار ما تنسى أبد ربعك هذول اللي اكبروا وياك من يوم كنتوا في الحوره رزايا صغار تتقرّون في حظور السمج ومحّد يفكر يكسر لحظار قد ما عشت في روحك صدى الطيبه اللي عايشها الأهل ويا الاخو والجار حمد الرميحي يا تارك لنا الدنيا بمشاكلها وأهاليها وماشي عن هلك واعيالك الحلوين والأصحاب والأحباب في كل سكه وف كل دار تبقى في ضمير اهلك وكل ربعك وكل خيرٍ زرعته شعله من أنوار حمد الرميحي إن كانوا جميع أجدادك الطيبين دشوا الغوص حق لولو طري في لمة المحاّر تراك انته على درب الحياة عشت العمر بحّار في بحر المحبه تغوص وتعلم عصافير البشر اشلون بأنغام الوفا تثمر لنا الأشعار مرازيم الحقيقه بو علي قالت لنا وتقول ندى البسمه اللي في عيونك نغم من نلتقي به ف أي محل نحسه بقلوبنا أغاني تعزف الأوتار حقيقة بو علي أي نبضة في قلبك تخلي كل نجم ينبض وأي كلمة محبه من سما صوتك تخلي أي طفل صوب الأمل يركض ويسوي خير في الفرجان أجمل خير لولاك انته ما أظن استوى أو صار حمد الرميحي يا خطوة أمل وياك سرنا بها ورويت الحب في حلكة شوارعها وقهاويها وخلتنا نصير احنا الشباب أبهى على صوتك بنمشيها ونزرع في ثراها أجمل الأقمار يا مغادر الدنيا وتاركنا وزارع كل شبر بأزهار الحوره أبد لا تظنها بتنساك والبحرين ما بتنساك ولا واحد من الأحباب بينساك كفايه اسمك حمد والله زرع فعلك حدايق من وفا وأنوار بإذن الله لك الجنة بإذن الله لك الغفران بإذن الله ترجع طيب وغانم لاجمل قلب وأجمل حب وأجمل دار حمد الرميحي تدري انته إذا غادرنا في ليل الحياة طيّب عقب طيّب ترى الطيبه أصلها في السما بذرة ضوا تبقى وتزرع في ثرى الدنيا صور وأنغام وشي وايد من الأحلام والأفكار واللي ما عرف أي مره وشسويت انته ومن بنى مثلك فضا الديره عليه يشوف ويقرا صفوة الآثار . شعر - علي الشرقاوي