كتب - عبدالرحمن محمد أمين:

هو أحد الوجوه المسرحية المعروفة في البحرين والخليج. أسس العام 1974 بمعية مجموعة من المهتمين بالمسرح مسرح الجزيرة، وفي العام 2001 شيد في المسرح أول صالة عرض مسرحية في البحرين. سبق له أن نال تكريم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين، في عيد العلم الثلاثين العام 1967م. كما تم تكريمه ضمن رواد محافظة المحرق العام 2002، في احتفال أقيم برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء. كما كرم إلى جانب الفنانة الكويتية سعاد عبدالله في مهرجان المسرح الخليجي. وكان ضمن من تم تكريمهم كرواد المسرح المدرسي لدول مجلس التعاون العام الحالي.

في اللقاء الآتي، نتعرف على محطات في حياة الفنان محمد أحمد الجزاف...

من مواليد المحرق

ولد محمد أحمد الجزاف في منزل العائلة القديم بالقرب من سوق القيصرية بالمحرق العام 1947م، ودرس مبادئ القرآن الكريم حفظاً وتلاوة على يد المطوع الحاج دعيج البنكي. وفي العام 1955م، التحق بمدرسة المحرق الجنوبية وكان مديرها عبدالله المهزع، ومن المدرسين يتذكر محمد الجزاف: المرحومين؛ محمد حسن بوهاني، أحمد سالم الظاعن، علي حساني، الشيخ عبدالله عجلان، أحمد علي فخرو، ومن الزملاء الطلبة، محمد الكويتي، أحمد فهد محماس، المرحومين حسن الياسي، أحمد حسن خلف فخرو.

الهداية الخليفية

يضيف الجزاف: بعد 3 سنوات في العام 1958م، انتقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية، وكان مديرها المرحوم عبدالله الفرج، ومن المعلمين محمد عبدالله العيد، محمد عبدالملك، عبدالحميد المحادين، المرحومين حسن نصف، وجيه نزار، ومحمود فريحه، ومن الطلبة عبدالرحمن الحربي، حسن إبراهيم كمال، الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة اللاعب الدولي السابق بنادي المحرق. وبعد إتمام الدراسة الإعدادية العام 1962م، نقلت إلى مدرسة المنامة الثانوية قسم المعلمين، وكان من أقرب وأعز أصدقائي في تلك الفترة الزملاء عبدالرحمن حربي، الفنان سعد بوعينين، خليفة العامر، يوسف الساعاتي، والمحامي عبدالوهاب أمين. وفي تلك المدرسة تعرفت على الوزير محمد المطوع، والمرحوم ماجد راشد الزياني وأخيه حامد الزياني. وكان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى -حفظه الله- من طلبة المدرسة في أيامنا، كما كان معنا في المدرسة القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ووزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة. وكان للأخ محمد الكويتي الفضل في تعرفي على الوزير محمد المطوع، الذي ما زالت علاقتي معه قوية، وهو الذي ساهم معنا في إيجاد المسرح.

أحداث 1965

ويواصل الجزاف: خلال أحداث البحرين العام 1965م، كنا في الصف الثاني الثانوي “قسم المعلمين”، وتوقفت الدراسة مدة 3 شهور من مارس إلى يونيو 1965م، فحرمنا نحن طلبة المحرق من دخول قاعات الامتحان خوفاً من الفوضى. وأثناء افتتاح معهد المعلمين العام 1966م بقصر القضيبية، كان مدير المعهد د. عبدالجليل العريض، ومن أبرز المدرسين د. محمد جابر الأنصاري، د. حمد السليطي، إضافة للمدرسين؛ عبدالرحمن الصوير، وجاسم أمين، ومن الزملاء الطلبة؛ المرحوم علي حسن إنجنير، خليفة الشملان، عبدالوهاب أمين، خليفة العامر، يوسف الساعاتي، وأحمد البوفلاسة. وقد عينت بعد تخرجي العام 1967م، لأول مرة مدرساً في مدرسة عمر بن عبدالعزيز بالمحرق، وكان مديرها مبارك سيار، وكنت مدرساً للغة الإنجليزية وللعلوم. وقد عملت في هذه المدرسة مع ثلاثة مدراء بخلاف مبارك سيار، وهم مبارك بن دينة، خليفه عبدالله علي، وعلي حسن القلاف، وكان المدرسون جاسم البوسطة، خليفة العامر، يوسف الساعاتي، ومحمود عبدالغفار. وأتذكر من الطلبة الفنان عبدالله ملك، المرحوم الفنان عبدالله الجزاف، يوسف أحمد الحادي، وبعض أفراد عائلات الدوي والزياني والجلاهمة.

اكتشاف المواهب

في العام 1967م، تم نقل محمد الجزاف للعمل في وزارة التربية والتعليم كأخصائي مسرح مدرسي، فكان أول مؤسس للمسرح المدرسي إلى جانب سامي القوز لمدة 10 سنوات، والذي نقل إلى إذاعة البحرين العام 1988، فيما استمر الجزاف في عمله حتى تقاعد في العام 2000م. وبشأن هذه المحطة يضيف الجزاف: خلال عملي في المسرح المدرسي اكتشفت العديد من الوجوه الفنية الشابة أمثال علي الغرير، عبدالله سويد، يوسف بوهلول، جمعان وخالد الرويعي. وفي العام 1974م قمت مع مجموعة من الأصدقاء ومنهم الفنان سعد الجزاف، فيصل المرباطي، يوسف الساعاتي، حسن جعفر، المرحومان حسن النيباري، وطرار صالح بتأسيس مسرح الجزيرة. وكان لي شرف رئاسة مسرح الجزيرة من العام 1972م إلى العام 2009م .

ويشير الجزاف إلى أن من أهم المسرحيات التي قدمها مسرح الجزيرة هي: “توب.. توب يا بحر” من تأليف الفنان راشد عبدالله المعاودة، مسرحية “زمان البطيخ”، “نواخذة الفريج”، والمسرحية المستوردة “السيد”، عرضت في الكويت ومصر والأردن والمغرب وسوريا، وحظيت بإعجاب المشاهدين والنقاد، اشترك في أدائها؛ سعد الجزاف، إبراهيم البنكي، يوسف السند، جاسم الصايغ، إبراهيم بحر، علي سالم العليان، والمرحوم عبدالله الجزاف.

صالة عرض مميزة

يؤكد محمد الجزاف أن العام 2001م، كان عاماً مشهوداً، ويوضح السبب بقوله: في ذلك العام قمنا ببناء أول صالة عرض مسرحية في البحرين، مجهزة بأحدث معدات الإضاءة، قدمنا فيها مسرحيات؛ “السادة النواب”، “النواب على الأبواب”، “أرض الخير”، “غابة الحلوين”، غير أنه لقلة الدعم الحكومي توقف نشاط العمل المسرحي.

فنانو الخليج

حول علاقته بزملائه الفنانين بدول مجلس التعاون، يقول محمد الجزاف: تربطني علاقات صداقة وروابط فنية متينة، فخلال عرض مسرحية “توب توب يا بحر” في دولة الكويت الشقيقة العام 1976، تعرفت على المرحوم محمد النشمي مؤسس المسرح الكويتي في خمسينيات القرن الماضي، وكان رئيس تحرير مجلة عالم الفن ورئيس جمعية الفنانين الكويتية. كذلك ربطتني علاقة بالمرحوم د. محمد مبارك الصوري، الذي كتب كثيراً من المسرحيات لمسرح الجزيرة، وقد ألف كتاباً في 400 صفحة عن مسيرة مسرح الجزيرة خلال 30 عاماً، أما في قطر فلا أزال أتواصل مع الفنان غانم السليطي، الذي تربطني به علاقة شخصية قوية.

«توب.. توب يا بحر»

ويشير الجزاف إلى أن أفضل أداء مسرحي له كان من خلال مسرحيات “السيد” و«توب.. توب يا بحر”، و«نواخذة الفريج”، وهو يفضل الأعمال الجادة والهادفة.

ويتمنى عودة المسرح البحريني لعصره الذهبي، أيام وزير الإعلام المرحوم طارق عبدالرحمن المؤيد، مؤكداً أن تلك الفترة شهدت انتعاشاً حقيقياً للحركة المسرحية، ومجالاً واسعاً للتنافس بين المسارح الفنية، حيث كان تشجيع واهتمام طارق المؤيد، رغم شدته، من أسباب تكوين الفرق المسرحية وسيرها في الطريق الصحيح، حتى حازت بعض هذه المسارح على التفوق داخلياً وخارجياً. كما كان المؤيد منصفاً ومقدراً لنا، وحتى الفرق الشعبية كان لها نشاط كبير في فترة وجود طارق المؤيد على رأس الإعلام، لافتاً الجزاف إلى أن ما وصل له الإعلام اليوم، كان بفضله وتخطيطه.

حمل الأثقال

ويضيف الجزاف بشأن هواياته الأخرى: عندما كنت طالباً العام 1962م، مارست مع أخي سعد رياضة حمل الأثقال وكمال الأجسام، بعد تأسيس فريق لكمال الأجسام بنادي الجزيرة العام 1962.

حيث حققنا عديداً من البطولات التي كانت تقام بين أندية اللؤلؤ ورأس رمان والنعيم والرفاع الغربي وشعلة الشباب. وكان من أبرز اللاعبين في ذلك الوقت المرحوم ما شاء الله محمد، جاسم مسيفر، وأحمد عاشور، وفي العام 1970م، تم تشكيل أول مجلس إدارة لرياضة حمل الأثقال في البحرين.

أمنية كبيرة

ويعرب محمد الجزاف عن أمله بزوال الظروف المؤلمة التي تمر بها مملكتنا الغالية، وأن تعود للمجتمع البحريني الألفة والمحبة السائدة بين أفراده سابقاً بزوال هذه الغمه الغريبة، وأن تعود البحرين أرضاً ووطناً للجميع، متمنياً على الله تعالى أن يوفق قادة دول مجلس التعاون للإسراع في إعلان قيام الاتحاد الذي سيكون بإذن الله حامياً للأوطان والشعوب، صاداً للأعداء المتربصين بالبحرين.