كتب - طارق مصباح:
قالت مشرفة مركز بسمة لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه إلهام الشراح إن المركز يحرص على تشجيع الفتيات على المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية وذلك من خلال تنظيم زيارات لمراكز العناية بالمسنين وزيارة المرضى خصوصاً الأطفال منهم كما يفسح لهم المجال للتطوع في برامج مختلفة أهمها دروس التقوية واللغة الإنجليزية والتي تقدم مجاناً لطلبة المدارس من جميع المراحل، إضافة إلى المشاركة في الفعاليات المحيطة كتكريم عناصر الشرطة العاملين في نقاط التفتيش المحيطة بالمركز وتقديم الشكر على مايبذلونه من جهد لتوفير الأمن في المنطقة.
وأوضحت أن المركز افتتح في يناير 2004 وقد تم اختيار اسم المركز تخليداً لذكرى المغفور لها بإذن الله تعالى الشيخة بسمة بنت سلمان آل خليفة -طيب الله ثراها- والتي كان لها دور كبير في بذل الخير والعطاء في مجال العمل التطوعي، والمركز التابع لجمعية النور للبر يتكون من طابقين ويسع لـ100 طالبة حيث يضم أربعة فصول دراسية وقاعة للمحاضرات تتلقى الطالبات فيها علم التجويد براوية حفص عن عاصم والقراءة الصحيحة للقرآن الكريم.
وحول البرامج التي يستعد لطرحها المركز قالت الشراح: “نعتزم إقامة مسابقة الشيخة بسمة لتحفيظ القرآن الكريم التي تقام سنوياً والتي بدأت بفكرة منذ افتتاح المركز حيث تخصص جوائز نقدية قيمة للفائزات، وفي كل عام يتم التسابق على سور من القرآن الكريم لمختلف الفئات العمرية، وفي هذا العام تم الإعلان عن هذه المسابقة التاسعة حيث تم تحديد سورة المعارج للفئة العمرية من 7 إلى 12 سنة وسورة الممتحنة للفئة العمرية من 13 إلى 19 سنة وسورة الحديد للفئة العمرية من 20 سنة فما فوق”.
الأهداف.. والأنشطة
وحول أهداف المركز، قالت الشراح إن المركز يسعى لتخريج فتيات حافظات لكتاب الله تعالى وقراءته القراءة الصحيحة ونشر العلم الشرعي وتنمية النزعة الدينية في نفوس الفتيات وتهيئة جيل صالح وأمهات واعيات عن طريق غرس تعاليم وأمور الدين الحنيف واتباع السنة النبوية في نفوسهن بما هو خير لهن في دنياهن وصقل مواهب الطالبات وإكسابهن المهارات الحياتيه المفيدة وإعداد جيل صالح يساهم في بناء المجتمع ويتحلى بخلق وقيم الإسلام العظيمة.
وفي ردها حول سؤال عن نوعية الأنشطة التي يقوم بها المركز والتي تحقق أهدافة، قالت الشراح “يقوم المركز بعقد دورات في علم التجويد والقراءة الصحيحة، كما ينظم ورش عمل للنساء وللطالبات التي تهتم بقضايا الفتيات ومما يعود على الجميع من نفع وفائدة وكما يقيم المركز محاضرات تثقيفية وصحية وفقهية”.
جوانب التميز لمركز بسمة
لا شك أن أهدافاً واضحة تحققها أنشطة واضحة لا بد أن تثمر نتاجاً متميزاً، فما هي جوانب التميز لمركز بسمة؟ تجيب مشرفة المركز إلهام الشراح: يقيم المركز دورة مكثفة لحفظ القرآن الكريم بعنوان (تاج الكرامة) وتهدف إلى حفظ خمسة أجزاء لمدة خمسة أسابيع، وقد أشرفت على هذه الدورة الأخت الفاضلة عائشة صقر زايد وقد بلغ عدد الطالبات لهذه الدورة 15 طالبة واستفادت الطالبات من هذه الدورة في حفظ القرآن الكريم.
وحول آخر البرامج والأنشطة النوعية التي يخدم بها المجتمع، أوضحت الشراح أن المركز قام مؤخراً بطرح “برنامج براعم بسمة” الذي يسعى لتوفير التعليم الأولي لمرحلة ما قبل المدرسة للأسر ذات الدخل المحدود، واستطردت: “كما شارك المركز في السوق الخيري الذي نظمته مدرسة الإيمان الخاصة لجمع تبرعات ودعم الشعب السوري الشقيق، كما إننا بصدد إعداد اللجنة الشبابية الخيرية التي ستعنى بتقديم الدعم المادي والمعنوي للأسر المحتاجة في المنطقة ولجنة أصدقاء المرضى والتي ستقدم الدعم للأطفال ذلك عن طريق تنظيم البرامج الترفيهية وتوفير وسائل الترفيه المختلفة في الأجنحة الخاصة بهم وأخيراً يحرص المركز على تقديم الدعم لعدد من العائلات وذلك بقروض حسنة من غير فوائد ومساعدات ربات البيوت لبدء مشاريع منزلية تؤمن لهم دخلاً شهرياً”.
صيف البسمة 1433.. غير!
بلغ عدد الطالبات المشاركات هذا العام 1433 في النشاط الصيفي 80 طالبة شملت جميع المراحل الدراسية من الابتدائي إلى الجامعة، وفي لقاء مع مشرفة النشاط الصيفي لمركز بسمة، قالت عائشة البلوشي إنه تم إعداد عدد كبير ومتنوع من البرامج الجديدة للطالبات وبأسلوب أكثر تشويقاً، وكان من ضمنها إقامة ورشة عمل بعنوان “كيف تصنع وطناً” للأستاذة نوال الدوسري، حيث اشتملت الورشة على حث الطالبات على الجد والاجتهاد في طلب العلم والمعرفة والاطلاع والذود والدفاع عن الوطن في جميع المجالات، وكذلك أقام المركز زيارات ميدانية وتعليمية وترفيهية، حيث تم زيارة المركز العلمي الثقافي وبالتعاون مع إدارة المركز العلمي الثقافي تم إقامة محاضرات تعليمية قيمة من قبل أساتذة ومشرفي المركز والاطلاع على مرافقه العلمية وعمل تجارب علمية استفادت منها الطالبات استفادة كبيرة، كما قام المركز بتعليم طالبات المراحل العليا الأشغال اليدوية وفنون الطبخ.
ليست هذه البرامج فحسب بل ذكرت عائشة البلوشي أن المركز نظم رحلة ترفيهية إلى بركة سباحة مما يجعل الطالبات أكثر انسجاماً وفرحاً وسروراً، وكذلك نظمت إدارة المركز ورشة عمل بعنوان “لغة الجسد” تحدثت فيها المدربة عائشة السعد عن كيفية التعرف عن الإيماءات عن طريق اليد وأنواع السلام والاطلاع على معرفة الابتسامات في الوجة وقد لاقت الورشة إقبالاً من قبل الطالبات واستفادة في هذا المجال.
وأضافت مشرفة النشاط عائشة البلوشي “كذلك أقام المركز بزيارة إلى نادي شريف العوضي للناشئة بالرفاع الشرقي لطالبات الإعدادي والثانوي، إذ يعتبر مركز بسمة أول مركز يقوم بزيارة النادي منذ افتتاح النادي رسمياً، حيث أقامت إدارة النادي بتنظيم محاضرة عملية عن التوحيد أقامتها الداعية أسماء إسماعيل رئيسة مركز القرص المثمر وكذلك قامت الأستاذة أمل الدوسري بتعليم الطالبات كيفية عمل بطاقات للتهنئة والمناسبات”، وقالت البلوشي “كما نظمت أيضاً إدارة المركز وبالتعاون مع د.جميلة مخيمر محاضرة تثقيفية بعنوان “من أجل صحتي” تحدثت فيها عن سلامة وصحة الطالبات والأساليب التي يجب أن تتبع من قبل الطالبات بالتعاون مع المراكز الصحية، ومن ضمن الرحلات الترفيهية زيارة ماجيك آيلاند في مجمع السيف ومن برامج النشاط الصيفي المحاضرات الدينية في العقيدة والتفسير والحديث الشريف وقصص الأنبياء”.
المركز يغير حياة الطالبات إيجاباً
وفي لقاء مع عدد من الطالبات المشاركات أثنين على الإقبال المتزايد لأنشطة المركز، فمن جانبها قالت دانة عدنان (ابتدائي): “استفدت من المركز في تعليمي كيفية الوضوء والصلاة وكذلك تعاملي مع الناس تغير وصار للأفضل كذلك تعجبني وتفيدني رحلات المركز الترفيهية والأعمال اليدوية”.
ومن طالبات المرحلة الاعدادية اللاتي يشاركن للعام الخامس على التوالي في المركز نفسه، قالت أمينة جاسم هزيم: “هذا المكان جعلني أتعمق في قراءة القرآن الشريف وتعلمنا سيرة الرسول وسنة النبوية وقصص الأنبياء وتعلمت أيضاً كيف نتلذذ بالصلاة ونتدبر القرآن وأشكر إدارة المركز ولن أنساهن على تعليمي القرآن وكيفية تعمقي بقراءته”.
بينما ترى مرام جمال داود، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، وتشارك في أنشطة المركز منذ افتتاحه: “تعلمت الكثير من العلوم الشرعية وسنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والكثير من قصص الأنبياء والصالحين وأيضاً حفظت من القرآن ما يقارب خمسة أجزاء وتعلمت الكثير من الأمور الواجبة علي كمسلمة واكتسبت الكثير من الصداقات والصحبة الصالحة واشغلت وقت فراغي في أمور مفيدة”، أما أسماء طارق فعبرت عن شعورها ومدى الفائدة التي تلقتها في المركز قائلة: “أحسست بالفرحة الشديدة كوني منتسبة لهذا المركز واستطعت أن أحفظ سورة لقمان كاملة وقد استفدت بما فيها من معانٍ وعبر ومواعظ وشكرت الله كثيراً أن سخر لي هذا وساعدني على الحفظ والفهم وكذلك أشكر المركز الذي اتاح لي هذه الفرصة لحفظ كتاب الله وتعلم العلوم الشرعية وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”.
ماذا تقول حافظات القرآن في المركز؟
كان من مخرجات هذا الجهد العظيم الذي نسأل الله جل في علاه أن يُكرم صاحبة هذا المركز بجنة عرضها السموات والأرض، كان من مخرجاته عدد من حافظات كتاب الله عز وجل، فهذه الطالبة الجامعية عفاف أحمد العلي تقول: “قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) تيمناً بهذا الحديث الشريف بدأت رغبتي بحفظ القرآن الكريم ولكن لقلة خبرتي كنت بحاجة إلى من يعينني على ذلك فكان مركز بسمة النسائي لتحفيظ القرآن الكريم بمثابة المنارة التي أنارت لي طريقي ووضعت لي خطة ثابتة وواضحة لأتبعها في كمية وكيفية حفظ القرآن بدأت تدريجياً أحفظ كلام الله في صدري وذلك بفضل الله أولاً وما قدمة لي المركز من دعم ومساندة ثانياً أكاد ألا أصدق شعوري وفرحتي الغامرة في مشاركتي في هذا المركز المبارك الذي أعانني وسهل لي حفظ القرآن وترتيله وخصوصاً مشاركتي في الدورة المكثفة (تاج الكرامة) في حفظ خمسة أجزاء في خمسة أسابيع. وفي الختام لايسعني إلا أن أشكر الله تعالى على فضله وامتنانه فما من شرف يعطر أعظم من حفظ كلام الله”.
وفي لقاء مع حافظة أخرى، تقول أمينة سالم عبدالله: “التحقت بالمركز من عدة سنوات وكان شعوري عندما أتمم حفظي في سورة من القرآن الكريم شعوراً بسعادة تملأ بها قلبي وطمأنينة وراحة نفس بحفظه ولقد أضاف لنا المركز توفير الجو المناسب للحفظ والتركيز على الإتقان الجيد في الحفظ في وقت قصير وهذا يعتبر إنجازاً بأن يتم حفظ مقدار جزء في مدة أسبوع وذلك من خلال اشتراكي في دورة حفظ القرآن المكثف (تاج الكرامة) ويرجع الفضل من بعد الله إلى أن إدارة المركز تحرص كل الحرص على الحفظ المتقن في وقت مناسب ومحدود وأشكر القائمين على برامج المركز وخصوصاً القائمين على دورة الحفظ المكثف (تاج الكرامة).