الرياض - وكالات:قال الرئيس المصري محمد مرسي إن المحادثات التي أجرها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الليلة قبل الماضية في جدة كانت “مثمرة وبناءة لصالح مصر والمملكة وشعوب المنطقة”.
وأضاف مرسي في ختام الاجتماع وفقاً لوكالة الأنباء السعودية أن ما قاله الملك عبدالله “كله لصالح المستقبل والمنطقة ومصر ورأيت فيه الحكمة والعقل والمعرفة والحب لأهل مصر”. وأكد الحرص على أن تكون أول زيارة له خارج مصر إلى السعودية نظراً “لما تتمتع به العلاقات المشتركة بين البلدين من عمق تاريخي ممتد الجذور”.
وأوضح الرئيس المصري أن استقرار المنطقة “يستلزم استقرار مصر والخليج وخصوصاً السعودية نحن ندعم هذا ونمضي عليه (..) والحديث والحوار بيننا كله لصالح المنطقة واستقرارها ولصالح الشعبين”.
واعتبر مرسي أن اجتماعه بولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يأتي “استكمالاً لبعض النقاط الكثيرة الطيبة التي كانت مستمرة ونريد لها تقوية أكثر في المستقبل”.
وكان الملك عبدالله ومرسي بحثا مساء أمس الأول “آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات (...) ومجمل الأوضاع والتطورات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية وموقف البلدين” حيالها.
وقالت وسائل إعلام سعودية إن المحادثات ركزت على القضايا الإقليمية والدولية الرئيسة ومن بينها سبل احتواء الأزمة السورية دون ذكر تفاصيل.
ويلبي مرسي، الذي يرافقه وزير الخارجية محمد عمرو، ورئيس المخابرات محمد موافي، الدعوة كأول زيارة إلى الخارج منذ انتخابه في يونيو الماضي.
ونظمت السعودية استقبالاً باهراً للرئيس المصري وهي بادرة قال محللون إنها تشير إلى أن المملكة مستعدة لتنحية التوتر القديم جانباً من أجل التعامل مع الرئيس الإسلامي الجديد. وقالت وسائل إعلام سعودية أمس إن ولي العهد السعودي الأمير سلمان ومجموعة من أعضاء الأسرة المالكة كانوا في استقبال مرسي بالمطار لدى وصوله إلى جدة المقر الصيفي للحكومة قبل أن يتوجه للاجتماع وتناول العشاء مع العاهل السعودي الليلة قبل الماضية.
وأوضح المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي “الرسالة المقصودة هي أنه لا مشكلة لدينا مع الثورة أو الإخوان ودعونا نواصل العلاقات الراسخة بين السعودية ومصر”. كما ذكر حسين شبكشي وهو معلق سعودي آخر “أوضحت السعودية بشدة من خلال هذه الزيارة أن عهد مبارك انتهى وأنها فتحت صفحة جديدة مع زعيم مصر الجديد”.
وقال نائب رئيس تحرير صحيفة “الرياض” يوسف الكويليت في مقال “اختيار الرئيس مرسي المملكة في أول زيارة يقوم بها خارج مصر معناه الصريح أن البلدين هما ركيزة الاستقرار القومي العربي”.
وقالت صحيفة “الوطن” اليومية إن الزيارة دليل على أن السعودية ومصر مستعدتان للعمل معاً بشأن القضايا الإقليمية الحساسة مثل سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس أن أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماج ومدير شرطة المنطقة اللواء سعود الأحمدي ومساعد قائد المنطقة العميد ركن عبدالله الغامدي وعدد من كبار المسؤولين كانوا في وداع الرئيس المصري بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة.
وكان مرسي قام في وقت سابق بزيارة المسجد النبوي للصلاة، كما أدى والوفد المرافق فجراً مناسك العمرة في مكة المكرمة.