عواصم - وكالات: قتل أكثر من 200 شخص أمس في هجوم شنته قوات النظام السوري على بلدة التريمسة بريف حماة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن عبر الهاتف “هناك أنباء عن سقوط أكثر من مائة شهيد في التريمسة وقد وثقنا حتى اللحظة أسماء 30 شهيداً”.
وقال المرصد في بيان سابق إن “بلدة التريمسة تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية التي حاولت السيطرة على المنطقة، مستخدمة الدبابات والطائرات الحوامة”. كما ذكرت جماعة حقوقية أن قوات النظام السوري تستهدف النساء بالاغتصاب والاعتداء مع استمرار تصاعد الصراع بين الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة.
وقالت منظمة “نساء تحت الحصار” إنها وثقت 81 حالة اعتداء جنسي منذ بدء المظاهرات المناهضة للحكومة في مارس 2011 وحدث أغلبها في معقل مقاتلي المعارضة بحمص.
وأوضحت مديرة الجماعة لورين وولف أن من الواضح من التقارير التي تم جمعها عبر جماعات حقوق الإنسان التي ترصد الأوضاع هناك وأقوال الشهود ووسائل الإعلام أن السوريات يتعرضن لاغتصاب جماعي أو الاعتداء كتكتيك حربي.
وقالت وولف لرويترز “من السهل التوصل إلى نتيجة مفادها أن الأوضاع تدهورت حقاً إلى حالة شبه حيوانية... إنهم يعاملون المرأة حقاً بصورة لا آدمية. إنها ساحة معركة أخرى تدور فيها الحرب”.
وقالت وولف إنه في حين لا يوجد دليل على أن الحكومة أمرت أفراد الشبيحة بالاعتداء على النساء أو اغتصابهن فإن نحو 67 في المائة من الحالات الموثقة نفذها أفراد من القوات الحكومية أو الشبيحة. وتابعت أن هناك أدلة أيضاً من التقارير على أن الضحايا المستهدفات هن من أقارب أعضاء في الجيش السوري الحر المعارض ومن المرجح أن يكون استهدافهن بهدف معاقبة مقاتلي المعارضة. وقالت وولف “سمعنا تقارير عن جنود يدخلون منزلاً أو قوات من الشبيحة تدخل منزلاً وتبحث عن... رجل في الأسرة من المفترض أن يكون عضواً في قوات المعارضة ثم يغتصبون (أمامه) المرأة”.
ومن جهتها، أكدت الحكومة العراقية أمس أن السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس الذي أعلن انشقاقه غادر بغداد ووصل إلى قطر. وكان الفارس أعلن انشقاقه عن نظام الأسد وانضمامه إلى “صفوف الثورة”، داعياً العسكريين خصوصاً إلى أن يحذوا حذوه، بحسب شريط فيديو بثته قناة “الجزيرة”. وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن العميد مناف طلاس الذي انشق الأسبوع الماضي عن الجيش السوري، أقام اتصالات بالمعارضة السورية.
وفي غضون ذلك، قال ناشطون إن قوات الأمن السورية أطلقت قذائف مورتر على حي عند مشارف العاصمة دمشق أمس وهذه هي أول مرة تتعرض فيها منطقة بدمشق للقصف خلال الانتفاضة.
وقال ناشطون في حي كفر سوسة في دمشق إن قوات الأمن تطلق قذائف المورتر على حقول عند مشارف المدينة بالقرب من الطريق السريع الجنوبي في محاولة لإجبار مقاتلي المعارضة الذين تعتقد أنهم مختبئون هناك على الخروج.
كما أعلنت منظمة حقوقية أمس أنها تشتبه في استخدام القوات الموالية للأسد قنابل عنقودية سوفييتية الصنع في منطقة حماة الجبلية. وبدورها، أفادت شبكة “سكاي نيوز” أمس أن مصادر استخباراتية حذّرت من إمكانية تدخل إسرائيل عسكرياً لمنع وقوع مخزون سوريا السري من الأسلحة الكيميائية في أيدي الإرهابيين.
سياسياً، أجرى أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس مشاورات حول مشروع قرار غربي بشأن الأزمة في سوريا، في مفاوضات قد تتحول صراع قوة دبلوماسياً بين الولايات المتحدة وروسيا.
فمن جهة ترفض روسيا صدور أي قرار عن المجلس يتضمن تهديداً بفرض عقوبات على حليفها السوري، وهو ما يتضمنه تحديداً مشروع القرار الغربي الذي يهدد دمشق بعقوبات إذا لم توقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المعارضة المسلحة خلال 10 أيام. ومن جهة أخرى هددت الولايات المتحدة بعدم تمديد مهلة بعثة مراقبي الأمم المتحدة إن لم يستخدم المجلس العقوبات للضغط على الرئيس الأسد، بحسب دبلوماسيين.
وذكر دبلوماسي أن السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس “كانت واضحة جداً بهذا الشأن أمام المجلس” في اجتماع عقده الليلة قبل الماضية وشارك في عبر الفيديو الموفد الدولي كوفي أنان. وقال دبلوماسي آخر “من المشين ترك المراقبين مكشوفين من دون أي دعم من المجلس”.