تونس - (أ ف ب): دعا رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي أمس في افتتاح المؤتمر التاسع للحركة التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم إلى “المصالحة الوطنية” و«الوفاق” بين الفرقاء السياسيين في البلاد. وقال الغنوشي أمام نحو 10 آلاف من أنصار حزبه إن “البلد يحتاج إلى وفاق وطني ليحكم (..) ندعو إلى المصالحة الوطنية”. وأضاف “هذا المؤتمر يريد أن يقدم دعماً حقيقياً للثورة ورسالة وحدة للشعب التونسي (..) إننا شعب واحد (..) وفي تونس يمكن أن تتعايش كل التيارات”. وينعقد المؤتمر الذي يحمل شعار “مستقبلنا بين أيدينا”، في قصر المعارض بالكرم الذي كان يحتضن الاجتماعات الشعبية لحزب “التجمع الدستوري الديمقراطي”، الحزب الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وهذا أول مؤتمر عام وعلني في تونس لحركة النهضة التي نشأت سنة 1972 وظلت محظورة في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وخلفه بن علي. وخلال هذا المؤتمر التاسع، الذي يستمر أربعة أيام، سينتخب 1103 من المنتسبين إلى النهضة رئيسا وأميناً عاماً وأعضاء جدداً للمكتب التنفيذي للحركة. ومن المتوقع إعادة انتخاب الزعيم التاريخي للنهضة الغنوشي رئيساً للحركة. ويرأس الغنوشي (71 عاماً) حركة النهضة منذ سنة 1991، ويصفه مراقبون بأنه رجل “الوفاق” بين الجناحين المعتدل والمتشدد داخل حركة النهضة. كما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في افتتاح المؤتمر إلى “بناء استراتيجية عربية-إسلامية لتحرير فلسطين وطي صفحة المفاوضات” مع إسرائيل. وقال مشعل، الذي استقبل استقبال الأبطال لدى وصوله إلى قصر المعارض إن “جوهر القضية تحرير الأرض، كل الأرض (..) والقدس (..) وطريقنا الوحيد للتحرير هو المقاومة”. وأضاف “أن أرضاً اغتصبت بالقوة لا يمكن أن تسترد إلا بالقوة (..) والمقاومة ستظل طريقنا الاستراتيجي (..) ما يوحدنا (كفلسطينيين) هو البندقية والمقاومة الشعبية”. وتابع مشعل “لو سئل قادة الثورة الفلسطينية في قبورهم لما قبلوا أبداً أن يكون ثمن 100 عام من النضال بقايا وطن وبقايا سلطة وبلا سيادة”. وأضاف “لا نطلب من الدول العربية أن تعلن حرباً على إسرائيل رغم أن إسرائيل تستحق حرباً عربية إسلامية إنسانية”. كما أكد في كلمته على أهمية المصالحة بين حماس وفتح. وقال “نحن ماضون في المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني (..) لا بد أن نكون نظاماً سياسياً واحداً (..) نريد إعادة منظمة التحرير الفلسطينية ليشترك فيها الجميع”. وأضاف أن “الانقسام فرض علينا بعد انتخابات 2006 (..) ولم يكن خياراً فلسطينياً”، مشدداً على أن “إسرائيل قد تفرق بيننا تكتيكياً لكن استراتيجياً الفلسطينيون أعداء للصهاينة”. واتهم مشعل إسرائيل بقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال “أطالب الإخوان في حركة فتح للتعامل معاً لملاحقة الصهاينة على دم ياسر عرفات”. وأضاف “لقد كنت أول من اتهم إسرائيل بقتل ياسر عرفات (..) كما قتلت الشيخ أحمد ياسين”، مؤسس حركة حماس.