عواصم - وكالات: وسعت الولايات المتحدة نطاق عقوباتها المفروضة على إيران أمس وأدرجت على القائمة السوداء أسماء عدد من الشركات والأشخاص لمساهمتهم فيما تقول إنها جهود للحصول على أسلحة نووية. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها حددت أيضاً عدداً من “الشركات والبنوك التي تعمل واجهة” والمتصلة بالانتشار النووي في محاولة لتشديد العقوبات الحالية. كما أعلنت الوزارة تشديد العقوبات المالية على أكثر من 50 كياناً إيرانياً متهمة بدعم البرنامج النووي وتشمل بشكل أساس شركات حكومية مرتبطة بالقوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري. وقال مساعد وزير الخزانة لشؤون الاستخبارات المالية ومكافحة الإرهاب ديفيد كوهين في بيان إن “إيران تخضع لضغط هائل، ضغط العقوبات المتعددة الأطراف، وسنواصل زيادة الضغط ما دامت طهران ترفض الاستجابة للمخاوف المشروعة للمجتمع الدولي من برنامجها النووي”. كما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس المجموعة الدولية إلى مواصلة الضغط على إيران من أجل الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات حول برنامج طهران النووي. وقالت كلينتون خلال اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” في كمبوديا إن “أفضل طريقة للوصول إلى الحل الدبلوماسي الذي نبحث عنه جميعاً هو أن تبقى المجموعة الدولية موحدة وتواصل الضغط الذي أعاد إيران إلى طاولة المفاوضات”. وأضافت “إذا خففنا الضغط أو تراجع تصميمنا فان طهران لن تكون متحمسة للمفاوضات ولن تتخذ الإجراءات اللازمة للاستجابة لمخاوف المجموعة الدولية بخصوص برنامجها النووي”. وعلى صعيد متصل، قالت مصادر نفطية إن أكبر مشتر هندي للنفط الإيراني قد لا يستورد إلا خمس الكميات المتعاقد عليها لشهر يوليو الجاري البالغة 3.3 مليون برميل بسبب صعوبات متعلقة بالتأمين والشحن جراء العقوبات الأوروبية على طهران.

ويوضح الانخفاض المحتمل للواردات من جانب شركة “منجالور للتكرير والبتروكيماويات” المملوكة للدولة المشكلات التي سببتها عقوبات الاتحاد الأوروبي -التي تمنع معظم شركات التأمين الكبرى في العالم من توفير غطاء تأميني للسفن التي تنقل النفط الإيراني- لعملاء طهران الكبار في آسيا الصين والهند واليابان منذ سريانها في مطلع يوليو. وسمحت الهند بشكل مبدئي لمصافيها الحكومية باستخدام ناقلات إيرانية لنقل مشترياتها النفطية من طهران لكنها تراجعت عن ذلك لصالح قطاع الشحن الوطني قائلة: إن شركات النفط الحكومية يجب أن تستخدم السفن الهندية وسمحت لشركات التأمين الحكومية بتوفير تغطية تأمينية محدودة للشحنات الإيرانية. وكانت مصفاة منجالور خططت لاستيراد خمس شحنات من النفط الإيراني تبلغ كل منها 660 ألف برميل في يوليو الجاري. وقال مصدران بصناعة النفط إن وزارة النقل البحري منحت الشركة موافقة على نقل شحنة واحدة فقط على متن ناقلة إيرانية بعد أن تم سحب الموافقة الشاملة. في غضون ذلك، أكدت منظمة حقوقية، أن إيران شنقت في يونيو الماضي أربعة ناشطين من الأقلية العربية في خوزستان (جنوب غرب) أدينوا بالإرهاب، وان خمسة آخرين حكم عليهم بالإعدام للسبب نفسه يمكن أن ينفذ فيهم الحكم على الفور. ودعت المنظمة السلطات الإيرانية إلى أن تلغي “على الفور” الحكم بالإعدام على خمسة ناشطين يتحدرون من منطقة خلف آباد في خوزستان متهمين بالانتماء إلى مجموعة مسلحة انفصالية عربية.

ونقلت المنظمة عن عائلة الرجال الخمسة الذين تتفاوت أعمارهم بين 25 و38 عاما، أن محكمة الثورة في الأحواز، العاصمة الاقليمية لخوزستان، حكمت عليهم بأنهم “أعداء الله” و “بالإفساد في الأرض”. وهم هادي رشيدي، وهاشم شعباني ومحمد علي عموري، وسيد مختار، وسيد جابر البوشوخه. واعتقل الخمسة في فبراير 2011 مع ناشطين آخرين، قبل تظاهرات محتملة في ذكرى انتفاضة السكان العرب الأحواز في خوزستان في 2005، كما أفادت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقراً. وأشارت المنظمة إلى “انعدام الشفافية” في محاكمتهم التي جرت بعيداً عن الإعلام، وكشفت أن القضاء لم يؤمن على ما يبدو أي دليل آخر غير “الاعترافات” المتلفزة التي بثت في ديسمبر 2011.