قال الشيخ عبداللطيف آل محمود في خطبة الجمعة، إن من أهم أسباب أحداث القتل الحاصل في سورية وبورما، اهتمام أبناء الأمة الاسلامية وأنظمتها بانتماءاتهم الصغيرة دون الاعتبار لانتمائهم لأمتهم، وخدمتهم لكياناتهم الصغيرة على حساب كيانهم الأكبر.
وتساءل آل محمود :ما بال الأمة الإسلامية التي يقارب عدد المنتمين إليها المليار والنصف من سكان العالم يقتل أبناؤها في سوريا وفي بورما وفي أماكن كثيرة من العالم والمسلمون كأنهم نائمون، بل نائمون بالفعل؟. مضيفاً” أن الأسباب كثيرة منها ما كان من أعدائها وهذا لسنا بمسؤولين عنه، ومنها ما كان من المسلمين أنفسهم وهم مسؤولون عنه أمام أنفسهم وأمام شعوبهم وأمام الله تعالى”.
وتابع أن” من أهم الأسباب التي من المسلمين أنفسهم أن اهتمامهم بأمتهم ليس من أولياتهم، إنهم يتحدثون عن الأمة تاريخا أو تفاخراً وتعظماً فقط، وهذه المرحلة التي قال رسول الله “ص” عنها:« أنتم يومئذ كثير، ولكنَّكم غُثاء كَغُثَاءِ السَّيْلِ، ولَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ في قُلُوبكم الوَهْنَ، قيل: وما الوْهنُ يا رسول الله ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا، وكراهيَةُ الموتِ”.
وأكد أن مبادئ الدين الإسلامي، وأحكامه جاءت لصالح الأفراد ولصالح الجماعات ولصالح الأمة، غير أن أبناء الأمة وحكامها وسياسيوها انشغلوا بأنفسهم وبدولهم وبقومياتهم وبمذاهبهم بمصالحهم الخاصة بعيداً عن صلتهم بأمتهم وقضاياها.
وأوضح أنه” عندما يقتل المسلمون في بورما في مذابح مستمرة وكذلك عندما يرتكب النظام السوري المجازر ضد شعبه ويهدم المساكن ويقتل الصغار والكبار وينتهك الأعراض، لا يأخذ العالم كل ذلك على محمل الجد لأنهم يعلمون أن المسلمين في العالم يجعلون اهتمامهم بأمتهم في مؤخرة قضاياهم، مضيفاً” لو أن أعداء المسلمين عرفوا أن الأمة الإسلامية ستدافع عن أبنائها في أي مكان لحسبوا لتصرفاتهم ضد المسلمين حسابات كثيرة”.