كتبت - إيمان الخاجة: افتقارهن للوظيفة، وحاجتهن للمال، دفع بهن لابتكار أساليب أخرى لزيادة دخلنهن، ومن هذه الأساليب؛ امتهانهن الطبخ، حيث أبدعن في صنع أطباق جديدة وحلويات رائعة المذاق، حظيت بإعجاب المتذوقين والمتذوقات. غير أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي يحتجنها لصنع هذه الأكلات، سرق منهن أرباحهن، ما أثر كثيراً على أعمالهن. «الوطن» كان لها هذا اللقاء مع نساء امتهن صناعة الحلويات والأطباق. ومنهن أم خالد، التي كانت تعمل الكعك الخاص بحفلات الزواج والمناسبات والأعياد الميلاد، للأهل فحسب بشكل فخم وجميل كأنه إنتاج فندق، ومن ثم انتقلت إلى عملها الخاص. تقول أم خالد: لقد كنت أعيش في المملكة العربية السعودية ودخلت دورات متعددة ومتنوعة تعلمت منها طرق تزيين الكعك وصناعة الحلويات وكنت متدربة على هذا الموضوع. وفي إحدى الأيام ذاقت امرأة أمريكية إحدى كعكاتي، واقترحت علي أن أقوم بعمل هذه الكعكات والاسترزاق منها، بل طلبت مني أن أعمل لها كعكة خاصة، وفعلاً بدأت العمل على هذا الموضوع وكانت لدي قوالب للشوكولاتة فقمت بصناعة الشوكولاتة إلى جانب الكعك الخاص بالمناسبات، وبدأت مشوار هذه المهنة. وتواصل: بعد عودتي إلى البحرين بحثت لي عن وظيفة ولم أجد فاتخذت من صناعة الحلويات مهنة لي أسترزق من خلالها، وبدأت بتطوير منتجاتي وأكلاتي، والحمدلله عندما أرى صنفاً جديداً أستطيع أن أعرف كيفية عمله، ومع الاطلاع والتجربة قمت بزيادة منتجاتي، فبعد الكعك وقوالب الشوكولاتة بدأت بعمل البتي فور، حلاوة الساهون، ملبس الفستق، وتحولت الآن إلى المعجنات والحلويات، وتركت صناعة الكعك لأنه يحتاج إلى تركيز وأقوم بعمله بنفسي. إلى المعجنات والشطائر مع تطور مهنتها وزيادة منتجاتها استقدمت أم خالد عاملات يساعدنها في تلقي الطلبات وتجهيرها. وتقوم حالياً بعمل المعجنات والسنويشات بحشوات الدجاج، الطعمية، الجبن الأبيض والشيدر، والبيتزا الصغير، أنواع من الحلويات منها الكاكاو بالبندق والبيذان والفستق، لقائط بالسممسم واللوز، «ابتكار جديد بسبب كثرة الطلبات والأصناف التي أقوم بها، فأحياناً تأتيني طلبات خاصة، وأكثر المناسبات التي تطلب بها هذه الأصناف هي حفلات الزواج، الاستقبال، الولادة والأعياد وفي المناسبات». وتشير أم خالد إلى تأثير ارتفاع أسعار المواد في السوق على نسبة ربحها، فهي لا تكاد تكسب شيئاً في الوقت الحالي ولا يمكنها أن تغير أسعارها عن السابق وعن الوقت الذي كانت فيه المواد أرخص، إلى درجة تشعر فيها بعض الأحيان بأنه لا فائدة مما تقوم به وأنها تسير ضمن دائرة لم توفر لنفسها فيها أي شيء، فالتعب كبير والأسعار مرتفعة والربح لاتذكر. وتؤكد أم خالد أن كل امرأة وكل شخص يستطيع أن يمتهن مهنة معينة أو حرفة يستطيع أن يقوم بها، ويكسب قوته من خلالها، «فهذا أفضل من يجلس دون مهنة ليقول إنه لا يستطيع عمل شيء ولا عمل لديه. فمن الجميل أن يسخر الإنسان طاقاته في عمل يستطيع القيام بها. ابتكارات من التمر من جانبها، ابتكرت أحلام الشاوي حلويات جديدة تخلطها بالحلويات الشعبية، مشيرة إلى أنها بدأت مشروعها «dream sweet» منذ عام تقريباً، حيث جاءتها الفكرة بعد أن كانت تبحث عن حلويات وأطباق متميزة وفريدة لولادتها خصوصاً بعد تكرار عدد من الأصناف في السوق. ولأنها تحب الأكلات الشعبية فكرت في الدخول في هذا المجال، وبدأت عمل التمر بطريقة مبتكرة حيث تستخدم التمر الإخلاص وتغطيه بالمكسرات وتدخل معه الحلويات البحرينية الشعبية كالحلوى والرهش والسمسم والسمبوسة الحلوة والشكلمة. وقد ابتكرت عمل علب توضع بها الحلويات ومعها أنواع من التغطيسات لتتفرد بطريقة التقديم، إلى جانب وضع الشوكة على كل قطعة لتسهل على الضيف أخذها وتناولها. كما قامت بعمل أحجام عدة منها، ثم ابتكرت الكعك المغطى بالكاكاو البلجيكي بطعم الحلويات التقليدية ومنها الزلابية، الفستق، التمر، الخنفروشز كما وابتكرت حلوى المارشملو وأدخلت فيه طعم التمر والورد المجفف والفستق واللوز، وكانت تحرص على طريقة التقديم إلى جانب الطعم. حلويات شعبية حديثة أحلام تلحظ إقبال الناس على هذه المنتجات، لكنها تلفت إلى امتناع الجيل الجديد عن تناول الحلويات الشعبية كما هي، مبينة أن هذه الطرق التي أدخلتها جذبتهم وأعجبتهم، لكن أحلام تؤكد كسابقتها أن الأسعار التي تبيع بها منتجاتها تجعل من الربح أمراً محدوداً جداً «وأحياناً لا شيء». تؤكد أحلام أنها قبل أن تطرح أي نوع جديد ضمن أصنافها، لابد أن تجربه وتأخذ الآراء بشأنه، وتبقى قرابة الشهرين حتى تضبطه وتطرحه للزبائن. وهي تطمح إلى تطوير نفسها وإدخال الموالح في المستقبل. كما تشجع كل فتاة لديها أي أمر بسيط أن تظهر إبداعاتها، وتجد أن كل فتاة عليها أن توظف مواهبها وإمكاناتها في أي مشروع يميزها، «فكل فتاة وامرأة تبتكر وتزين وتبدع في الأطباق عندما تكون لديها مائدة للضيوف، إلا أنها يجب أن تفكر به كمشروع». «الشيز كيك» أولاً أما أم سعود فقد بدأت منذ ثلاث سنوات بامتهان المطبخ بعد الظروف التي مرت بها نظراً لحاجتها لمصدر إضافي تزيد به دخلها وتصرف منه على أبنائها. عن ذلك تقول أم سعود: منذ أن كنت صغيرة وأنا أحب الطبخ وصناعة الحلويات، ودخولي المطبخ من الأمور التي تربيت وتعلمت عليها، ولقيت عدداً من كلمات الإطراء والإعجاب بالأكلات التي أقوم بها، فبدأت أولاً بالشيز الكيك الذي كنت اشتهر به، وابتكرت طريقة القوالب فيه للمناسبات. وبدأت مع الوقت بزيادة قائمة الأصناف عندي، تشمل أطباقاً رئيسية ومقبلات وحلويات، فلدي السلطات بأنواعها المختلفة، معكرونة البشمل، الكوشري، اللزانيا، العيش المدلل، الساندويشات، المقليات، كفتة الدجاج والسبانخ، الماش بوتيتو، الجبن الأبيض بالخضار، العيش الصيني والمعكرونة، الحلويات بمختلف أنواعها ومنها حلاوة التراميسو، الرافاييلو، السينبون، حلاوة الرمان، البسبوسة، الكباب. الدارمندر، والكثير من الآصناف. أصناف جديدة تشير أم سعود إلى أن الشيز كيك يجد إقبالاً كبيراً بين الناس، وتكثر الطلبات في المناسبات، كما إنها تقوم بأصناف متنوعة للبوفيهات عند الطلب، وإذا وجدت طريقة جديدة لصنف جديد، فإنها تقوم بتجربتها أولاً وإضافة لمساتها الخاصة والابتكار عليها ومن ثم تجربتها بنفسها وتدع أقرباءها يجربونها لترى النتيجة ورضاهم عليها، ثم تطرحها كصنف جديد يضاف إلى قائمة الطعام التي لديها. وتتمنى أم سعود أن تتخصص في هذه المهنة، ويصبح لديها محلها الخاص في المستقبل، فهي ترى أن الأسعار الغالية تؤثر بشكل كبير على نسبة الربح التي تكون قليلة جداً، فهي تعمل لوحدها ولا تملك عاملات يساعدنها ولديها أبناء تهتم بهم، هذه الأطباق تحتاج إلى وقت وجهد لتجهيزها ولكن الحاجة تجعل الإنسان يصبر على هذا من أجل كسب رزقه.