عواصم - (وكالات): عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس عن غضبها الشديد بشأن تقارير عن هجوم للحكومة السورية في منطقة حماة وحثت مجلس الأمن الدولي على أن يوضح لدمشق أنه ستكون هناك عواقب.
وقالت كلينتون إن الروايات بشأن هجوم الحكومة على قرية التريمسة تقدم “دليلاً قاطعاً على أن النظام قتل مدنيين أبرياء عمداً”. وأضافت في بيان “ندعو لوقف فوري لإطلاق النار داخل حماة وحولها للسماح لبعثة المراقبة الدولية بدخول التريمسة.”سيتم تحديد ومحاسبة مرتكبي تلك الفظائع”. وبدورها، طالبت المعارضة السورية مجلس الأمن بإصدار قرار “عاجل وحاسم” حيال نظام دمشق إثر المجزرة. كما حملت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الموفد الدولي كوفي عنان وكذلك إيران وسوريا حليفتي نظام الرئيس بشار الأسد مسؤولية المجزرة. وأعلن المجلس الوطني السوري أكبر ائتلاف للمعارضة في بيان أن “وقف الإجرام المنفلت الذي يهدد كيان سوريا والسلم والأمن الإقليمي والدولي يحتاج لقرار عاجل وحاسم من مجلس الأمن تحت الفصل السابع يحمي الشعب السوري”. وتابع البيان “إننا نحمل دول مجلس الأمن الدولي المسؤولية الكاملة عن حماية السوريين العزل ووقف هذه الجرائم المخزية التي يشكل التساهل معها عاراً على الإنسانية جمعاء”.
وفي إطار ردود الفعل الدولية، قال عنان لمجلس الأمن أمس إن التقارير الجديدة بشأن المذبحة تظهر تجاهل قرارات الأمم المتحدة مما يجعل من الضروري توجيه رسالة بأن هذا ستكون له عواقب.
كما أدانت روسيا “بشدة” المجزرة ودعت إلى تحقيق في هذه “الجريمة الدامية”، محملة المسؤولية إلى “قوى تسعى إلى زرع بذور الحقد الطائفي” في هذا البلد.
ووصفت الولايات المتحدة مجزرة التريمسة بأنها “كابوس”، وسط ازدياد الضغوط الغربية في اتجاه قرار دولي أشد وطأة على دمشق.
وأعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود إن المراقبين مستعدون للتوجه إلى التريمسة للتحقق مما حصل، “عندما يكون هناك وقف جدي لإطلاق النار”. كما قالت الصين إنها ستدرس “بجدية” مشروع قرار جديد بالأمم المتحدة. وقال ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية إن بكين “تنظر بجدية” في مشروع القرار وإن الأعضاء يجب أن يسعوا لتوافق في الآراء. إلى ذلك، قال قائد في المعارضة المسلحة إن أمام الجنود ومسؤولي الحكومة شهراً واحداً للانشقاق عن النظام “وإلا ستكونون تحت دائرة الاستهداف المباشر ويدرككم الموت حتى ولو كنتم في بروج محصنة”.
وفي غضون ذلك، أطلقت القوات النظامية النار على المتظاهرين أمس في دمشق ومدينة حلب (شمال)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل 75 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة في البلاد. وخرج المتظاهرون إلى الشوارع في “جمعة إسقاط عنان، خادم سوريا وإيران” في محافظات دمشق وريفها وإدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) ودير الزور (شرق) وحلب (شمال) ودرعا (جنوب).
وقال المرصد في بيان “خرجت تظاهرات بعد صلاة الجمعة من أربعة مساجد في حي المزة في مدينة دمشق، وقوات الأمن فرقت إحداها بإطلاق الرصاص”. كما أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريق تظاهرة خرجت في حي نهر عيشة في دمشق. وأصيب ثلاثة مواطنين بجروح في إطلاق رصاص على تظاهرات في مدينة حرستا.
وكانت تظاهرات خرجت منذ الصباح في باب سريجة وأحياء القدم والمزة والقابون والميدان وكفرسوسة والعسالي في العاصمة “طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة قتلة الشعب السوري ونصرة بلدة التريمسة في ريف حماة التي تعرضت لمجزرة بشعة الخميس”.
وقال المرصد إن “متظاهرين غاضبين احرقوا مبنى في بلدة حجيرة الواقعة على أطراف دمشق”. كما أشار إلى أن القوات النظامية أطلقت النار لتفريق متظاهرين في حيي السكري والفردوس في مدينة حلب، ما تسبب بوقوع جرحى. في مدينة حماة، أطلقت القوات النظامية قنبلة على تظاهرة في حي الحميدية ما تسبب بوقوع إصابات.
وندد المتظاهرون بـ«المجزرة” التي وقعت في التريمسة وقتل فيها 150 شخصاً، بحسب المرصد، العشرات منهم من المقاتلين المعارضين، وبـ«الموقف الدولي الصامت” إزاء استمرار العنف والقمع من النظام في سوريا. ورفع متظاهرون في مدينة حماة لافتة كتب عليها “لم يعد لخطتك مكان يا عنان، أنت سبب المجازر. أنت تحمي هولاكو النظام”. وأنشد متظاهرون في حي السيدة زينب في دمشق وهم يصفقون “حر حر حرية، نحنا بدنا حرية. غصباً عنك يا بشار عدو الإنسانية”. وقتل 25 مدنياً و24 جندياً نظامياً و26 مقاتلاً معارضاً الجمعة في اشتباكات وعمليات قصف وإطلاق نار في مناطق مختلفة من سوريا. وبرز تجدد الاشتباكات في دمشق في منطقة القزاز وحي التضامن ومخيم اليرموك حيث قتل سبعة أشخاص، بينهم طفل.
كما انفجرت عبوة ناسفة في سيارة بعد الظهر على الطريق الرئيس لحي المزة في وسط دمشق أسفرت عن أضرار مادية، بحسب ما ذكر الإعلام السوري الرسمي.