عواصم - (وكالات): قال رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية في مقابلة نشرتها صحيفة “ديلي تلغراف” أمس إن عملاءه تمكنوا قبل سنوات من منع إيران من امتلاك السلاح النووي إلا أنها ستحصل عليه في غضون سنتين تقريباً.
وذكر رئيس جهاز “ام آي 6” جون سايرز في تصريح نادر خلال اجتماع في لندن الأسبوع الماضي أن عملاء بريطانيين أفشلوا محاولات إيران لصنع سلاح نووي قبل أربع سنوات، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن سايرز “كانت إيران ستمتلك السلاح النووي في العام 2008 لكنها لاتزال في العام 2012 بحاجة إلى عامين لذلك”. لكن رئيس الاستخبارات الخارجية حذر من أنه عندما ستمتلك طهران السلاح النووي في نهاية المطاف فإن الولايات المتحدة وإسرائيل “ستواجهان مخاطر كبيرة”.
وأضاف “أعتقد أنه سيكون من الصعب جداً لأي رئيس وزراء في إسرائيل أو رئيس للولايات المتحدة أن يتقبل أن تملك إيران السلاح النووي”.
وفي تطور متصل، يمثل الفيروسان الإلكترونيان “ستاكسنت” و«فليم” اللذان استهدفا البرنامج النووي الإيراني بداية حرب إلكترونية أمريكية على طهران قد يكون لها بنظر الخبراء مفاعيل مماثلة لمفاعيل عملية قصف.
ويشير المحللون إلى أن طهران تبقى عرضة للحملات الإلكترونية منذ هجمات ستاكسنت الأولى في منتصف 2009 التي بلبلت أنظمة ضبط أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، وذلك رغم تلقي طهران على ما يبدو مساعدة من روسيا عبر وسطاء.
ويرى رئيس معهد العلوم والأمن الدولي ديفيد اولبرايت أن برنامج إيران النووي “ليس محمياً بصورة جيدة” من الهجمات الإلكترونية وسيكون من الصعب على طهران أن تحمي نفسها من برامج مخربة جديدة قد تستهدفها.
ولفت الخبير إلى أنه “مع ستاكسنت خسر الإيرانيون حوالي عام وهذا ما أثار بلبلة كبرى. لم يكونوا يدرون ما الذي يحل بهم” معتبراً أن الهجمات الإلكترونية “تبدو وسيلة فاعلة لتخريب برنامجهم”. ورأى أن الولايات المتحدة التي يشتبه بأنها تقف مع إسرائيل خلف الهجوم لديها كل المبررات للاستمرار لأن هذه الهجمات تتيح تأخير البرنامج النووي تماماً كالأضرار التي يمكن أن تنجم عن غارة جوية.
وتابع أولبرايت أن هذه الهجمات الإلكترونية “يمكن أن تزداد شراسة”. كما يمكن أن تؤدي فيروسات أخرى إلى إغلاق الصمامات أو توجيه أوامر خاطئة إلى الآلات وبالتالي تؤدي إلى انفجارات.
وأضاف الخبير “أتوقع حصول مزيد من الانفجارات في المواقع”. ففي نوفمبر، انفجر مستودع للصواريخ مما أوقع 36 قتيلاً، وكان الانفجار نتيجة عملية تخريب إسرائيلية أمريكية، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
وبدوره، اعتبر ديفيد ليندال من الوكالة السويدية لأبحاث الدفاع “من الممكن طبعاً إرسال فريق لتعديل نظام (معلوماتي) بحيث يصبح أكثر عرضة للهجمات، ثم استخدام فيروس بعد ذلك لشن الهجوم”.
وقد يقوم هجوم إلكتروني على إدخال معدات فيها شرائح مخربة ضمن سلسلة التصنيع وذلك من خلال عميل أو موظف تم تجنيده أو استهداف برامج تشخيص تستخدم لتحديد مستوى التخصيب بحيث تعطي بيانات غير صحيحة.
وعلى صعيد متصل، زادت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية من الضغوط على قدرات إيران لتصدير النفط وصنفت شركة الناقلات الإيرانية الرئيسة وعشرات من سفنها على أنها كيانات تسيطر عليها الحكومة.
وفي أحدث مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية حددت وزارة الخزانة الأمريكية شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية و58 من سفنها و27 من الفروع التابعة لها على أنها امتداد للدولة وهو ما يقوض محاولات طهران لاستخدام سفن أعيد تسميتها لتخفي حقيقتها في التهرب من العقوبات. وشمل هذا التصنيف أيضاً ما تقول واشنطن إنه أربع شركات تعمل كواجهة لشركة النفط الحكومية الإيرانية. ويساعد هذا الإجراء الدول والشركات الأجنبية على الامتثال للعقوبات الغربية على طهران. وقال مسؤول في حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن هذه الإجراءات سيكون لها بعض الأثر على قدرات إيران على بيع النفط. وقال المسؤول للصحافيين “إنها ستجعل من الصعب للغاية على إيران خداع المشترين المحتملين بشأن منشأ النفط”.
وقال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية ديفيد كوهين في بيان “سنواصل تكثيف الضغوط ما استمرت إيران في رفض التجاوب مع مخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي”. كما حددت الإدارة الأمريكية شركة نور للطاقة ومقرها ماليزيا وبترو سويس، وبترو إنرجي ومقرها دبي وانترتريد هونج كونج، ككيانات تسيطر عليها الحكومة الإيرانية أو تعمل بالنيابة عنها.
وذكرت الوزارة أن هذه الشركات تعمل كواجهة لشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية وغيرها من الكيانات الإيرانية المدرجة على اللائحة السوداء.