^ صالح الريمي

في خضم عجلة الحياة المتسارعة، يحصل لك موقف سلبي من شخص لم يعجبك أو إساءة غير متوقعة، وأحياناً تقابلك المشاكل التي تعكر صفو حياتك، وأحياناً يحصل معك موقف عادي مع شخص سيئ الخلق، أو تجد إنساناً وقحاً ينهال عليك بألفاظ وسباب تجرح مشاعرك دون مراعاة لإنسانيتك أو مراعاة للذوق العام..

يا أيها الإنسان: هل تريد العلاج السريع لراحة البال.. لا تلتفت للشيطان.. ونفسك الأمارة بالسوء للانتقام.. بدايةً لا تضع خدك على وسادتك حتى تستشعر بالرضا والاطمئنان.. وأن الله أزال من قلبك ما بك من الحسرة والندامة والغضب عن هذا الموقف السلبي الذي مر بك.. وغير الأخلاقي.. وغير الحضاري.. لا تنم حتى تدعو لمن أساء إليك بكل خير.. واعفو واصفح.. وتخلق بخلق خير الأنام.. وسيد الأخلاق.. استغفر الله كثيراً.. أحمد الله على كل حال.. تأكد أن الخير ما أختاره الله لك.. اعلم أنه قدر من الله عليك.. وما قدر سيكون لا محالة.. تذكر أن كل ابن آدم خطاء.. قل في نفسك لعل عنده عذراً لا أعلمه الآن.. لا تغضب.. هدئ من روعك.. كن هادئ الطباع.. لين الجانب.. متسامحاً.. محسناً الظن.. ليسَ خوفاً من الناس.. أو خوفاً من انتهاء علاقتك بهم..!

ولكن حتى تكتب عند الله عز وجل: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}..

أخيراً وليس آخراً.. على كل مظلوم وصاحب حق.. قبل أن تصدر الأحكام وتقرر ماذا ستفعل اسأل نفسك سؤالاً لماذا فعل هذا الشخص ذلك الفعل؟؟؟

ثم اسأل نفسك هذا السؤال قبل أن تقدم على شيء.. هل تنتقم لنفسك.. أم تنتقم من أنفسك؟؟؟

ومضة:

يقول (دايل كارنيجي): لا تنتقم.. اتجه إلى نفسك وعززها وابن فيها روح الخير والهمة العالية والطموح نحو الأفضل.. هذا النوع من الانتقام هو انجح وأنجع وأقوى أنواع الانتقام.. جرّب وأنت الحكم.. والخلاصة: يا أيها الإنسان بكل بساطة حتى ترتاح دنيا وآخرة كن إنساناً.. هكذا هي الدنيا.. لا تصفو من كدر..!!