بعد خروج هذا الزخم الكبير من نجوم الروسونيري، بدءاً من سيدروف، نيستا، غاتوزو، و بالأمس أعلن سيلفيو بيرلسكوني على شبكة سكاي الشهيرة عن تخلي النادي عن خدمات كل من زلاتان إبراهيموفيتش ونجم خط الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا، ويدور السؤال هل بدأ بيرلسكوني بهدم ما بناه من كيان عظيم، وما هي التداعيات المنتظرة؟
لا يختلف أحد أن ركيزة نادي الميلان في نجومه، ففلسفته كنادي ريال مدريد تماماً، بعيداً عن أبناء النادي وجذوره، ولكن النجوم هم ركائز الفريق كحال الفريق الملكي حالياً الذي يعيش فترة كلها هدوء، فالفلسفة الميلانية هي تعتمد وبشكل رئيس على استقرار النجوم، ولكن ما فعله النادي مؤخراً من قرارات يجعلنا نظن بأنه مؤشر قوي لإعلان إفلاس النادي ولكن بشكل غير مباشر، ولعل ما يقوله بيرلسكوني الآن بأنه تخلى عن فلسفة نادي يقاتل في بطولات كالتشامبيونز ليغ والكالتشيو الإيطالي بمقابل الدولارات وهو الأمر الذي يناقض ما كان يفعله النادي قبل فترة، فحتى في ظل هبوط مستوى شيفشينكو الكبير كان الميلان متمسكاً به، لأنها كما ذكرت ذات الفلسفة المتبعة في ريال مدريد، الإبقاء على النجوم، وإن دل ذلك على الشخصية السيريالية التي تبعثها تلك في تشخيص هوية الفريق ورسم مظهره، فقط بتلك الأيديولوجية.
الميلان ينتظره كالتشيو ودوري أبطال في ظل الظهور غير التقليدي لليوفي في آخر 5 سنوات بمدربه الشاب كونتي ووصوله للذروة بالوصول لعدد كاسح من اللاعبين في المنتخب الوطني الإيطالي، ففريق العاصمة الثانوية أمام احتمال واحد وقرار محوري قد يعصف بالنادي وقد يعيد بناء شخصية ميلان ساكي أو ميلان أنشيلوتي حتى، ويكمن ذلك في تضخيم العمل الاستثماري دون تحجيمه بوجود حنكة إدارية يديرها غالياني، والأهم من ذلك وكفاعلية رياضية التعاقد مع النجوم كما كان يفعل الميلان مسبقاً، كما فعل مع شيفشينكو وكاكا وإنيستا وقبلهم أمبروسيني، فكل ذلك أتى لاحقاً إيجابياً بكونهم إحدى الأحجار الرئيسة في التشكيل الرئيسي للمنتخبات العالمية، فلو أراد بيرلسكوني أن يبني ميلان ويكرر مقولته الشهيرة عندما استلم النادي «سأجعل العالم يعرف إيطاليا على أنها بلد نادي الميلان»، إذاً يتوجب عليه أن يتمسك بالفلسفة، فكما يتمسك برشلونة بالفلسفة الأخلاقية عندما يتعاقد، وكما يتميز اليوفي بالفلسفة التكوينية، إذاً على الميلان أن يعود لذاته الضائعة ويجعل من فلسفته الأصلية هي طريق وملاذ عودته.
وكان الله في عونك يا سيلفيو، فستبني أمة من جديد، كنت السبب في هدمها!