عواصم - وكالات: دخل وفد من المراقبين الدوليين إلى بلدة التريمسة في ريف حماه أمس للتحقق مما جرى إثر وقوع 150 قتيلاً في البلدة قبل يومين، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة. وأكدت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين سوسن غوشة رداً على أسئلة لفرانس برس أن “وفداً من المراقبين توجه إلى التريمسة للتحقق مما جرى وتمكنوا من دخول البلدة” موضحة أن الموكب “تألف من 11 مركبة”. وأوضحت أن البعثة “لم تطلب إذناً رسمياً (من السلطات السورية)”، مشددة على أن رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود “كان واضحاً” خلال مؤتمره الصحافي في دمشق الجمعة حين أعلن عن استعداد بعثة المراقبين الدوليين للتوجه إلى التريمسة والتحقق من الوقائع “عندما يحصل وقف جدي لإطلاق النار”. وأضافت غوشة “علمنا بالأمس أنه كان هناك وقف لإطلاق النار، لذلك أرسلنا دورية إلى التريمسة في مهمة استطلاعية قامت بتقييم الوضع لجهة حصول وقف إطلاق النار وإمكانية دخولنا إلى البلدة”. ولفتت إلى أنه بناء على ذلك “أرسلنا اليوم (أمس) دورية متكاملة من أجل التحقق مما جرى”. ومن ناحيته، أفاد الناشط الإعلامي المعارض أبوغازي فرانس برس في اتصال هاتفي أن “المراقبين الدوليين وصلوا إلى التريمسة وعاينوا أماكن القصف وأجروا مقابلات مع الأهالي”. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بما وصفه مراقبو المنظمة الدولية على الأرض بأنه قصف “عشوائي” شمل إطلاق صواريخ من طائرات هليكوبتر على بلدة التريمسة. وشكك في التزام رئيس النظام السوري بشار الأسد بخطة السلام التي ترعاها المنظمة الدولية في سوريا. وبينما تلقي واشنطن باللوم في أعمال القتل على القوات الموالية للأسد قالت الصين إنها تندد بشدة “بالسلوك الذي يضر بمدنيين أبرياء” لكنها لم تذكر من الذي تعتقد أنه نفذ الهجوم. وتواصل الصين وروسيا عرقلة الجهود الغربية لفرض عقوبات أشد صرامة على دمشق أو اتخاذ أي خطوة ترى الدولتان أنها تدعم “تغيير النظام”. وتعارض روسيا إصرار الغرب على ضرورة رحيل الأسد وتقول إن عملية السلام يجب أن تأتي من داخل سوريا. وتستضيف موسكو الموفد الدولي كوفي أنان هذا الأسبوع في الوقت الذي سيستأنف فيه الدبلوماسيون بمجلس الأمن جهودهم للحد من الخلافات بشأن تصعيد الضغوط على دمشق. وفي الإطار ذاته، قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن ألكسندر بانكين إن بلاده مستعدة للتوصل إلى حل وسط عند مناقشة قرار دولي جديد بشأن تمديد ولاية بعثة المراقبين، لكنه أوضح أن ثمة “خطاً أحمر” لا يمكن تخطيه. ومن جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند أمس إنه لا يزال هناك وقت للتوصل لحل سياسي لتفادي اندلاع حرب أهلية في سوريا لكنه حث موسكو على التوقف عن عرقلة الجهود الرامية إلى الاتفاق على قرار في مجلس الأمن. وفي غضون ذلك، تواصلت عمليات القصف أمس على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام خصوصاً في ريف دمشق وحمص ما أدى إلى مقتل 72 شخصاً بينهم تسع نساء وسبعة أطفال، في حين شهدت درعا جنوباً اقتحاماً لإحدى بلداتها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة درعا جنوب سوريا، ذكر المرصد أن مئات من جنود القوات النظامية اقتحموا بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بلدة خربة غزالة وسط إطلاق رصاص كثيف، حيث بدأت حملة مداهمات واعتقالات في البلدة. وأفاد الناشط بيان أحمد من لجان التنسيق المحلية في اتصال هاتفي من خربة غزالة أن “قوات الأمن والشبيحة بدأت بعد توقف القصف باقتحام الحيين الغربي والشمالي للبلدة مع مداهمات وتفتيش وتكسير”، مشيراً إلى أنها “تحرق كل بيت خال من السكان”. ولفت إلى أن “قوات الأمن تدخل البلدة من دون مقاومة لأن عناصر الجيش الحر الذين كانوا فيها غادروها بشكل كامل”، لافتاً إلى أن “الجرحى بالعشرات ولا يوجد إلا مواد إسعاف أولية”. وفي محافظة حماة (وسط)، أشار المرصد إلى أن سيارة مفخخة استهدفت مفرزة الأمن العسكري في مدينة محردة في ريف حماة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدتان وفتى يبلغ من العمر 13 عاماً، بالإضافة إلى عنصر من الأمن العسكري.