أعلن رئيس كتلة البحرين النائب أحمد الساعاتي، عن إطلاق مشروع «ميثاق شرف الوعاظ والخطباء» للطائفتين الكريمتين، يلزم رجال الدين والعلماء، بنبذ الفرقة الطائفية والتحريض والعمل على لمّ الشمل، مشيراً إلى أن الميثاق يهدف إلى تعزيز الوحدة الإسلامية والوطنية بين المواطنين، وتنزيه الخطاب والمنبر الديني من التحريض والفرقة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.

وأضاف أن الوثيقة جاءت، استشعاراً من أعضاء الكتلة بمسؤوليتهم السياسية والوطنية، وانطلاقاً من حرصهم على تقوية وشائج القربى ومد جسور المودة والمحبة وتوطيد العلاقة التاريخية بين أبناء الوطن الواحد، موضحاً أن الكتلة بصدد توجيه الدعوة لجميع الائمة والخطباء والدعاة وعلماء الدين من الطائفتين الكريمتين للتوقيع عليها في احتفال، تنظمه الكتلة مساء الثلاثاء المقبل في»بيت القرآن».

وأشار الساعاتي إلى أنه أجرى اتصالات مع مجلسي الأوقاف السنية والجعفرية والمجلس الإسلامي الأعلى للتنسيق حول هذه المبادرة التي تأتي في إطار مشروع المصالحة الوطنية الذي تعتزم الكتلة تدشينه بمناسبة شهر رمضان المبارك.

وأوضح الساعاتي، أن» بعض المنابر الدينية لدى الطائفتين، أسهم خلال الأزمة التي مرت بالبحرين في اذكاء روح الطائفية البغيضة والشحن النفسي لدى المواطنين بسبب خطاباتها التي تتنافى مع مبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولا تراعي قدسية منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».

وأضاف رئيس كتلة البحرين النيابية، أن» الوثيقة تؤكد التزام الخطباء الذين يوقعون عليها بأن يكونوا قادة خير ودعاة إصلاح ورسل سلام وأن يكونوا رسلاً لدعوة الخير والتسامح وجمع الكلمة ونبذ الفرقة بين الأخوة المواطنين».

وأوضح أن» الوثيقة تنص أيضاً على التزام الخطباء بتحملهم المسؤولية الشرعية والوطنية تجاه الوطن والمجتمع والأمة وأن يكونوا كما أراد الله تعالى صمام أمام ومفاتيح للخير مغاليق للشر، جامعين للكلمة نابذين للخلاف».

وأضاف، أن» الكتلة ستطالب الموقعين على الوثيقة، العمل على تنقية وتصفية الأجواء والنفوس، وتهدئة الأوضاع بالحكمة والموعظة الحسنة، وصولاً إلى لمّ الشمل وإعادة نسيج الوحدة الوطنية التي تحمي الوطن وتحافظ على مكتسبات أبنائه وترسخ قيم المحبة والصفاء والتسامح بين أفراده».

وقال الساعاتي إن:» الوثيقة تحمل الخطباء مسؤولية أخذ زمام المبادرة لصون الوحدة الوطنية وإعادة الهدوء الى الشارع وبث روح الثقة المتبادلة بين أبناء الطائفتين الكريمتين حفاظاً على الأمن والسلم الاجتماعي، موضحاً أن الوثيقة، تدعو إلى التزام الدعاة بالخطاب الديني الذي يعبر عن سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله وشموليته للجميع على اختلاف مذاهبهم».

وتابع» كما تؤكد الوثيقة أيضاً على عدم تسييس المنبر الديني لأغراض سياسية حسب المصالح الفئوية أو الحزبية الضيقة، مشيراً إلى أنه ليس من وراء هذه الوثيقة أي هدف أو جهة سياسية أو حكومية بل أنها جهد شعبي ووطني خالص.

وأوضح أن» الوثيقة صيغت من قبل الشيخ محسن العصفور، مستوحياً مبادئها من القرآن الكريم وتعاليم ديننا الحنيف والسنة النبوية الشريفية وعاداتنا العربية الأصيلة، مشيراً إلى أنها تأتي ضمن جهود الكتلة للمّ الشمل ورأب الصدع وإيقاف التدهور الاجتماعي في علاقات أبناء الطائفتين اللتين عاش أباؤهم وأجدادهم متحابين متآخين لقرون طويلة».

وناشد الساعاتي جميع رجال الدين إلى التجاوب مع هذه المبادرة ضمن مسؤوليتهم الشرعية، والمشاركة في الاحتفال الذي سيقام للتوقيع عليها، لنظهر لشعب البحرين، وأبناء الطائفتين الكريمتين والعالم، وحدة شعبنا وحكمة ووعي القائمين على ديننا الحنيف، ولكي تكون هذه المبادرة نموذجاً ودافعاً للمواطنين على التقارب والتسامح والتآخي وتجاوز الخلافات والوحدة، خصوصاً وأنها تأتي ونحن على مشارف شهر الخير والبركات شهر رمضان الكريم.

وقال إن الكتلة تعتزم، إرسال نسخة من الوثيقة، إلى من يتعذر عليه حضور الاحتفال ليوقعها ويعيدها إلى كتلة البحرين النيابية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ماهي إلا خطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى في مشروع التقارب بين الطائفتين الكريمتين.

وحذر الساعاتي من بعض الأصوات المتطرفة من الجانبين التي قد تظهر هنا أو هناك من أجل التشويش أو التشكيك في هذه المبادرة ومقاصدها الخيرة، بهدف اسقاطها لأهداف سياسية أو فوائد دنيوية، مؤكدا أن وحدة واتفاق الشعب سيفوت على الأصوات المتطرفة، المكاسب أو المواقع التي تتمتع بها على حساب مستقبل الوطن والمواطنين.