دعا ميثاق شرق الوعاظ والخطباء، الذي أصدرته كتلة البحرين النيابية، إلى ضرورة التزام رجال الدين، بالعمل على ضمان أمن الوطن واستقراره وسلامة أبنائه، محملاً رجال الدين الموقعين على الميثاق المسؤولية الشرعية والوطنية تجاه وطننا ومجتمعاتنا وأمتنا، وأنْ يكونوا كما أراد الله تعالى صمام أمان، ومفاتيح للخير مغاليق للشر، جامعين للكلمة نابذين للخلاف.

وطالب الوعاظ والخطباء، بالعمل جاهدين على تنقية الأجواء وتصفية النفوس وتهدئة الأوضاع، بالحكمة والموعظة الحسنة، وصولاً إلى لمِّ الشمل وإعادة نسيج الوحدة الوطنية التي تحمي الوطن وتحافظ على مكتسبات أبنائه، وترسخ قيم المحبة والمودة والصفاء والتسامح بين أفراده وفئاته.

وأكَّد ضرورة التزام، العلماء ورجال الدين، بأخذ زمام المبادرة، لصون الوحدة الوطنية، وإعادة الهدوء والسكينة إلى الشارع البحريني، وبثّ روح الثقة المتبادلة بين أبناء الدين الواحد، وكذلك بين الناس وقيادتهم حفاظاً على الأمن والسلم الأهليين. وفيما يلي نص الميثاق:» انطلاقاً من مبادئ الشريعة الغرّاء وقيمها ومبادئها المثالية السامية الرسالية السمحاء، وامتثالاً لأمر الله تعالى فيما ورد من نصوص القرآن الكريم القطعية الصريحة الواضحة مثل قوله جل شأنه: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» (آل عمران: 103).

وقوله سبحانه: «وَأَطِيعُوا الله وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ» (الأنفال: 46).

وقوله تبارك وتعالى: «ولتَكُنْ منكم أمةٌ يدعونَ إلى الخيرِ ويأمرونَ بالمعروفِ وينهونَ عن المنكرِ وأولئك هم المفلحون»، وقوله «وأصلحوا ذاتَ بينكم». ومن منطلق حرصنا نحن وعاظ وخطباء مملكة البحرين من الطائفتين الكريمتين على تقوية وشائج القربى ومدّ جسور المودة والمحبة والتآخي وتوطيد العلاقة التاريخية المتجذرة بين أبناء الوطن الواحد، وإيماناً منا بأهمية وضرورة المشاركة في الشأن العام، فيما فيه خير وصلاح الوطن والشعب، فإننا نلتزم بالمبادئ المذكورة أدناه ونتعهد باحترامها:

- نلتزم بالعمل على ضمان أمن الوطن واستقراره وسلامة أبنائه، وأنْ نكون دائماً قادة خير ودعاة إصلاح ورسل سلام، وأنْ نؤدي ما أتمننا الله تعالى عليه من دعوة للخير والتسامح وجَمْعٍ للكلمة، ونبذ الفرقة ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.

- نلتزم بتحمّل كامل المسؤولية الشرعية والوطنية تجاه وطننا ومجتمعاتنا وأمتنا، وأنْ نكون كما أراد الله تعالى صمّام أمان، ومفاتيح للخير مغاليق للشر، جامعين للكلمة نابذين للخلاف.

- نلتزم ببيان الحكم الشرعي في قضايا الفرد والمجتمع والدولة وما يكون لصالح الحاكم والمحكوم وصلاحهما، وبيان محاسن الدين الكفيلة بإصلاح وبناء واستقرار مجتمعاتنا، من أجل بناء وترسيخ معالم المدنية الفاضلة والحياة الكريمة الهانئة المستقرة.

- نلتزم بالعمل جاهدين على تنقية الأجواء وتصفية النفوس وتهدئة الأوضاع، بالحكمة والموعظة الحسنة، وصولاً إلى لمِّ الشمل وإعادة نسيج الوحدة الوطنية التي تحمي الوطن وتحافظ على مكتسبات أبنائه، وترسيخ قيم المحبة والمودة والصفاء والتسامح بين أفراده وفئاته.

- نلتزم بأخذ زمام المبادرة ما استطعنا لصون الوحدة الوطنية، وإعادة الهدوء والسكينة إلى الشارع البحريني، وبثِّ روح الثقة المتبادلة بين أبناء الدين الواحد، وكذلك بين الناس وقيادتهم، حفاظاً على الأمن والسلم الأهليين.

- نلتزم بدعم كل مساعي الخير والإصلاح بقلوب صافية، وأيادٍ ممدودة بالحب والإخاء لكل مخلص لدينه ووطنه وأمته ومجتمعه، لنكون معاً سداً منيعاً بوجه التحديات، وحصناً حصيناً لأبناء الوطن من آثار الفتن الطائفية المقيتة.

- نلتزم بجعل خطابنا الديني معبراً عن سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله وشموليته، لجميع أبناء المجتمعات على اختلاف انتماءاتهم المذهبية.

- نلتزم بعدم تسييس المنبر الديني بالمقصد السياسي، الذي تسيطر عليه لغة المصالح الحزبية والفئوية الضيقة.

- نلتزم بأنْ يكون الهدف العام لنشاطنا الدعوي هو تربية أبناء الأمة على التمسك بمبادئ الإسلام وقيمه وأخلاقه وثوابته وتجنب الخلافات الفرعية والمذهبية.

- نلتزم بالبعد عن انتهاج الخطاب الديني الموجّه الملوّن في كل المساجد وأن يكون ولاؤنا للدين وقيمه ومثله السامية المثالية العليا متمسكين بقول المولى سبحانه: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ».

- نلتزم بأنْ نكون رسل ودعاة سلام وتعايش ومحبة وتآخي بين أبناء وطننا وأبناء دول الجوار ونجهد أنفسنا بالعمل، بما يعزز مظاهر السلام المحلي والإقليمي والعالمي «إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ».

- نلتزم بالإطلاع على شتى الوسائل التقنية الإعلامية الحديثة المتاحة، واستثمارها بالشكل الأمثل لنشر تعاليم الدين الحنيف، ومقاصده وقيمه ومبادئه ومثله العليا. ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد للجميع والله خير شاهد على ما أقول.

خادم الدين الحنيف والشريعة الغراء».