لندن (رويترز): أدى أسوأ جفاف تشهده الولايات المتحدة في ربع قرن لموجة صعود في أسعار السلع الغذائية بالأسواق العالمية، وذلك بعد أن زادت أسعار الحبوب 40% في الأسابيع الثلاثة الماضية مع تضاؤل التوقعات لإنتاجية محاصيل الحبوب بسبب الجفاف الشديد.
وتقوم دول كثيرة - تعتمد بشدة على الاستيراد - بتقليص وارداتها في الوقت الحالي والاعتماد على مستوى جيد لديها من المخزونات على أمل أن تدخل حبوب من مصادر أخرى السوق وتدفع الأسعار للانخفاض، لكن هذه الآمال قد تتبدد لو عادوا جميعا للجوء إلى السوق في نفس الوقت.
وقال المحلل لدى “يجفريز باتشي”، شون ماكمبرديج: “فرص الإنتاج بدت جيدة وربما ولَّدت إحساساً زائفاً بالأمن لدى هؤلاء المستخدمين النهائيين .. في تلك المرحلة كنا نتوقع أسعاراً للذرة دون 5 دولارات لو ظل الطقس مناسبا لكننا الآن ارتفعنا بشدة”.
وقال تجار إن المستهلكين في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط قلّصوا مشترياتهم المعتادة متوقعين أن تتراجع الأسعار.
يذكر أن هناك أوجه شبه كبيرة بين الوضع الحالي وأزمات الغذاء التي شهدتها الأعوام القليلة الماضية بما في ذلك طقس قائظ ومحاصيل متضائلة وأسعار فلكية.
وأدى عدم اليقين لتقلبات في جميع الأسواق هذه المرة كما حدث في المرة الماضية لكن القاسم المشترك المتمثل في العرض والطلب كان هو القوة الدافعة في أحدث صعود لأسعار الحبوب وكانت الأحوال الجوية العامل الأساسي الوحيد ذي الحيثية.
وقالت مصر أكبر مستورد للقمح في العالم والتي تستورد أكثر من 10 ملايين طن سنوياً، إن لديها مخزون استراتيجي يكفي تقريباً لأكثر من 6 أشهر حتى يناير.
وقال نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية المصرية، نعماني نعماني الأسبوع الماضي: “بالطبع من غير المرجح أن ندخل الأسواق الآن لشراء قمح للشحن في أغسطس لأن مشترياتنا من القمح المحلي تجعلنا في وضع مريح للغاية”.
وفي آسيا، تكون لدى الصين والهند مخزونات وفيرة من القمح والأرز بفضل حصاد شبه قياسي في السنوات القليلة الماضية. وقالت مصادر في قطاع تصدير الذرة الأمريكي إن الصين وكوريا الجنوبية حجزتا شحنات إضافية تحسباً لمشاكل في المعروض وارتفاع الأسعار.
وأعاد صعود الأسعار للأذهان ذكريات أزمة الغذاء في 2007 و2008 حينما أضافت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” 75 مليونا لتقديرها لمن يعانون جوعاً مزمناً في العالم. وحدَّدت تقديرات أخرى الزيادة بما يصل إلى 160 مليوناً.