الشباب والفراغ والمال مقومات ثلاثة خطيرة سيؤدي اجتماعهم معاً بالتأكيد إلى الانحراف والمفاسد؛ خصوصاً إذا لم توظف هذه المقومات بما هو نافع ومفيد.. والجمعيات الشبابية أدركت خطورة هذا الأمر، واستشعرت آثاره مبكراً، فتحركت من منطلق الوقاية خير من العلاج، فدورها واضح في المجتمع أكثر من غيرها، وهو المساهمة في الحفاظ على الأبناء، وتوفير فرص العمل لهم، وتدريبهم على بعض النفع والفائدة، وكذلك تحميهم من التسكع في الشوارع خلال الإجازة الصيفية.
يعتبر العمل الاجتماعي التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي، وهو يكتسب أهمية متزايدة يوماً بعد يوم, فهناك قاعدة مسلم بها مفادها أن الحكومات, سواء في البلدان المتقدمة أو النامية, لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها, فمع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغيّر مستمر, ولذلك كان لابد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية, ويطلق على هذه الجهة “المجتمع المدني”.
وفي أحيان كثيرة يعتبر دور المنظمات الأهلية دوراً سباقاً في معالجة بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وليس تكميلياً, وأصبح يضع خططاً وبرامج تنموية تحتذى بها الحكومات.
ويسعى نادي صناع الحياة البحريني لتقديم الرعاية والخدمة للمجتمع ولجميع فئات المجتمع، وأصبح هدف النادي الأسمى تنمية المجتمع, وبالطبع يتوقف نجاح تحقيق الهدف على صدق وجديّة العمل الاجتماعي الجماعي لأعضاء النادي وعلى رغبة في إحداث التغيير والتنمية.
ومن الملاحظ أن العمل الاجتماعي بات يعتبر أحد الركائز الأساسية لتحقيق التقدّم الاجتماعي والتنمية, ومعياراً لقياس مستوى الرقي الاجتماعي للأفراد. يعتمد العمل الاجتماعي على عدّة عوامل لنجاحه, ومن أهمها الشباب, فكلما كان الشباب متحمساً للقضايا الاجتماعية ومدركاً لأبعاد العمل الاجتماعي كلما أتى العمل الاجتماعي بنتائج إيجابية وحقيقية.
كما إن العمل الاجتماعي يمثل فضاءً رحباً ليمارس أفراد المجتمع ولاءهم وانتماءهم لمجتمعاتهم, كما يمثل العمل الاجتماعي مجالاً مهماً لصقل مهارات الأفراد وبناء قدراتهم.
أحمد بن يوسف التنيب
أمين سر نادي صناع الحياة البحريني