الرياض - (أ ف ب): قال ناشطون حقوقيون وشهود عيان إنَّ مجهولين ألقوا زجاجات حارقة على مقر محكمة القطيف في المنطقة الشرقية بالسعودية الليلة قبل الماضية، ما أسفر عن حدوث أضرار مادية، وذلك بالتزامن مع إصدارها أحكاماً بحق الموقوفين في الأحداث الأخيرة.
وأضافت المصادر أنَّ “الزجاجات الحارقة (المولوتوف) ألقيت وسط الباحة الخارجية لمجمع المحاكم العامة في مدينة القطيف، ما أدى إلى احتراق مظلات بلاستيكية كانت تغطي مواقف السيارات في الساحة الخارجية للمحكمة”. ونشرت شبكات التواصل الاجتماعي لقطات تظهر النيران في المكان.
من جهته، قال مصدر في الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية إنَّ “الحريق نشب في المظلات التي تستخدم لمواقف سيارات القضاة في المحكمة”. وذكرت تقارير إعلامية أنَّ محكمة القطيف بدأت النظر قبل مدة في “عشر قضايا على خلفية أحداث الشغب” مشيرة إلى صدور بعض الأحكام، متوقعة صدور أحكام أخرى خلال الأسبوع الحالي. وأضافت أنَّ “القضايا تتضمن المشاركة في الأحداث أو ترديد عبارات غير لائقة، أو المساهمة في إيصال نساء للمشاركة في الأحداث”. وأكدت تلك التقارير أنَّ المحكومين “تمَّ إطلاق سراحهم في وقت سابق بموجب كفالة”. على صعيد متصل، قال الناشطون إنَّ “مجهولين درجوا في الآونة الأخيرة على إغلاق العديد من الشوارع الرئيسة في المنطقة بإطارات مشتعلة صاحبها تدمير للإشارات الضوئية الخاصة بحركة المرور”. وأدان كتّاب ومثقفون عبر مواقعهم في “تويتر” التعرض لمقر المحكمة أو الإضرار بالممتلكات العامة، وحذروا المتظاهرين من “مندسين في صفوفهم”. وقال المستشار القانوني صادق الجبران “ندين استخدام العنف أياً كان مصدره، استهداف الأملاك والمباني العامة بالتخريب مرفوض مثلما نرفض التعرض للمتظاهرين السلميين”. وفي تطور متصل، نددت السعودية بتدخل موسكو “السافر وغير المبرر” في شؤونها الداخلية رداً على تصريحات مسؤول روسي حول صدامات بين الشرطة ومتظاهرين في المنطقة الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إنَّ السعودية “اطلعت باستهجان واستغراب شديدين على التصريحات التي تشكل تدخلاً سافراً وغير مبرر بأي حال من الأحوال في شؤون المملكة، ويتنافى في الوقت ذاته مع الأصول والقواعد السياسية والدبلوماسية”. وأشار إلى أنَّ حكومة المملكة “تستنكر هذا التصريح العدائي، وتود أن تذكر المسؤول الروسي بأنها كانت ولا تزال حريصة على احترام قواعد الشرعية وسيادة الدول واستقلالها، بما في ذلك حرصها على عدم التدخل في شؤون روسيا، وسياساتها في التعامل مع الاضطرابات داخل حدودها والتي أودت بأرواح العديد من الضحايا”.
وتابع “تأمل المملكة أن لا يكون صدور مثل هذا التصريح الغريب، يهدف إلى صرف النظر عن المجازر الوحشية والشنيعة التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، وبدعم ومساندة لأطراف معروفة تعرقل أي جهد مخلص لحقن دماء السوريين”. وتؤشر حدة التصريحات المتبادلة إلى ازدياد حدة التوتر بين البلدين بخصوص الأزمة السورية. وكان مفوَّض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان كونستانتين دولغوف أعرب على الموقع الإلكتروني للوزارة عن “قلقه الشديد”، حيال مقتل شابين في القطيف إثر توقيف رجل دين شيعي متشدد (نمر النمر). وأشار إلى “مخاوف” بشأن ما أسماه استقرار المملكة، داعياً الرياض إلى التحرك تجنباً لصراع “طائفي” وضمان “احترام حقوق الإنسان وضمان حرية التعبير”.