أنار تاريخ 14 يوليو 2001 الطريق لكثير من الأسر التي أظلمت الدنيا في وجهها بعد وفاة رب الأسرة، فكان هذا التاريخ ضمن الإنجازات التي يفخر بها الوطن، وهو شعلة العمل الخيري ورمز العطاء في المملكة والمتمثل في “المؤسسة الخيرية الملكية”. ففي هذا التاريخ شقت المؤسسة الخيرية الملكية طريقها في عمل الخير بأمر من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حيث أمر جلالته بكفالة الأيتام البحرينيين من الأسر المستحقة. كما صدر أمر ثان من جلالته بتاريخ 4 نوفمبر 2001 بتكليف المؤسسة بكفالة الأرامل اللاتي لا عائل لهن، وفي 27 نوفمبر من العام 2007 صدر عن جلالته أمر ملكي بإعادة تنظيم المؤسسة الخيرية الملكية ليكون جلالته رئيساً فخرياً لها، ويتولى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة نجل جلالة الملك المفدى رئاسة مجلس الأمناء فيها.

وتنقضي السنوات لتحصد المؤسسة في نهاية كل العام كماً من الأرقام والإحصاءات المفرحة لهذا العمل الرائد، فبعد أن أكملت عقداً من الزمن؛ استطاعت المؤسسة أن تحرز مراكز متقدمة في ميدان العمل الخيرين، وأن تتنافس بل تسبق العديد من المؤسسات الخيرية الكبيرة، وأن يبرز اسمها على النطاق الدولي من خلال الحضور العملي اللافت في أكثر من مشروع. وقد عملت المؤسسة الخيرية الملكية على تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين من خدماتها حيث بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى 10454 يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين. ومنذ العام 2001 حتى يومنا هذا، ما زالت المؤسسة الخيرية الملكية تقدم كافة الرعاية الشاملة للمستفيدين من خدماتها.

رعاية طيبة

وبهذا الصدد أكدت عدد من الأسر المكفولة استفادتها من الخدمات المتنوعة المقدمة. فمن جانبها قالت نجاة السيد محمود: طلبت المساعدة من المؤسسة الخيرية الملكية لإصابتي بالسكر في الدم، فوفروا لي العلاج وحجزوا لي موعداً في مركز الخليج التخصصي للسكر. ذهبت إلى الموعد ووجدت الرعاية المناسبة، استشرت الطبيب بكل ما يتعلق في السكر وأنا حالياً مواصلة للعلاج لديه بالأدوية، قام بعمل التحاليل اللازمة لي وأعطاني برنامج أسير عليه، الحمد لله أنا مرتاحة الآن من المتابعة لدى العيادة، اتبع النصائح وأفحص نسبة السكر، حيث كنت في السابق أتابع علاج السكر في المركز الصحي، لكن نظراً لتغير الأطباء كانت العملية “ملخبطة” لدي لتغير العلاج عند كل طبيب. أما مركز الخليج للسكر فنظم لي نسبة السكر وزودني بالنصائح والإرشادات التي احتاج إليها ويطمئنني على نتيجتي باستمرار.

جلسات إرشادية

ومن جهتها، علّقت نعيمة القطان قائلة: للمؤسسة دور كبير وفعال ليس فقط من الناحية المادية؛ بل حتى من الناحية المعنوية، إذ رتبت لي ولأبنائي جلسات إرشاد، ساعدتني في الخروج من الحالة النفسية التي مررت بها، حيث كنت في حالة نفسية متعبة ومرهقة بعدما توفي زوجي، عدا عن ذلك وجدت صعوبات في كيفية تربية أبنائي بمفردي والتعامل معهم خصوصاً في مرحلة المراهقة. لكن المؤسسة ساعدتني على تخطي هذه المرحلة الصعبة وإخراجي منها، وما زلت أتواصل معهم حتى الآن لأي استشارة، وهناك تطور كبير وإيجابي على حياتي ولله الحمد، حتى أبنائي استفادوا من الجلسات السابقة وأصبحوا يتشجعون للذهاب إليها والحديث عن كل ما يضايقهم.

المشاركة في البرامج

فيما أشارت سميحة عبدالقادر إلى تقديم المؤسسة خدمات على مستوى كبير من الدورات والبرامج والأنشطة سواء لها أو لأبنائها مما طور من شخصياتهم، وزاد من مهاراتهم، مضيفة: أن فكرة المؤسسة فكرة طيبة حيث جمعتنا كأرامل في مكان واحد، مما يترك الأثر الطيب في نفوسنا بالالتقاء ببعضنا البعض وكل والتعرف على قصص الأخريات الأمر الذي له دور في التخفيف على النفس، ووجود المؤسسة مهم جداً من جوانب عدة لأنها لا تقتصر على المساعدة المالية فحسب، بل تقدم لنا الخدمات العلاجية والصحية والنفسية والتعليمية، أي برنامج متكامل يشمل جميع الجوانب.

الاهتمام بالأبناء

ومن ناحيتها، تؤكد حليمة سالمين المؤسسة لم تقصر معهم في أمر، تهتم بأبنائها، يخرجون للترفيه والاستفادة، أخذ دروس علاجية في المعاهد، تمكنوا من الدراسة في المدارس الخاصة وتكفلت المؤسسة بمصاريفهم الدراسية، كل هذه الأمور تترك صدى طيب وفرحة في قلوب الأطفال، فالأم لا تتمكن لوحدها من توفير كل هذه الأمور والمؤسسة عملت لهم ما لم يحصل بعضهم عليهم حتى في حياة والدهم، لدرجة أن البعض يحسد الأيتام والأرامل على هذه الرعاية، إلى جانب ذلك أن المؤسسة لا تنسى الأسر المكفولة في المناسبات والأعياد، ودائما ما تقدم لهم البرامج وتجهز للأطفال الملابس في القرقاعون وتشاركهم في هذه المناسبات، ولا توجد بلدة تقدم لشعبها ما تقدمه المؤسسة لأيتامها وأراملها.

معاملة الأب لأبنائه

وأكدت ابتسام مطر أن وجود المؤسسة الخيرية الملكية مهم جداً في حياتها وحياة أبنائي، مشيرة إلى أن اهتمام جلالة الملك المفدى ورعاية سمو الشيخ ناصر لهما أثر كبير، إذ حظي أبنائي بفرصة مشاهدة سمو الشيخ ناصر والحديث معه ، وهذا بحد ذاته له أثر في نفسيتهم وغمر قلوبهم بالفرحة، ما يشعرها بوجود من يهتم بهم ويعاملهم معاملة الأب والأخ والابن. وتضيف مطر: لقد شاركت مع المؤسسة في دورات تدريبية استفدت منها واستمعت إلى محاضرين مميزين، سافرت معهم إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة العمرة وكانت رحلة أصفها بالخيالية إذ لم أذهب لزيارة هذا المكان الطاهر منذ 14 عاماً، وأتمنى أن تتاح فرصة أخرى للأمهات للسفر إلى دول أخرى. إن أبنائي يحبون برامج وأنشطة المؤسسة، ونجد المعاملة الجيدة كأسرة واحدة من قبل موظفي المؤسسة، ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، بل إن ابنتي مكفولة دراسياً من الحضانة حتى المرحلة الجامعية مما خفف عليّ عبء ومصاريف الدراسة، وهذا دعم كبير لنا نحن الأمهات فمتطلبات الدراسة باهظة وكل أم تحلم بإكمال أبنائها دراستهم، ولحفل المتفوقين دور كبير في تشجيع الطلاب على التفوق والاجتهاد.