عواصم - وكالات: شهدت العديد من أحياء دمشق أمس أعنف اشتباكات تشهدها العاصمة السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية قبل 16 شهراً، ولم تتمكن قوات الأسد من فرض سيطرتها على تلك المناطق التي علتها سحب الدخان.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال مع فرانس برس إن “الجيش النظامي يقصف أحياء عدة من دمشق بقذائف الهاون” حيث يتمركز عناصر من الجيش السوري الحر، مضيفاً أن القصف “لم يكن يوماً بهذه الكثافة” في العاصمة السورية.

وأضاف عبدالرحمن “أن المعارك الأعنف وقعت في أحياء التضامن، وكفر سوسة، ونهر عايشة، وسيدي قداد، وقداد. وتحاول قوات الأمن السيطرة على هذه الأحياء إلا أنها لم تتمكن من ذلك”.

وأفاد مدير المرصد أن سيارات الإسعاف كانت تنقل مصابين في صفوف القوات النظامية. وقالت “رويترز” إن مسلحي المعارضة خاضوا قتالاً ضارياً مع القوات الحكومية في أعنف اشتباكات تحدق داخل حدود العاصمة حتى الآن.

كما نقلت لجان التنسيق المحلية أن سحباً من الدخان شوهدت فوق حي التضامن وأن انفجارات قوية تسمع في نهر عايشة، وأرفقت الخبر بفيديو تظهر فيه سحب الدخان فوق مبانٍ في العاصمة السورية.

وقال الناشط سمير الشامي إلى رويترز من دمشق عبر موقع سكايب إن القتال ما زال مستمراً في حي التضامن بعد معارك متواصلة طوال الليل قبل الفائت في حي الحجر الأسود القريب.

وأضاف أن دوي إطلاق النار يتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة، هناك بالفعل عدد من الجرحى وأن السكان يحاولون الفرار من المنطقة. وعرض الناشط لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي. وتابع أن عربات مدرعة تتوجه نحو جنوب الحي. ووصف القتال بأنه الأعنف في العاصمة. وقال ساكن آخر في دمشق طلب عدم نشر اسمه إن القتال هو الأسوأ حتى الآن. وأوضح “شهدت هذه المنطقة الكثير من أعمال القتال... إنها منطقة فقيرة نوعاً ما. سكانها فقراء. يعيش فيها الكثير من الناس وتوجد حولها الكثير من المناطق الزراعية وبالتالي من السهل على المعارضين المسلحين التسلل منها وإليها. وقال نشطاء إن انفجاراً استهدف حافلة لقوات الأمن في دمشق أمس فأصاب عدة اشخاص بجروح. وقال سكان إنهم سمعوا انفجاراً قوياً أعقبه دوي لأبواق سيارات الإسعاف التي هرعت باتجاه الطريق الدائري بجنوب دمشق قرب حي الميدان. وقال المرصد السوري إن إجمالي عدد القتلى أمس لا يقل عن 80. وأضاف أن الصواريخ استخدمت في القتال بدمشق.

وفي تطور متصل، أوضح المرصد في بيان أن محافظة حمص وسط البلاد شهدت مقتل 10 مدنيين، هم أربعة في مدينة حمص بينهم اثنان جراء القصف على حي الخالدية ومدني متأثراً بجراح أصيب بها في حي بابا عمرو، وآخر قتل برصاص قناص بحي باب هود، بالإضافة إلى مدني في مدينة القصير، وخمسة مدنيين في بلدة الرستن بريف حمص.

وفي محافظة دير الزور شرق البلاد، أفاد المرصد عن سقوط سبعة قتلى بينهم أربعة مدنيين في مدينة دير الزور إثر سقوط قذائف، ومقاتل معارض في مدينة البوكمال، ومقاتلان معارضان أحدهما قائد كتيبة سقطا خلال اشتباكات في محيط حقل العمر النفطي.

وفي محافظة حماة (وسط)، تتعرض بلدة قلعة المضيق للقصف من قبل قوات النظام ما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين واصابة آخرين بجراح، بحسب المرصد.

وشمالاً في ريف حلب، قتل ثلاثة اشخاص احدهما مقاتل معارض في اشتباكات على مداخل مدينة اعزاز، بالاضافة الى مدنيين اثنين احدهما طفل إثر إطلاق نار في مدينة الباب.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب) لفت المرصد إلى سقوط مقاتلين معارضين اثنين إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في بلدة سلقين التي تدور على مداخلها اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.

وفي مدينة درعا جنوباً، قتل خمسة أشخاص أحدهم متاثراً بجراح أصيب بها جراء القصف على مخيم النازحين ومدني ثانٍ بالإضافة إلى اثنين من المقاتلين المعارضين خلال اقتحام القوات النظامية أحياء الكرك ودرعا البلد، وفي الريف قتل مدني برصاص أحد الحواجز العسكرية في بلدة بصر الحرير، بحسب المرصد. وفي محافظة اللاذقية شمال غرب، تتعرض بلدة سلمى والقرى المجاورة لها في جبل الأكراد لقصف عنيف من القوات النظامية. ومن جهتها دعت بعثة المراقبين بعد زيارتها الثانية إلى التريمسة السلطات إلى التوقف عن أستخدام الأسلحة الثقيلة ضد التجمعات السكنية. وفي غضون ذلك، انتقد المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي الموفد الدولي كوفي أنان متهماً إياه بالقفز إلى النتائج من خلال قبوله تقارير المعارضة بشأن مجزرة التريمسة.

وزعم مقدسي إن ما جرى في التريمسة “ليس مجزرة...ما تم هي عملية عسكرية. اشتباك بين جيش نظامي وقوات حفظ أمن واجبها الدستوري الدفاع عن المدنيين وقوات مسلحة عالية التسليح لا تؤمن بالحل السياسي ضربت عرض الحائط كل المبادرات التي يرعاها السيد عنان لإحلال التهدئة لكي نتقدم بالحل السياسي في سوريا”. وأضاف “استمرت الاشتباكات بضع ساعات...ولم تستخدم خلالها قوات الحكومة لا الطائرات ولا الحوامات ولا الدبابات ولا المدفعية”.

ومن المقرر أن يتوجه أنان إلى موسكو اليوم الاثنين فى زيارة تستغرق يومين حيث سيلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما سيجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.