الكرم - (أ ف ب): تواصلت في تونس أمس أعمال مؤتمر حزب النهضة الإسلامي لليوم الخامس على التوالي، بعد أن فشلت المناقشات التي اتسمت أحياناً ببعض الحدة بالتوصل إلى توافق حول الدستور المقبل للبلاد. وكان المؤتمرون دخلوا طوال ليل الأحد والاثنين في مناقشات أفضت إلى لائحة سياسية التزم الحزب بموجبها النهج السياسي “الوسطي” و«المعتدل” ونبذ “التطرف”، كما تم الاتفاق أيضاً على البرنامج الاقتصادي. كما تم اتخاذ موقف من الدستور الذي لا يزال قيد الصياغة كرر فيه حزب النهضة التزامه بإقامة نظام برلماني في تونس. وبما أن حليفي حزب النهضة من يسار الوسط في المجلس التأسيسي يطالبان بالإبقاء على صلاحيات كبيرة لرئيس الدولة، قال مسؤول في النهضة إن تسوية حول هذه النقطة ممكنة. وأوضح رئيس المؤتمر وزير الصحة رفيق عبداللطيف مكي أن “المؤتمرين صوتوا بغالبية ساحقة من أجل نظام برلماني” محض. لكن بعد ذلك ذكر رفيق عبدالسلام وزير الخارجية وصهر الزعيم التاريخي للحركة راشد الغنوشي “نعتبر أن النظام البرلماني يضمن الديمقراطية بشكل أفضل ونحن منفتحون على تفاهم في المجلس التأسيسي”. وتحدث مندوبون في المؤتمر عن مناقشات حادة بين القدامى والجيل الجديد لكنهم رفضوا تحديد طبيعتها وحجم الخلافات. ويفترض أن ينتخب المندوبون البالغ عددهم حوالي ألف قيادتهم وخصوصاً رئيس الحزب، المنصب الذي يتوقع أن يحتفظ به الغنوشي الذي اضطر للإقامة في المنفى عشرين عاماً في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال مندوبون إن ثمانية مرشحين يتنافسون على المنصب هم شخصيات تاريخية في الحركة. وعلى صعيد متصل، أبدى الرئيس التونسي المخلوع أمس استعداده للتنازل عن “ممتلكاته المزعومة” في سويسرا لصالح الدولة التونسية، بحسب ما أفاد محاميه اللبناني أكرم عازوري في بيان. وأوضح عازوري أنه في طور إجراء مفاوضات مع الحكومة السويسرية عبر سفيرتها في لبنان أنه أطلعها على مشروع رسالة إلى وزارة الخارجية السويسرية فيها “أرجو أن تأخذوا علماً أن موكلي يتنازل لصالح الدولة التونسية عن كل الممتلكات والموارد المزعوم وجودها على الأراضي السويسرية والمزعوم أنها عائدة للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي”. ومن جهته، يتوجه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي اليوم إلى فرنسا في زيارة تستمر ثلاثة أيام وتهدف إلى طي صفحة التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين بسبب موقف فرنسا من الثورة في العام 2011. وسيلتقي المرزوقي في زيارته الرسمية الأولى إلى فرنسا نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند كما يفترض أن يجري محادثات مع رئيس الوزراء جان مارك ايرولت ورئيس بلدية باريس برتران ديلانوي الذي ولد في تونس خلال عهد الحماية الفرنسية. وسيزور المرزوقي مرسيليا في اليوم الأخير من زيارته.