كتب - حسن الستري:

أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، استمرار الحكومة في نهجها الدؤوب لتحقيق التنمية الشاملة الملبية لمتطلبات النهوض الاقتصادي والاجتماعي، وضمان أن تكون كل الخطط والاستراتيجيات محققة لعملية التطوير والتحديث بوتيرة سريعة وشاملة تغطي مناحي الحياة كافة.

وأضاف سموه لدى تفضله بافتتاح حديقة خليفة الكبرى بالرفاع أمس، أن أي مشروع يحقق فائدة مضافة على نوعية حياة المواطن ورفاهيته فإن الحكومة داعمة له لأنها تنظر بشمولية إلى كل ما يرتقي بالخدمات المقدمة للمواطنين، وجهودها منصبة نحو النماء والتنمية، مشيراً إلى أن اندفاع الحكومة نحو البناء والمشاريع الموجهة للمواطنين وتسخير الإمكانات لها مستمر ومتجدد، و«المنصف بحق نفسه وغيره لا بد أن يشهد بالتطور الملحوظ والمتسارع الذي تحققه البحرين في كل مجال”.

وقال سمو رئيس الوزراء إن مشاريع المجالس البلدية تمثل تطلعات الأهالي واحتياجاتهم الخدمية والبلدية، و«هي تجد دائماً التجاوب الإيجابي من الحكومة، ونحرص على توجيه الأجهزة الحكومية بالتعاون مع هذه المجالس لتنفيذ مشاريعها وفق الموارد المتاحة، لأن عمل المجالس البلدية مع الجهاز التنفيذي في الحكومة عمل تكاملي يسعى الجميع لإنجاحه” .

وأكد سموه ضرورة الحرص على ما يخدم مصلحة الوطن، والترفع عن أي أمر يؤثر على الخدمات المقدمة للمواطنين والابتعاد عن البيروقراطية المعطلة للمشروعات.

وأشار إلى مواصلة الحكومة مشروعاتها التطويرية من أجل تأمين راحة المواطن، وأن تكون عملية الارتقاء بالمستوى الخدمي في المملكة عملية مستمرة تسخر في سبيلها كافة الموارد والإمكانات.

وقال سموه إن تجربة العمل البلدي نجحت في إضفاء بصمتها المميزة على واقع التنمية الحضرية المستدامة في البحرين، من خلال الجهود النوعية لأعضاء المجالس البلدية في تلمس احتياجات المواطنين، واقتراح مشروعات تلبي طموحاتهم في بيئة معيشية أفضل.

وأضاف “إننا في الحكومة لدينا إصرار على الإنجاز رغم الظروف الاقتصادية السائدة التي يمر بها العالم، إلا أنها لم تؤثر على اندفاعنا بل زادت من وتيرته، لأن هدفنا في خدمة المواطن هو أقوى من أي تحدٍّ”.

وأردف سموه “الاهتمام بالمشروعات الترفيهية يأتي في إطار التزام الحكومة ببرنامج عملها، ويركز على توفير كافة مستلزمات البنية التحتية ودعم التوسع في تدشين المشروعات الحيوية الملبية لاحتياجات المواطنين”.

ولفت سموه إلى أن الاهتمام بالبيئة وحمايتها وإضفاء اللمسة الجمالية على كافة مناطق البحرين، يهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة تراعي المتطلبات البيئية وتعمل على زيادة الرقعة الخضراء، وتحافظ على الخصوصية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لكل منطقة.

وأشاد بجهود وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني ومجلس بلدي الوسطى في إنجاز المشروع، معرباً عن دعمه لأي مبادرة أو مشروع من شأنه تحقيق احتياجات المواطنين من الخدمات الأساسية والترفيهية.

مشروعات التنمية المستدامة

من جانبه قال وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني د.جمعة الكعبي، إن مساحة الحديقة 78 ألف م2 منها 26 ألف م2 للمساحات الخضراء و3 آلاف م2 لألعاب الأطفال، مشيراً إلى أن الحكومة برئاسة سمو رئيس الوزراء أسست صروحاً وحققت نهضة الوطن في مختلف مجالات التنمية. وأضاف أن البحرين أصبحت بجهود سموه مفخرة لكل بحريني ومقيم على هذه الأرض المعطاء، و«أضحت بلادنا أنموذجاً مميزاً في التنمية المستدامة الشاملة، تباهي دول العالم بريادتها الاقتصادية والتنموية والبشرية والمعيشية، ودولة يشهد لها العالم ومنظماته بأنها رائدة في صنع الحضارة وتحقيق رفاهية أجيالها الحالية والمستقبلية”.

وقال “حرصنا في وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني بناءً على توجيهات سموكم الكريمة، على العمل وفقاً لخطة استراتيجية ترتكز في معطياتها على برنامج عمل الحكومة، وتهدف إلى تعزيز مساهمة العمل البلدي والعمراني في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مقومات العيش للمواطنين وسبل الرفاهية والحياة الكريمة”.

وأردف “وضعنا ضمن برنامجنا مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المحققة لرؤيتنا الطموحة في عمل بلدي شامل قائم على أساس الاستدامة، وحرصنا على أن تكون مشاريعنا التنموية وفقاً لتوجيهاتكم الكريمة ملبية لاحتياجات المواطنين والمقيمين كتنمية مستدامة للمدن والقرى وإعداد المخططات التفصيلية، شاملاً المرافق العامة وتطوير الواجهات البحرية والمسطحات الخضراء والتشجير والتجميل وتطوير الأسواق وإحياء العيون التقليدية وتسهيل إجراءات الحصول على الخدمات البلدية المختلفة”.

وتابع “حرصنا بناءً على توجيهاتكم على أن يكون عملنا شمولياً مشتركاً بالتعاون والتنسيق مع المجالس البلدية كشريك أساس في صنع واتخاذ القرار في مجال العمل البلدي والخدمي، ومن هذا المنطلق نحتفل اليوم تحت رعايتكم الكريمة بافتتاح مشروع حديقة خليفة الكبرى في المحافظة الوسطى كثمرة تعاون مشترك مع المجلس البلدي لبلدية المنطقة الوسطى، مشروعاً تنموياً بلدياً رائداً، محققاً لاستراتيجيتنا “منتزه في كل محافظة”، ليكون معلماً ترفيهياً عائلياً لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة، معززاً للتوازن البيئي، وموفراً مساحات للعائلة والنشء وداعماً لجهود البحرين في تعزيز السياحة العائلية”.

وأضاف “حرصنا على أن يكون هذا المنتزه في المحافظة الوسطى بما يحويه من منشآت ومرافق على مساحة كبيرة تزيد على 78 ألف م2 مميزاً من نواحي الحداثة في التصميم والعصرية في التنفيذ، ومتنفساً أخضر في قلب المحافظة، ومرفقاً من المرافق المحققة للتنمية الحضرية الشاملة، وإضافة نوعية في صرح التنمية والإعمار في الوطن”.

وأردف “تشريفكم لنا يا صاحب السمو في حفل افتتاح المشروع الوطني التنموي دليل مساندة ودعم ومؤازرة معهودين من لدنكم لجهود الوزارة في تنفيذ المشاريع التنموية الهادفة لخدمة أبناء الوطن، وإننا في هذا اليوم المبارك الذي نحتفل فيه بافتتاح معلم جديد من معالمنا البلدية النوعية، نؤكد أننا وبناء على توجيهاتكم الكريمة ماضون في تنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج التنموية المختلفة في جميع محافظات المملكة، من خلال خطة عمل شمولية تم الاتفاق عليها مع المجالس البلدية، تحمل بين طياتها طموحات كبيرة، وتلبي تطلعات واعدة للمواطنين”.

وقال الكعبي “نعاهدكم على المضي قدماً في تحقيق هذه الخطة بما تضمنته من مشاريع التطوير العمراني وفقاً لمعطيات المخطط الهيكلي الاستراتيجي للبحرين، وتنمية الواجهات البحرية والتشجير والتجميل ومشروع التنمية الحضرية في مجموعة من المناطق المتوافق عليها مع المجالس البلدية وبناء القدرات وتعزيز موقع المملكة الريادي في مجال الحصول على التراخيص الاستثمارية، بما يدعم وضع المملكة التنافسي على الصعيد الاستثماري، وتوفير مرافق بلدية مميزة في جميع المناطق تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين”.

وتابع “تعجزالألسن عن الشكر والثناء، وتتواضع الكلمات في التعبير عن الإعراب لسموكم عن التقدير والاعتزاز لرعاية الحفل وتشريفكم لنا، فأنتم يا صاحب السمو ربان سفينة التنمية المباركة، وقائد النهضة الحديثة، بكم نهض الوطن ونما، وخلفكم سواعد رجالات عاهدت الله على العمل وفقاً لرؤيتكم الحكيمة في تحقيق رفاهية الوطن وإنمائه وإعلائه، لتظل مملكتنا في ظل قيادتها الرشيدة عالية شامخة ووطناً للمجد والعز، نبني معكم صروحاً للتنمية تعانق السماء وترفع شأن البحرين بين الأمم”.

مشروعات الحزام الأخضر

من جهته قال رئيس مجلس بلدي الوسطى عبدالرزاق حطاب “شرف لي أن أتقدم أفواج الأهالي ترحيباً بالمقدم الميمون لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ليفتتح هذا الصرح الكبير الذي سيكون علامة للتنمية ومحطة من المحطات المهمة في المشاريع المقدمة للمواطنين، إن قدومكم لهذا الموقع بعد أن حولته توجيهاتكم من أرض جدباء إلى أرض خضراء يانعة، ليوحي لكل المتابعين أن عهد النماء والإخضرار قد تجدد”.

وأضاف “توجيهاتكم تجدد النماء والتنمية في كل مناطق البحرين، فها هي المملكة تعيش أحلى أيام ازدهارها، ففي كل منطقة ينطلق مشروع ويفتتح آخر، تنطلق الأيادي في كل شبر لتزرع وتحصد، أخضرت الأرض وأينعت بفضل توجيهاتكم ودعمكم المستمر لرخاء وخير الوطن، وما هذا المشروع إلا واحد من هذه المشاريع”.

وتابع “منذ انطلاق مسيرة التنمية في البلاد برعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وبدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، والمملكة تعيش الخير والنماء والازدهار، وبفضل الانطلاقة الجديدة للمؤسسات الشعبية أصبح التآزر والتكامل هو شعار هذه المملكة، فصار المجلس البلدي بكل منطقة حاملاً لمتطلبات الناس وحلقة وصل مع الحكومة، وأنتج هذا التعاون الكثير من المشاريع التي عادت بالخير والنفع على المواطنين، فشكراً يا صاحب السمو على دعمكم المستمر للمجالس البلدية”.

وأضاف “ندرك أن المشروع وما نراه أمام أعيننا من ثمار مشروع يتصل بالمواطن بشكل مباشر، فهنا وفي هذه الحديقة يجلس الكبار والصغار النساء والرجال ويقولون إن حكومتنا كانت ولا تزال حريصة على استكمال المشاريع التي تقدم الخدمات لنا، وبعون الله وبفضل توجيهات راعي هذا الحفل سمو رئيس الوزراء نعود مجتمعين لنفتتح مشاريع أخرى في الرفاع وعالي ومدينة عيسى وسترة وغيرها من مناطق الوسطى، لنرسم الابتسامة على وجوه الأطفال والسعادة في قلوب جيل الشباب والراحة لبناة هذا الوطن من الرجال والنساء”.

وأردف “اسمح لي يا صاحب السمو أن أبلغكم برسالة حمّلني إياها أهالي المنطقة الوسطى، وردت إلي الكثير من الاتصالات بعد أن سمعوا بنبأ مقدمكم الميمون لافتتاح الحديقة، ومن خلال اللقاءات حمّلني أهالي المنطقة واجب السلام على سموكم وأكدوا لي أن أبلغكم الشكر الجزيل على هذا المشروع، وأكدوا لي أن أبلغكم أن الأهالي يقفون إلى جانبكم في هذه المسيرة الخيرة، إننا يا صاحب السمو كممثلين للأهالي نقول لكم إن المجلس البلدي واحد من جنودكم، وهوعلى استعداد كامل لتسخير كافة إمكاناته لتنفيذ توجيهاتكم لمؤسسات الدولة المختلفة لكل ما يحقق الرخاء للمواطن”.

مكونات الحديقة

وتتميز حديقة خليفة الكبرى في الرفاع الشرقي بموقعها الحيوي، وتتوضع على مساحة 78 ألف متر مربع، وتعتبر مشروعاً وطنياً ترفيهياً متكاملاً، صمم ليتناسب مع احتياجات كافة الفئات العمرية، وروعي في تصميمها تقسيمها لـ4 فئات تلبي اهتمامات الأطفال والشباب والعوائل وكبار السن.

ويحيط بالحديقة جنة خضراء من الشجيرات الصغيرة والمساحات العشبية والنخيل، مساحتها الإجمالية 26 ألف متر مربع، تتيح لكافة أفراد العائلة التمتع ببيئة خضراء.

وخُصص الأطفال والشباب بحصة وفيرة من المشروع الريادي، وتبلغ المساحة المخصصة للعب الأطفال واليافعين 3 آلاف متر مربع، انتشرت في 13 موقعاً جغرافياً بالحديقة، بحيث خصص القسم الشرقي للأطفال الصغار، فيما خُصص الركن الغربي للأطفال الأكبر سناً واليافعين، وروعي في تصميم هذه المساحات شروط عالية السلامة من خلال أرضية مطاطية تقي من مخاطر الإصابات.

وكانت حصة الرياضة غنية في تصميم حديقة خليفة الكبرى، وتوفر ملاعب لمختلف الرياضات وفقاً لأفضل المواصفات والمعايير، فيما يلف الحديقة ممشىً مميز يمتد على مسافة كيلومتر، في تموج فريد تختص به الطبيعة الجغرافية لمنطقة الرفاع.

وتضم الحديقة عدة مكونات لممارسة مختلف أنواع الأنشطة الترفيهية والرياضية وسواها، وتشمل مواقف للسيارات، مسطحات خضراء “نخيل، أشجار، حشائش”، ممشى لممارسة رياضة المشي والجري، ساحة وموقع للتزلج، مضمار للدراجات الهوائية، مناطق لألعاب الأطفال، منطقة للتمارين الرياضية، ملاعب لكرة الطائرة والتنس والقدم، مظلات للجلوس في أماكن مختلفة، الساحة العشبية الرئيسة وبها تلة مرتفعة مزروعة بالنجيل الطبيعي، نافورة وبعض المسطحات المائية، مطعماً للوجبات الخفيفة، مرافق صحية وغرفة إسعافات أولية، ساحة لتناول الطعام في الهواء الطلق مزودة بالطاولات والكراسي، ساحة للألعاب البهلوانية.

وتخلل حفل الافتتاح إلقاء قصيدتين شعريتين وأوبريت غنائي ابتهاجاً بقدوم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء.