دعا رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، إلى الاستفادة المتبادلة بين الشباب ووزارة الداخلية ومد جسور التعاون والتواصل بين رجل الأمن والشباب حماية للمجتمع، مضيفاً «واجبنا اليوم توفير بيئة آمنة لهم للتطوير والتقدم، وفقاً لتوجيهات وزير الداخلية الدائمة لبناء جسور التعاون والتنسيق مع المجتمع».

وقال لدى رعايته حفل تخريج المشاركين في المعسكر الصيفي للأكاديمية الملكية للشرطة 2012، إن المعسكر امتاز هذا العام بإدخال أنشطة وفعاليات تسهم في تأهيل جيل الشباب وفقاً لمعطيات عصرية حديثة وتسلحيهم بمهارات معرفية وأكاديمية، من أهمها برنامج الطيار الناشئ ومهندس الطيار المبتدئ بالتعاون مع أكاديمية الخليج للطيران، وبرنامج السباحة والإنقاذ.

ونبّه إلى أن برنامج المعسكر تضمن دورات تأهيلية شملت الإسعافات الأولية والقيادات المستقبلية الواعدة بالتعاون مع معهد البحرين للتدريب، ودورات احترام مبادئ الوطن والسلامة المنزلية وأساسيات الكمبيوتر والتصوير الفوتوغرافي وتقنيات الحفظ والذاكرة والجرافيك.

وأكد الحسن أن المعسكر الصيفي للشباب يأتي ثمرة من ثمار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، الذي جعل من التنمية البشرية محوراً رئيساً في تنمية شاملة تشهدها البحرين، وبناءً عليها انبثقت رؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد بأن جيل الشباب قاعدة أساسية للتطلعات الطموحة للمملكة، وكانت توجيهاته لإقامة برنامج يُعنى بإعداد الشباب جيل المستقبل وعماد نهضته.

وأوضح رئيس الأمن العام أن فكرة البرنامج تركز على تنمية روح التفاعل الإيجابي لدى الشباب، وتعزيز روح العمل الجماعي لديهم من خلال استثمار أوقات فراغهم وتوجيه مواهبهم وقدراتهم الوجهة الصحية، بما يسهم في صياغة تطلعاتهم وإعدادهم للمستقبل كأدوات فاعلة ومنتجة، لافتة إلى أن برامج المعسكر الشاملة استهدفت جميع أبناء الوطن دون استثناء ومن الفئة العمرية 12-17 سنة.

وبين أن النتائج المحققة بالمعسكر تدل على نجاح المشروع، وأن البرنامج كان متكاملاً لرعاية الشباب وتحصينهم من آفات المخاطر الاجتماعية مثل الجريمة والمخدرات والسلوك الخاطئ، والمساهمة في حماية المجتمع وصونه وزرع الرغبة لدى الشباب في خدمة المجتمع والحفاظ عليه.

وأشار الحسن إلى أن وزارة الداخلية تعتز بثقة سمو ولي العهد في اختيارها لتنفيذ أهداف نبيلة وسامية يتبناها المعسكر منذ انطلاقته عام 2009، لما تمتلكه الوزارة من بنية تحتية ومهارة وقدرة على التعامل مع الشباب، والاستفادة من تجربة الأكاديمية الملكية للشرطة في التدريب والإعداد والانضباط.

وأسند نجاح أنشطة المعسكر لتوجيهات وزير الداخلية، وإيلائه الأهمية والمتابعة الحثيثة وتوجيه مختلف قطاعات الوزارة إلى التفاني والعمل للمساهمة بتنفيذ الرؤية المستقبلية والأهداف المنشودة المتضمنة بفعاليات المعسكر، والسعي لتطوير التجربة والرقي بها لتكون ذات مواصفات ومعايير دولية تواكب المستجدات والتطورات التي تخدم تقدم البحرين، وتسهم في رفعتها وتزويدها بالطاقات من أبنائها المؤمنين بروح القيادة الجماعية والفكر الخلاق.

وثمن رئيس الأمن العام دور صندوق العمل «تمكين» كشريك مساهم وفاعل، ودور العديد من المؤسسات العامة والخاصة والعديد من الشخصيات المشاركة بخبراتها وجهودها، معرباً عن خالص شكره وتقديره لما بذلوه من جهود ساهمت بإنجاح المعسكر وتحقيق أهدافه المنشودة.

وأشاد الحسن بمساهمة وزيرة الدولة لشؤون الإعلام وتقديمها النصح للطلبة المشاركين من خلال محاضرتها القيمة حول قيم الانتماء للوطن، وما لها من صدى طيب لدى الشباب المشاركين، انعكس في تفاعلهم ومشاركتهم بالنقاش وطرح الأسئلة.

ووجه الشكر والتقدير للأكاديمية الملكية للشرطة على استضافة المعسكر للعام الرابع على التوالي، عبر تسخير خبرتها وبنيتها التحتية للعمل على إنجاحه.

شباب اليوم.. قادة المستقبل

من جانبه رفع قائد المعسكر المقدم خالد الخياط، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى سمو ولي العهد صاحب الفكر المستنير والمبادرة الكريمة لإطلاقه المشروع الهادف إلى رعاية الناشئة والشباب من أبناء الوطن، معرباً عن شكره وتقديره لوزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة لإيلائه جل الاهتمام لإنجاح المشروع.

وقال إن لتوجيهات وزير الداخلية الدور الأكبر في تحقيق أهداف البرامج في أعوامه الأربعة، وشكر رئيس الأمن العام لتسخيره كافة الجهود والطاقات في جميع الإدارات الأمنية بوزارة الداخلية لتحقيق أهداف المشروع.

وأضاف قائد المعسكر أن المشروع بُني على مبدأ الشراكة المجتمعية، لافتاً إلى أن المعسكر الصيفي خير تجسيد لهذا المبدأ، وأن أمن الوطن وسلامته يعتمد بالمقام الأول على أمن المجتمع وسلامة أفراده، وأن مستقبل البحرين يتطلب شباباً قادرين على تحمل المسؤولية وحمل الأمانة، مستعدين لتحدياتها وقادرين على أخذ زمام المبادرة وصناعة الفرص وفاءً لمسؤولياتهم تجاه دينهم وقيادتهم ووطنهم وأهليهم.

وأعرب عن ثقته أن «أبناءنا اليوم قادرون على تحقيق الهدف، ومن خلال ما لمسناه فيهم من اندفاع وحماس ووطنية عالية وتطلع للمستقبل وحب المنافسة والتحدي، يجعلنا مطمئنين على مستقبل الوطن وأمنه».

وتقدم قائد المعسكر بجزيل الشكر والامتنان لهيئة صندوق العمل «تمكين» على تفاعله مع البرنامج ودعمه المتواصل بما يحقق الأهداف الاستراتيجية لتهيئة الشباب لمتطلبات سوق العمل، من خلال تدريبهم وإعدادهم ذهنياً ونفسياً وبدنياً، للتفوق واغتنام الفرص ومواجهة التحديات، موجهاً الشكر للجهات المتعاونة من أفراد ومؤسسات القطاعين الخاص والعام على تعاونهم ومبادرتهم واهتمامهم.

وخص الخياط بالشكر معهد البحرين للتدريب وأكاديمية الخليج للطيران والإدارات الأمنية في وزارة الداخلية، بعد تسخيرها كل إمكاناتها المادية والبشرية لدعم المشروع وخدمته منذ انطلاقته الأولى عام 2009.

وتخلل الحفل عرض فيلم تضمن إيجازاً عن برامج المعسكر وأنشطته وفعالياته، وما حققه للمشاركين من فائدة ونفع، فيما قدم الطلبة عرضاً مسرحياً من وحي المناسبة، وأدوا حركات واستعراضات التايكواندو عكست ما اكتسبوه من مهارات خلال برنامج المعسكر التدريبي.

وكرّم رئيس الأمن العام في ختام الحفل الطلبة المشاركين في المعسكر ومنهم من أتم حفظ القرآن الكريم.

نظّم المعسكر وزارة الداخلية بالتعاون مع صندوق العمل «تمكين»، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى.