عواصم - وكالات: بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في بناء محطة رادار في موقع سري في قطر ليشكل نقطة إنذار مبكر في حال إطلاق صواريخ إيرانية، على ما أكدت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أمس، كما قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن واشنطن ستستخدم “كل عناصر القوة” لمنع طهران من الحصول على السلاح النووي.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الإجراء يرمي بشكل خاص إلى “طمأنة إسرائيل وغيرها من الحلفاء القلقين عبر إثبات أن البنتاغون يتخذ إجراءات بوجه إيران بعد أشهر من المفاوضات العقيمة على ما يبدو مع طهران حول برنامجها النووي”.
ويفترض برادار الإنذار المبكر في قطر أن يرصد ويتابع مسار صواريخ باليستية محتملة تنطلق من الأراضي الإيرانية.
وهناك رادار مماثل منصوب على جبل كيرين في صحراء النقب (إسرائيل) منذ عام 2008 وآخر في تركيا في إطار الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الأطلسي.
وهذه الرادارات مرتبطة بآلات مركبة على متن زوارق أمريكية متواجدة في شرق المتوسط. كما يتوقع أن ينشر الحلف الأطلسي صواريخ أخرى مضادة للصواريخ في بولندا ورومانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن البنتاغون قد ينشر نظاماً لاعتراض الصواريخ على علو مرتفع في الأشهر المقبلة وعلى الأرجح في الإمارات.
وما زال التوتر حاداً في الخليج العربي مع إيران. فالولايات المتحدة الأمريكية عززت وجودها العسكري إلى حد كبير في المنطقة وحذرت طهرات من أن أي محاولة لإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي تشكّل “خطاً أحمر”.
كما تسعى الولايات المتحدة إلى تجنب أي عمل عسكري إسرائيلي يستهدف البرنامج النووي الإيراني. فوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اختتمت أمس الأول زيارة إلى إسرائيل بتعهد بلادها باستخدام جميع الوسائل لمنع طهران من الحصول على السلاح النووي العسكري.
وقالت كلينتون بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “سنستخدم كل مكونات القوة الأمريكية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي”.
كما يزور وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إسرائيل في الأسابيع المقبلة بحسب “البنتاغون”.
وقالت الوزيرة الأمريكية “سوف نستخدم كل عناصر القوة الأمريكية لمنع إيران من حيازة السلاح النووي”، في إشارة إلى برنامج إيران النووي الذي تشتبه واشنطن ودول غربية كثيرة في أنه يخفي خلف ستاره المدني شقاً عسكرياً سرياً.
وأضافت “كما قال الرئيس (باراك) أوباما، فإن العالم أجمع حريص على منع إيران من حيازة السلاح النووي. بفضل جهودنا لتوحيد صفوف المجتمع الدولي فإن طهران تخضع لضغوط أقوى من أي وقت مضى. وهذا الضغط سيتواصل وسيتزايد ما دامت إيران لم تف بتعهداتها الدولية”.
وتابعت كلينتون “نفضل حلاً دبلوماسياً والقادة الإيرانيون ما زالت لديهم إمكانية القيام بالخيار الصائب. في النهاية الخيار يعود إليهم”.
كما صرحت الوزيرة “قلت بوضوح إن الاقتراحات المقدمة حتى الآن من إيران في إطار مفاوضات مجموعة 5+1 لم تكن مقبولة. رغم ثلاث جولات من المحادثات، يبدو أن إيران لم تتخذ بعد القرار الاستراتيجي بالرد على مخاوف المجتمع الدولي والوفاء بتعهداتها”.
وكانت إيران انتقدت أمس ما أقدمت عليه سفينة تابعة للأسطول الأمريكي حين أطلقت النار على زورق صيد قبالة سواحل الإمارات وقالت: إن الحادث يكشف التهديد الذي تشكله القوات الأجنبية على الأمن الإقليمي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية خلال مؤتمر صحافي رامين مهمان باراست “أعلنا مراراً وتكراراً أن وجود القوات الأجنبية يمكن أن يشكل تهديدا للأمن الإقليمي”.
واستطرد “بالقطع الدول الإقليمية بمساعدة بعضها البعض يمكنها أن توفر الأمن بأفضل طريقة ممكنة. إذا تعاونوا لن يحتاجوا بقدراتهم الدفاعية إلى وجود قوات أجنبية. في أي مكان نشهد فيه انعدام أمن نشهد دوماً أيدي القوات الأجنبية هناك”.