عواصم - وكالات: أعلن الجيش السوري الحر أمس أنه بدأ “معركة تحرير دمشق”، في وقت استمرت الاشتباكات العنيفة في أحياء من العاصمة وتستخدم فيها المروحيات التابعة لجيش النظام.

وفي المقابل، ذكر مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس أن قوات النظام دخلت حيي التضامن والميدان اللذين شهدا اشتباكات وعمليات عسكرية خلال اليومين الماضيين، وإنها تلاحق ما أسماه “الإرهابيين”.

وفي موسكو، أعلن الموفد الدولي كوفي أنان أن الوضع في سوريا “غير مقبول”، داعياً مجلس الأمن إلى توجيه رسالة واضحة بوجوب توقف جرائم القتل، في وقت وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “المجازر” اليومية في بأنها “غير محتملة ولا يمكن السكوت عنها”.

وأضاف الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده في باريس مع نظيره التونسي المنصف المرزوقي أن ما يحدث في سوريا يخلق “نوعاً من عدم الاستقرار في المنطقة مؤذياً للجميع”، وقال إن على “الروس أن يفهموا أنهم لا يمكن أن يبقوا الوحيدين أو شبه الوحيدين في منع البحث عن حل” لهذا البلد.

وأعلنت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل أمس أن “معركة تحرير دمشق” بدأت، مؤكداً أن هناك خطة للسيطرة على العاصمة وأن “النصر آت”.

وقال المتحدث باسم القيادة العقيد قاسم سعد الدين في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب “المعارك لن تتوقف”، مشيراً إلى أن “الجيش الحر يقاتل بالسلاح الخفيف لكنه كاف”. وكان الجيش الحر في الداخل أعلن بدء عملية “بركان دمشق ـ زلزال سورية نصرة لحمص والميدان” في كل المدن والمحافظات اعتباراً من مساء الاثنين الماضي. وفي غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر متنقلة بين أحياء العاصمة، وتترافق مع عمليات قصف تستخدم فيها المروحيات، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وشملت الاشتباكات أمس أحياء كفرسوسة، وجوبر، والميدان، والتضامن، والقدم، والحجر الأسود، ونهر عيشة، والعسالي، والقابون. وتشكل هذه الأحياء ما يشبه نصف الدائرة في جنوب وشرق وغرب دمشق، فيما حي الميدان هو الأقرب إلى الوسط. وأكد المرصد السوري “دخول تعزيزات من القوات النظامية إلى حي الميدان”، واستخدام النظام للمروحيات في عمليات القصف التي تطال الأحياء المنتفضة، مشيراً إلى مقتل سبعة أشخاص في القصف والاشتباكات هم سبعة مدنيين ومقاتل معارض.

وأعلن الجيش السوري الحر أنه أسقط مروحية تابعة لجيش النظام في دمشق، ونقل عن شهود أنهم شاهدوا المروحية تسقط فوق حي القابون “بعد إصابتها بنيران الثوار”. إلا أن ناشطين آخرين على الأرض نفوا سقوط المروحية.

وذكر الناشط عمر القابوني مساء أمس في اتصال مع وكالة فرانس برس عبر سكايب أن “دبابات سورية انتشرت في محيط حي القابون، وأن القصف العشوائي مستمر على الحي”.

وذكر مصدر أمني سوري أن “المعارك محتدمة في حي القابون حيث يوجد عدد كبير من الإرهابيين”. وقال في اتصال هاتفي إن “الجيش النظامي دخل حي الميدان وطوق مسجد زين العابدين حيث تجمع عدد من الإرهابيين”. وطلب الجيش من الأهالي المقيمين في محيط المسجد مغادرة المكان قبل تنفيذ هجوم عليه.

كما أكد المصدر أن القوات النظامية دخلت حي التضامن قرابة الرابعة فجراً، و«لا تزال هناك بعض الجيوب” التي يتم تنظيفها. وأشار إلى مقتل “33 إرهابياً وإصابة 15 آخرين بجروح وتوقيف 145 منهم”. وسمعت قرابة الظهر أصوات رشقات رشاشة في ساحة السبع بحرات وشارع بغداد في وسط دمشق، بحسب ما أفاد شهود. وتم إقفال طريقين يؤديان إلى الساحة لوقت قصير قبل فتحهما من جديد أمام حركة السير. ومن جهتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين السوريين إلى مساندة معركة دمشق التي وصفتها ب«اللحظة التاريخية” و«المعركة الفاصلة”. ودعت الجماعة المواطنين إلى “الخروج جميعاً للتظاهر السلمي في كل وقت من الليل والنهار” و«في المدن والبلدات والقرى والأحياء” وإعلان العصيان المدني والإضراب العام”. وقتل 35 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة أمس، معظمهم في دمشق. وهم 16 مدنياً و14 عنصراً من قوات النظام وخمسة مقاتلين معارضين. في موسكو، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم بلاده لجهود أنان “الرامية إلى إعادة السلم الأهلي” إلى الأراضي السورية. وقال وزير خارجيته سيرغي لافروف إن “لا سبب” يحول دون التوصل إلى توافق حول مشروع قرار بخصوص سوريا في مجلس الأمن، في وقت تراوح المشاورات في مجلس الأمن حول إصدار قرار جديد في شأن التمديد لبعثة المراقبين الدوليين مكانها.

وبدوره اعتبر أنان أن الوضع على الأرض “غير مقبول”، وأن “الأزمة بلغت مرحلة حرجة”، ودعا في اتصال هاتفي مع لافروف، موسكو إلى زيادة الضغط على سوريا من أجل حملها على وقف العنف فوراً.

كما أكد وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ الذي يزور عمان، وجوب عدم استبعاد أي خيار في سوريا. وقال إن “الوضع خطير جداً ولا يمكن التنبؤ به لدرجة أنني أعتقد أنه لا ينبغي استبعاد أي خيار في المستقبل”.

وفي باريس، أعلن العميد المنشق مناف طلاس أنه يأمل بقيام “مرحلة انتقالية بناءة” في سوريا.وفي تطور متصل، أعلن مصدر تركي أن ضابطاً سورياً كبيراًً والعديد من الضباط الآخرين والجنود انشقوا الاثنين.

وعبرت واشنطن وفرنسا عن القلق من أنباء تشير إلى تحرك لأسلحة كيميائية في من قبل نظام دمشق.