بقلم / محمد البياتي:
ندرك جميعاً بأن رجل الأعمال يبقى رجل أعمال مهما حصل له حتى لو أفلس. يبقى أسلوبه في الحياة كما هو لا يتغير، وهذا ما شاهدناه خلال الأيام الماضية عندما أعلن سيلفيو بيرليسكوني رئيس نادي ميلان هو شخصياً بيع النجمين زلاتان إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا.
ما يزيد عن 150 مليون يورو سيوفرها النادي اللومباردي في السنوات القادمة، وكسب حالياً 62 مليون يورو من بيع النجمين، لكن كل ما ذكر مجرد أرقام وحسابات يستفيد منها سيلفيو وحده، فهي أموال تدخل في حسابه الشخصي وليس في حسابات مشجعي الفريق العريق، على أمل أن يدخل إلى غالياني – نائبه – سوق الانتقالات ليبحث عن نجم ضال لم يجد فريقاً يضمه، أو موهبة «قد» تنجح يوماً ما لتدعيم ما تبقى من الفريق.
إذا أحصينا عدد اللاعبين الذين غادورا الفريق في هذا الصيف فإننا نستطيع أن نشكل فريقاً كاملاً ونشارك فيه بأي بطولة. روما، نيستا، سيدورف، غاتوزو، زامبورتا، فان بوميل، إنزاغي وأخيراً زلاتان وسيلفا. هذا عدا الذين انتهت مدة إعارتهم ولم يبقهم مثل أكويلاني وماكسي لوبيز.
قد يقول البعض بأنهم كبار في السن وأن البعض منهم لم يعد يملك اللياقة البدنية لتحمل بطولة مثل الدوري الإيطالي، وأنا أتفق معه، ولكن أيعقل أن تغير فريقاً كاملاً خلال أشهر الصيف؟ أيعقل أن تدخل البطولة بأسماء جديدة كلياً وأمام فرق كبيرة لا ترحم؟ كيف ستواجه فرق الدوري مثل يوفنتوس وإنتر وروما ولاتسيو ونابولي بتلك الأسماء؟ كيف تواجه فرق دوري الأبطال الأوروبي؟
هل سيلعب بيرليسكوني في قلب الدفاع ويكون غالياني صانع ألعاب مثلاً؟ لست هنا لأهزأ بميلان لكن السؤال الأخير سمعته من أحد عشاق الروسينيري والذي تساءل عن التشكيلة الأساسية للفريق في الموسم القادم.
الجواب عند رجل الأعمال الكبير.. فأنا لست بعقليته الفذة، لكني لا أرغب أن أشاهد ميلان في وسط جدول الترتيب، فهذه ليست مكانته.
يمكن أن نقرأ خلال الأيام القادمة أن ميلان تعاقد مع نجم كبير مثل فان بيرسي أو كارلوس تيفيز أو حتى دجيكو، لكن كل من ذكر أو لم يذكر لن يعوّض رحيل نجومه.
أندريا أنييلي – رئيس يوفنتوس – وجه انتقاداً لأليغري مدرب الفريق أمس الأول حول ألقاب يوفنتوس وقصة الثلاثين لقباً، وقال له بأن ميلان يستطيع أن يضع نجمتين على قميصه، في إشارة لعدد ألقاب ميلان. ونحن نقول أن حتى تلك النجمة لن نراها بعد اليوم، ولن يبقى سوى صحراء قاحلة وملعب مهجور كتب عليه «هنا كان ملعب سان سيرو».