كتب - عبدالله إلهامي:
أكد رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني أن قلة ممن يعتلون المنابر يتأثرون ببعض الأفكار السلبية ويحركون المجتمع نحو اتجاه خاطئ، لذلك فإن تدشين وثيقة الشرف لخطباء البحرين ووعاظها، اليوم، تهدف إلى التقاء أطراف المجتمع ونبذ الفرقة وما حصل خلال الأحداث المؤسفة الماضية.
وأضاف، في حفل تدشين كتلة البحرين النيابية مساء أمس الأول ميثاق شرف الوعاظ والخطباء في بيت القرآن بحضور عدد من الوعاظ والعلماء والدعاة من الطائفتين الكريمتين أن الوثيقة تهدف إلى التقاء أطراف المجتمع ونبذ ما لحق بالمجتمع الفترة الماضية من مشاحنات لم يعتدها أبناء الوطن سُنة وشيعة من قبل.
وأوضح الظهراني أن طرح كتلة البحرين النيابية تلك المبادرة خطوة إيجابية لما فيها من خير للمواطنين، مضيفاً أنها، وإن لم يحالفها الحظ، فذلك لا يمنع من تكرارها لإعادة النظر في مستقبل الوطن وأبنائه، مشيراً إلى أن المملكة تتميز بوجود مجالس تشريعية يجب أن تطرح فيها المشكلات والمعوقات وتعالج من خلالها.
وقال إن هناك قلة ممن يعتلون المنابر يتأثرون ببعض الأفكار السلبية ويحركون المجتمع نحو اتجاه خاطئ، مشدداً على أن الدعاة والمشايخ يجب أن يكمن دورهم في الحث على الوحدة المجتمعية ونبذ الخلافات.
من جانبه، قال النائب أحمد الساعاتي إن فكرة تدشين هذا الميثاق جاءت استجابة للتوجيه السامي لجلالة الملك بتنزيه الخطاب الديني عن الأهداف الحزبية والفئوية الضيقة، وجعل المنابر الدينية منارات تشع بالإيمان والتقوى وتقود الإصلاح وتدفع عجلة التنمية وتنشر المحبة والمودة بين الناس.
وأشار إلى أن بعض المنابر الدينية أسهمت للأسف خلال الأزمة السياسية التي مرت بها المملكة بإذكاء روح الطائفية البغيضة والشحن النفسي لدى المواطنين بسبب خطاباتها المنافية لمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه، وعدم مراعاتها لقدسية منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشدد الساعاتي على أن الوثيقة تؤكد التزام الخطباء بأن يكونوا قادة خير ودعاة إصلاح ورسل سلام وأن يكونوا رسلاً لدعوة الخير والتسامح وجمع الكلمة ونبذ الفرقة بين الإخوة المواطنين، مشيراً إلى أن الوثيقة نصت على التزام الخطباء والوعاظ بتحمل المسؤولية الشرعية والوطنية تجاه الوطن والمجتمع والأمة، وأن يكونوا كما أراد الله تعالى مفاتيح للخير مغاليق للشر، جامعين للكلمة نابذين للخلاف.
وقال إن الموقعين على الوثيقة أكدوا أنهم سيعملون جاهدين على تنقية الأجواء وتصفية النفوس وتهدئة الأوضاع بالحكمة والموعظة الحسنة، وصولاً إلى لمّ الشمل وإعادة نسيج الوحدة الوطنية التي تحمي الوطن وتحافظ على مكتسبات أبنائه وترسيخ قيم المحبة والصفاء والتسامح بين أفراده.
وأضاف الساعاتي: إن الوثيقة تدعو إلى أن يلتزم الدعاة بالخطاب الديني الذي يعبر عن سماحة الإسلام واعتداله وشموليته للجميع على اختلاف مذاهبهم، إضافة إلى عدم تسييس المنبر الديني لأغراض سياسية حسب المصالح الفئوية أو الحزبية الضيقة.
وأكد أن ميثاق شرف الوعاظ والخطباء جهد شعبي ووطني خالص، مستوحى من مبادئ القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة وعاداتنا العربية الأصيلة، وليس من ورائها أي هدف أو جهة سياسية أو حكومية، مضيفاً أن تدشينها يأتي ضمن جهود كتلة البحرين النيابية للمّ الشمل ورأب الصدع وإيقاف التدهور الاجتماعي بين علاقات أبناء الطائفتين الذين عاش آباؤهم وأجدادهم متحابين متآخين لقرون طويلة .
وناشد الساعاتي الوعاظ والخطباء تفعيل هذا الميثاق لإظهار وحدة شعب البحرين وحكمة القائمين على ديننا الحنيف ووعيهم، وأن يكونوا نموذجاً ودافعاً للمواطنين على التقارب والتسامح والتآخي والوحدة وتجاوز الخلافات، ولاسيما على مشارف شهر الخير والبركات شهر رمضان الكريم.
وقال النائب جواد بوحسيّن إن أساسيات ومبادئ المنبر الشرعية سواء كان حسينياً أم وعظياً تكمن في ميثاق شرف يجمع ما بين الدعاة والخطباء، لتجسيد رسالته التي حث عليها الإسلام بأن تكون دعوة خير وانطلاقة موضوعية للتطور والبناء في إطار النفع العام للأمة الإسلامية والعربية، والنأي به عما يثير الفرقة والطائفية.
وأضاف أن الوصاية بالحق والصبر تأتي عن طريق التباحث في ما بين الخطباء وطرح النقاط المتداولة في المجالس الخطابية، لتلاقي الرؤى والأفكار والثقافات المتنوعة المبنية على أساس من الاعتدال والتسامح وتجنب ما يدعو إلى الفرقة والفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وأوضح بوحسين أن تلك المنابر وضعت للاستفادة والوعظ والإرشاد في إطار القانون والمسؤولية الشرعية، ويجب على الخطيب مراعاة موقع خطابه وتحسس ألفاظه، إضافة إلى عدم التدخل في ما ليس من شأنه وتنزيه المنبر عن كل ما ليس له علاقة بمكانته الشريفة، مؤكداً أن الناس تحتاج إلى ما يجمع قلوبهم ويؤلفها بفكر معتدل، مشيراً إلى أن المملكة فيها الكثير من الخطباء على درجة من الفهم والوعي والعلم.
ولفت إلى أن المنبر له تأثير كبير لطرح مفاهيم إسلامية صحيحة وأدلة شرعية من خلال سير الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم جميعاً، مما يولد الإيجابية في نفوس المواطنين، موجهاً شكره إلى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لقيامه بأنشطة متعددة من مؤتمرات ولقاءات برعاية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، كمؤتمر «الخطاب الإسلامي تجديد ووسطية» الذي كان له تأثير كبير على المجتمع.
من جانبه، قال الشيخ صلاح الجودر إن تدشين المبادرة قبل شهر رمضان دليل واضح على تمسك شعب البحرين بمختلف طوائفه بتلك الصورة التسامحية، مما سيجعل لها تأثيراً كبيراً على الفئة الكبيرة المنادية بإبعاد المنبر الديني عن التشنج والعنف ودعوات التأجيج.
ودعا الجميع إلى بذل جهودهم لإعادة اللحمة والعمل المشترك والتسامح في ما بين أبناء الوطن الواحد، وقال: إن كل مبادرة تطرح لابد أن تكون لها ردة فعل ولكن المكسب الكبير فيها هو لقاء أصحاب المنابر في الطائفتين في وثيقة واحدة لمصلحة للبحرين، مشيراً إلى أن المنطقة تتعرض لسموم كثيرة وليس الهدف من تلك الوثيقة توجيه الاتهام إلى منبر معين، وإنما تصحيح بعض الأخطاء التي تقع ويجب أن يكون المنبر أبعد ما يكون عن التأجيج والتحريض فهو رسالة سلام.
ولفت الشيخ عبدالحسين العصفور إلى أن القصد من المبادرة توحيد الكلمة والالتزام بما فيه صلاح الجميع، لذلك فإن على الجميع الالتزام قبل التوقيع وبعده، وإثبات ذلك قولاً وفعلاً بالسعي لنفع المجتمع، موضحاً أن التصديق على تلك الوثيقة يعود إلى قناعة الإنسان نفسه.
وأوضح د.عبدالله المقابي أن هذه الوثيقة تعد بوابة للمصالحة الوطنية ولم الشمل ورأب الصدع والتوافق الوطني على محبة الوطن والعزم في المضي ناشدين الاستقرار والأمن وضمانه، وقال: إن تدخلنا في الشأن العام واجب علينا لكوننا واجهة المجتمع والآخذين بيده، ومن منطلق حرصنا على أن نكون قادة إصلاح وفلاح نعمد من الآن على رسم وشائج القربى ومد جسور التعاضد وتوطيد العلاقة عملياً بخطوة تاريخية سيحفظها وطننا البحرين».
وأضاف: «سنلتزم بأن نكون دعاة خير، ورسل دعوة للإخاء والمحبة، بين أبناء الشعب الواحد، والأُسرة الواحدة، ونلتزم بصيانة المنبر والخطاب ترشيداً وتعزيزاً بقول القرآن الكريم «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب»، ونلتزم بالدعوة السمحاء للدين وسماحته ونشر وسطيته واعتداله لنكون قدوة حسنة لمن قبلنا ولمن بعدنا وفي ما بيننا».