أكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة إبراهيم بن رجب إن مملكة البحرين ماضية قدماً في إصلاحاتها على المستويات كافة، ولن تتراجع خطوة واحدة عن مواصلة دعم حرية الرأي والتعبير وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق المواطنين بما فيها حقوق الطفل ودعم مكاسب المرأة، مشيرة أن الأزمة الأخيرة التي عاشتها المملكة، لم تكن سوى سحابة عابرة.
وقالت الوزيرة لدى رعايتها لفعالية “اليوم العالمي لنيلسون مانديلا” التي نظمها مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي ونوادي روتاري البحرين، إن:« مملكة البحرين كانت مُنذ القدم ولا تزال أرض التسامح الديني والفكري، تتعايش فيها أديان مختلفة وتنصهر في رحمها ثقافات متعدّدة”.
وأضافت “عندما تمر بإحدى محافظات البحرين أو قراها، تجد المساجد والكنائس ودور العبادة الأخرى تتعايش جنباً إلى جنب، ويمارس المسلمون والمسيحيون واليهود والهندوس وغيرهم من الأقليات الإثنية طقوسهم ومعتقداتهم في كنف الاحترام والحرية التي ضمنها دستور مملكة البحرين، كتعبير لا رجعة فيه عن التسامح والتعددية”.
وتابعت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، أن” مملكة البحرين صغيرة في حجمها، ولكنها رحبة في قبولها واحترامها للآخرين مهما اختلفت آراؤهم وتعدّدت ثقافاتهم ومعتقداتهم، مشيرة إلى أنه على سبيل المثال لا الحصر يوجد في البحرين أكثر من 20 كنيسة بمختلف تفرعاتها”.
وثمّنت الوزيرة الخطوات الإصلاحية المهمة التي شهدتها البحرين في مجال ضمان ودعم حرية الرأي والتعبير، إذ ضُمن الدستور بنص المادة “23” منه حرية التعبير عن الآراء والتمكن من عرضها ونشرها سواءً بالقول أوالكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير، وقد تقرّر بوصفها الحرية الأصل التي لا يتم الحوار المفتوح إلا في نطاقها، وبدونها تفقد حرية الاجتماع المدني مغزاها، وبها يكون الأفراد أحراراً لا يتهيّبون- في حدود القانون- موقفاً ولا يتردّدون - ضمن قواعده- وجلاً.
وقالت رجب، إن” ما توخاه الدستور من خلال ضمان حرية التعبير هو أن يكون التماس الآراء و الأفكار وتلقّيها عن الغير غير منحصر في مصادر بذواتها تعد من قنواته، بل قصد أن تترامى آفاقها وأن تتعدّد مواردها وأدواتها وأن تنفتح مسالكها وتفيض منابعها، لا يحول دون ذلك قيد يكون عاصفاً بها”.
وأكدت الوزيرة، أن” دعم التسامح الفكري والديني واحترام حرية الرأي والتعبير والقوانين المنظّمة لها، وقبول الآخر وضمان حرية المعتقد والعبادة وممارسة الطقوس وغيرها من المبادئ العالمية، ليست سوى المبادئ الإنسانية التي لا غنى عنها في سبيل تحقيق السلم والأمان المجتمعي”.
وأعربت عن أملها أن تكون هذه الفعالية من شأنها أن تعزز روح التسامح والمصالحة وبناء السلام على نهج نيلسون مانديلا الذي بفضل تضحياته وفلسفته في الكفاح والإصلاح، أضحى مثالاً يحتذى به على الصعيد العالمي.
وأضافت” أن الكلمات لا تعبّر حقيقة عن حجم الجهد والتضحيات الجسام التي قام بها نيلسون مانديلا طوال حياته من أجل البحث عن المساواة ومكافحة الفقر والتمييز العنصري. والأجمل من ذلك كله، أن الرجل كان مسالماً، متسلحّاً بفكره النيّر وبدعوته المستمرة إلى المصالحة وبناء السلام”.
من جانبه أكد مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي نجيب فريجي ثقته في أن المجتمع البحريني قادر على العطاء وترسيخ روح التضامن والتعاضد والمساندة والتكاتف المجتمعي، مبدياً تفاؤله من حجم المبادرات الوطنية الخيرية والإنسانية على مستوى المملكة.
وأوضح فريجي لوكالة أنباء البحرين “بنا” أن احتفال البحرين باليوم العالمي لنيلسون مانديلا، ما هو إلا إحياء جديد لمفاهيم المساواة والتسامح والعدالة الاجتماعية، ونبذ الكراهية والتفرقة والصفح عن الماضي.
وأوضح أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبرت 18 يوليو الحالي من كل عام يوما عالميا تكريما لأهم زعماء العالم فكراً وروحاً ومكاسب إنسانية ولما يملكه من تاريخ خيري وإنساني، مشيراً إلى أن الجمعية العامة تسعى من خلال هذا اليوم إلى تشجيع الأفراد والمؤسسات بتخصيص 67 دقيقة من يومهم لعمل الخير والنشاط الاجتماعي بمقياس السنوات التي أمضاها مانديلا في خدمة مجتمعه حتى وهو في السجن”.
وأشار فريجي ، إلى أنه من المتوقع أن يستفيد من مبادرة نوادي “روتاري – البحرين” 650 عائلة بحرينية بالتزامن مع حلول بركات شهر رمضان المبارك، إلى جانب مساهمة منظمة أجيال لدعم عدد أكبر من المحتاجين.
وأضاف” نصبو أن يعم الخير على كل من يحتاجه بالمملكة، وما مبادرة نوادي الروتاري سوى نقطة انطلاق لمبادرات شعبية ورسمية أخرى للوفاء بأهم القيم الإنسانية هي التآخي والتعاضد والتكاتف لخدمة المجتمع المحلي”.
بدوره قال الرئيس السابق لنادي روتاري السلمانية، أسامة معين إن المبادرة تتمثل بتخصيص قرابة 1500 دينار بحريني وتوزيعها على شكل صناديق ومعونات خيرية من مستلزمات رمضانية للأسر الفقيرة والمعوزين بالمملكة بالتزامن مع شهر رمضان المبارك.
وثمّن معين جهود النوادي الثلاثة بالتنسيق مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي لدعم الأسر الفقيرة والارتقاء بالمعاني الإنسانية والمجتمعية في العمل الخيري انطلاقاً من اليوم العالمي لنيلسون مانديلا واستقاء الدروس من تجربته العالمية الراقية.