باريس - (أ ف ب): أعلن باريس سان جرمان، وصيف بطل الدوري الفرنسي، عن تعاقده رسمياً مع المهاجم الدولي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من ميلان الإيطالي. وجاء الإعلان على لسان مالك النادي الباريسي القطري ناصر الخليفي الذي تعاقد قبل أربعة ايام مع زميل إبراهيموفيتش في ميلان الإيطالي المدافع الدولي البرازيلي تياغو سيلفا بعقد يمتد لخمسة أعوام. وسيقدم إبراهيموفيتش (31 عاماً) إلى جمهور النادي على جادة الشانزيليزيه في وقت لاحق من اليوم بحسب ما أعلن في موقعه على شبكة الإنترنت، مضيفاً «سيلتقي زلاتان إبرهيموفيتش لأول مرة مع جمهوره الجديد في أواخر فترة بعد الظهر في المتجر الرسمي لباريس سان جرمان على جادة الشانزيليزيه». وبدوره، قال الخليفي: «أنا فخور بإعلاني عن أكبر صفقة لنا، النجم الكبير زلاتان إبراهيموفيتش. أنا سعيد جداً لأنه سيتواجد هنا معنا، لقد وقعنا معه اليوم. أنا متأكد أنه سيضيف قيمة كبيرة لباريس سان جرمان، وللدوري الفرنسي أيضاً». وتابع «نأمل أن ننافس معه بقوة في دوري أبطال أوروبا، حتى وإن كنا نعتمد على الأسلوب الجماعي. باريس سان جرمان لم يكن يملك نجماً كبيراً، والآن أصبح يملكه. أشكر ميلان والسيدين بيرلوسكوني وغالياني (رئيس ونائب رئيس ميلان)، أشكر ليوناردو (المدير الرياضي لسان جرمان) واللاعب نفسه». ولم يتطرق النادي الباريسي إلى قيمة العقد والشروط المالية لكن صحيفتي «ليكيب» و»لوباريزيان» وإذاعة مونتي كارلو الرياضية ذكرت أن المهاجم السويدي سيتقاضى بين 14 و15 مليون يورو سنوياً ليصبح بالتالي الأعلى أجراً في الدوري الفرنسي، وهو الأمر الذي تسبب بحملة من الانتقادات قادتها وزيرة الرياضة في فرنسا فاليري فورنيرون التي اعتبرت أن هذه الأرقام «خيالية وغير منطقية»، مشيرة إلى «غياب القوننة تماماً» في كرة القدم. ورد الخليفي على هذه الانتقادات قائلاً: «كما قلنا سابقاً، نحن نحترم القوانين الفرنسية. سنحترمها اليوم وسنحترمها غداً. التعاقد مع إبراهيموفيتش أمر إيجابي جداً لباريس جرمان وللكرة الفرنسية أيضاً». وبدوره أشار المدير الرياضي لسان جرمان البرازيلي ليوناردو إلى أن ضم إبراهيموفيتش سيكون خاتمة التعاقدات بالنسبة لفريقه الذي ضم اليوم أيضاً لاعب الوسط الإيطالي الشاب ماركو فيراتي (19 عاماً) الذي كان يدافع عن ألوان بيسكارا منذ 2008، وذلك بعد أن تعاقد مع النجم الأرجنتيني ايزيكييل لافيتزي من الفريق الإيطالي الآخر نابولي. ورأى ليوناردو أن التعاقد مع إبراهيموفيتش يشكل تغييراً هاماً في الأبعاد التي يأخذها النادي الباريسي، مضيفاً «لقد دخلنا فعلاً في أعلى مستويات سوق الانتقالات لا نتحدث عن الناحية الاقتصادية وحسب، بل عن الناحية الرياضية أيضاً. هذا الأمر ليس بالجديد في عالم كرة القدم لكنه جديد على باريس سان جرمان». وواصل «نحن فخورون جداً برؤيتنا المشاعر التي تختلج الناس في الشارع. نشعر أننا أقوى بوجود إمكانية حقيقية لتحقيق شيء مهم. هذا الأمر يسعدنا». ويأمل سان جرمان من خلال ضمه إبراهيموفيتش وسيلفا ولافيتزي إلى الفوز بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 1994 بعد أن كان الموسم الماضي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مبتغاه لكنه انتهى في نهاية المطاف بمركز الوصيف، فيما ذهب اللقب لمصلحة مونبلييه. ويعول النادي الباريسي على إبراهيموفيتش لكي يقوده في دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي أصبحت تشكل عقدة للمهاجم السويدي لأنه فشل حتى الآن في إحراز لقبها، وهو يأمل أن يتخلص منها الموسم المقبل على «إبرا» التخلص من مزاجيته لكي يحقق هذا المبتغى. من المؤكد أن إبراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جداً الذين نجحوا في أن يكسبوا محبة آلاف المشجعين حول العالم، لكن يؤخذ عليه أنه غالباً ما فشل في الامتحانات الكبرى في حين يؤكد مشجعوه أن اللاعب الذي توج بألقاب مع أياكس أمستردام الهولندي ويوفنتوس (جرد الأخير من لقبيه في الدوري بسبب تلاعبه) وإنتر ميلان الإيطاليين وبرشلونة الإسباني وصولا إلى ميلان، واللاعب الذي كلف هذه الأندية أموالاً طائلة للتعاقد معه لا يمكن أن يكون سوى من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دوراً أساسياً في فوز فرقهم. أما بالنسبة لمنتقدي إبراهيموفيتش فهم يرون أنه يتألق أمام المنافسين «الصغار» وحسب، وأن فشله في إحراز لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا وفي التألق مع منتخب بلاده في البطولات الكبرى يؤكدان هذا الأمر. وكان الدور نصف النهائي المشوار الأبعد للمهاجم السويدي في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وحقق هذا الأمر مرة واحدة فقط، ويرى منتقدوه بأنه لا يقدم أي شيء يذكر عندما يكون فريقه بأمس الحاجة إليه، لكن، وكما يقول المدرب الأسكتلندي الفذ اليكس فيرغوسون، أن المهمة الأصعب هي الفوز بلقب الدوري المحلي وقد تمكن «إبرا» من تحقيق هذا الأمر في سبع مناسبات حتى الآن في ثلاث بطولات مختلفة ومع أربعة فرق مختلفة، كما كان لاعباً في فريق يوفنتوس الذي توج بلقب الدوري عامي 2005 و2006 قبل أن يجرد منهما لتلاعبه بالنتائج.