احتفل أبناء جنوب أفريقيا ببلوغ نلسون مانديلا الرابعة والتسعين، فأعدوا كعكات ضخمة ورددوا بصورة جماعية، “عيد ميلاد سعيد” وتطوعوا بأعمال خيرية لمدة 67 دقيقة ترمز كل منها الى سنة من كفاح الزعيم المناهض للعنصرية ضد حكم الأقلية البيضاء.

لكن بعيداً عن الثناء المفعم بالعاطفة على أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، كشف عن التنافس غير اللائق بين الشركات والسياسيين والجمعيات الخيرية، لنيل ومضة من المجد الذي يفيض به “ماديبا” وهو الأسم القبلي الذي يناديه به محبوه.

ونشر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم إشادة بزعيمه الأسطوري، ضمت 1450 كلمة، وحث سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون نسمة على “مواصلة بناء جنوب أفريقيا التي حلم بها ماديبا”.

وأعادت أيضاً حملة “67 دقيقة” فتح جروح قديمة، وسط انتقاد بأنها مجرد وسيلة من النخبة من البيض والسود الذين اثروا الحديث لتخفيف الأحساس بالذنب نتيجة العيش على قمة مجتمع لا يزال من أكثر المجتمعات تفاوتاً رغم مرور 18 عام على انتهاء العنصرية.

وتزعم الانتقادات لوثر لوبيلو رئيس فرع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جوهانبسبرج، إذ كتب مقالاً في صحيفة سويتان أشار فيه إلى أن اليوم يتعلق “بأنشطة خيرية تجميلية بسيطة” لا تفيد سوى في إدامة الانقسامات الفئوية.

واستخدم مركز ذاكرة نلسون مانديلا -وهو الأسم الرسمي للمؤسسة المسؤولة عن حماية صورته- نفس الصحيفة ليرد على الانتقاد، ورفض بصورة خاصة إشارة لوبيلو إلى “ما يسمى مؤسسة مانديلا”.

ويعكس الانتقاد وجهة نظر لدى كثيرين من أبناء الأغلبية السوداء، بأن البيض تمكنوا من التكيف مع مانديلا وصورته منذ إجراء أول انتخابات متعددة الأعراق في 1994 .

ودخل مركز مانديلا أيضاً في خلافات مع أفراد من عائلته بشأن حقوق بيع ملابس تحمل صورته.