نيقوسيا - (أ ف ب): يضع سائق ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم في الموسمين الآخيرين، نصب عينيه أن يستعيد موقعه كالسائق رقم واحد في فريقه، فيما يسعى سائق فيراري الإسباني فرناندو الونسو إلى الاحتفاظ بصدارته للترتيب العام وذلك عندما يخوضان خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي جائزة ألمانيا الكبرى، المرحلة العاشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا1 التي تستضيفها حلبة هوكنهايم.
وفي حال نجح ويبر في الخروج فائزا من سباق ألمانيا سيجبر فريقه على منحه الأفضلية في استراتيجياته على حساب زميله الألماني لأن الأخير يتخلف حالياً بفارق 29 نقطة عن ألونسو الذي لا يتفوق سوى بفارق 13 نقطة عن السائق الأسترالي الذي مدد عقده مع أبطال العالم حتى 2013.
وهناك تخوف من أن يتسبب الوضع الحالي في توتر الأجواء بين الزميلين ما قد يؤدي إلى تكرار ما حصل خلال جائزة تركيا عام 2010 عندما اصطدم السائقان ببعضهما ثم ما تبعه في جائزة بريطانيا من الموسم ذاته عندما قرر الفريق أن يمنح فيتل الجانح الأمامي لسيارة ويبر لأنه كان الجانح الجديد الوحيد الذي يملكه الفريق في ذلك السباق، ما أثار حفيظة السائق الأسترالي لأنه اعتبر بأنه في المرتبة الثانية من حيث الأهمية.
لكن مدير الفريق كريستيان هورنر أكد أنه ليس قلقاً حيال احتمال حصول انشقاق بين سائقي الفريق، معتبراً أن العلاقة بين السائقين أفضل بكثير هذا الموسم، ما يعني أن بإمكانهما التعامل بشكل جيد مع الصعوبات التي تعترض طريقهما، كما حال الفريق أيضاً، مضيفاً «من الجيد أن تشعر بآلام في الرأس بسبب أمر من هذا النوع. وكما حالنا دائماً، سنقدم كل ما لدينا من أجل مساندتهما وفي نهاية المطاف الأمر مرتبط بما يقومان به على الحلبة. مارك فاز بالسباق (في سيلفرستون) لأنه استحق الفوز به».
واعتبر هورنر أن سائقيه تجاوزا الانشقاق الذي حصل بينهما بعد سباق تركيا عام 2010، وبأن الخبرة التي اكتسباها منذ حينها ستساعد على إطفاء فتيل أي مشكلة تحصل بينهما، مضيفاً «هناك احترام صادق بينهما. سيباستيان حقق الكثير في فترة زمنية قصيرة، لكنه يدرك أن هناك سائقاً منافساً جداً له بشخص مارك. ومارك يدرك بأن سيباستيان هو المؤشر الذي يتبعه، أو بالأحرى كان المؤشر خلال الأعوام القليلة الماضية».
وواصل «أنه وضع صحي بالنسبة لهما وأنه وضع صحي للفريق. أعتقد أن 2011 كان عاماً صعباً جداً على مارك، لكن الفضل يعود له لتمكنه من وضعه خلفه والتطلع إلى الأمام والعودة هذا الموسم بحلة رائعة. أعتقد أنه يشعر بالراحة التامة في المقاربة التي يعتمدها وفي ذهنيته».
وختم «أن التعديلات التي أدخلت على أنظمة البطولة قد ساعدت على الأرجح (في تألق ويبر هذا الموسم)، لكنه منافس جدي على اللقب. نحن محظوظون لأن سائقينا يعتبران منافسين جديين على اللقب».
وفي معسكر فريق فيراري الذي ارتكب خطأ استراتيجياً في سيلفرستون ما حرم ألونسو من الفوز بالسباق وأجبره على التخلي عن الصدارة لويبر في اللفات الأخيرة، فيبدو أن المعنويات مرتفعة جداً بالنسبة للسباق الألماني خصوصاً بعد أن كان السائق الإسباني أول المنطلقين في المرحلة السابقة.
وفي مقابلة مع موقع فيراري الرسمي قال مهندس السباقات الخاص بألونسو، أندريا ستيلا: «كانت السيارة جيدة في فالنسيا وفي سيلفرستون أيضاً. وبما أن هوكنهايم تعتبر مزيجاً من الأقسام البطيئة التي تميز فالنسيا والسريعة التي تميز سيلفرستون، فأتوقع أن تكون سيارة فيراري منافسة قوية في ألمانيا».
واعترف ستيلا أنه لم يكن يتوقع قبيل الموسم أن يكون ألونسو في هذا الموقع، مضيفاً «في بداية الموسم لم يكن أشد المتفائلين يتوقع وضعاً مماثلاً لكن هذه هي الرياضة، الأمور قد تتغير بسرعة ولطالما حافظنا على روحية إيجابية. الوضع الحالي هو نتاج هذه الروحية المترافقة مع الكثير من العمل الدؤوب».
ورغم التقدم الكبير الذي حققه الفريق الإيطالي، اعترف ستيلا أن سيارة «إف 2012» مازالت بحاجة إلى تطوير بعض النواحي بشكل كبير، ولعل أبرزها السرعة القصوى، مضيفاً «أنت دائماً تبحث عن المزيد والمزيد من السرعة القصوى لأنها تأتي بمنافع فيما يخص تقليص زمن اللفة وهي تجعل حياتك أسهل خلال السباق. لكن بالطبع، السرعة القصوى تشكل نقيض قوة الجر السفلية +داون فورس+، وإذا كنا محدودين عندما يتعلق الأمر بالسرعة القصوى فذلك يعود بجزء منه إلى واقع أننا جيدون فيما يخص قوة الجر السفلية. لكن وبغض النظر عن ذلك، نحن ودون أدنى شك نحاول أن نحسن هذه الناحية من أجل المستقبل».
أما في معسكر ماكلارين-مرسيدس، فيبدو الوضع رمادياً في ظل الشك الذي يحوم حول مستقبل السائق البريطاني لويس هاميلتون مع الفريق لأن بطل العالم لعام 2008 غير راض بتاتاً عن أداء سيارة «إم بي 4-27»، وقد ألمح مؤخراً إلى إمكانية رحيله لأنه يريد التواجد مع فريق بإمكانه الفوز باللقب العالمي.
وقال هاميلتون إنه يرغب في بحث مستقبله مع ماكلارين خلال شهر أغسطس المقبل. وينتهي عقد السائق البريطاني هذا العام وقد أكد أن ولاءه للفريق الذي دعمه منذ أن كان في الثالثة عشر من عمره يتوقف عند هذا الحد.
وفي مقابلة مع وكالة «آر سبور» الرياضية الروسية، قال هاميلتون: «ثمة الكثير من الأمور لأخذها في الاعتبار. هؤلاء الناس (ماكلارين) دعموني وأدخلوني في فورمولا1».
أضاف: «لكنني أريد الفوز. لم أعد صغيراً في السن لذا أريد التأكد من أنه أياً تكن الخطوة التي أقدم عليها، أكون قد اتخذت القرار الصحيح لإفادة مسيرتي إلى الحد الأقصى».
من جهة أخرى، توقع مدير ماكلارين-مرسيدس مارتن ويتمارش أن لا يؤثر الأداء الذي يقدمه فريقه خلال الموسم الحالي على قرار هاميلتون الذي بدا في طريقه إلى التوصل لاتفاق مع فريقه خلال المراحل الأولى من الموسم الحالي عندما كان ينافس بقوة ولم تكن هناك سوى مسألة وضع اللمسات الأخيرة على حصته من الحقوق التجارية من أجل إبرام العقد، لكن الوضع تغير حالياً بسبب تراجع أداء ماكلارين ما تسبب بتخلف بطل 2008 عن ألونسو بفارق 37 نقطة.
وأعرب هاميلتون في أكثر من مناسبة عن امتعاضه من مستوى سيارة «إم بي 4-27» لكن ويتمارش مقتنع بأن السائق البريطاني سيعتمد مقاربة عقلانية عندما يحين وقت البحث النهائي بعقده، مضيفاً في معرض رده على سؤال حول احتمال أن يفكر هاميلتون مرتين قبل التوقيع مع ماكلارين، قائلاً: «أعتقد أنه أذكى من ذلك».
ورأى ويتمارش أن هاميلتون سيأخذ بعين الاعتبار الموسم بأكمله وانطلاقه من المركز الأول في سباقي أستراليا وماليزيا وفوز بسباق كندا، مضيفاً «شعوري يقول بأن لابد له من البقاء مع الفريق، وأعتقد أنه يريد ذلك. يدرك بأن هناك صعوداً وهبوطاً في السباقات وما اختبره في السباق الماضي لم يكن من تلك اللحظات المشجعة (حل ثامناً في سباق بريطانيا)، لكن الوضع قد يتغير في غضون الأسبوعين المقبلين (سباق ألمانيا)، هو يعي ذلك وأنا كذلك». وارتبط هاميلتون بمكلارين لخمسة أعوام تنتهي في ختام الموسم الحالي ما يفتح الطريق أمام السائق الأسمر لكي يوقع مع أي فريق يريده وذكرت بعض التقارير أن البريطاني البالغ من العمر 27 عاماً قد ينتقل إلى ريد بول أو فيراري أو حتى مرسيدس جي بي لكي يخلف الألماني الأسطورة ميكايل شوماخر المرشح اعتزاله مجدداً في نهاية الموسم. لكن هاميلتون الذي أصبح موضوع انتقاله إلى ريد بول خارج التداول بعد أن جدد الأخير عقد سائقه الأسترالي مارك ويبر، رفض أن يكشف عما يعتزم القيام به بعد انتهاء عقده، مشدداً على أنه سعيد حيث يتواجد حالياً، مضيفاً في تصريح لصحيفة «ذي تلغراف» البريطانية «ليس لدي أي مخططات في الاتجاهين (البقاء أو الرحيل). لا أحتاج لأن يقوم أحد بإقناعي. عندما أجد نفسي بحاجة لذلك، قد يكون في أي وقت طالما أنه قبل العام المقبل، فسأقرر حينها مسألة مستقبلي..».