اعتبر رئيس تجمع الوحدة الوطنية د.عبد اللطيف آل محمود، في خطبة الجمعة أمس، أن واقعة إدخال الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي إلى البحرين وعن طريق المطار أحد عشر مليوناً (11000000) من الدولارات نقداً حادثة عجيبة ولكنها ليست علينا بالغريبة، وقال إما أنها أموال الغرض منها تمويل عمليات قذرة لإحداث قلاقل في دول معينة ومنها البحرين، ومعروف مصدرها، فهي إما من تجارة السلاح أو المخدرات، وأكد أنها أموال كانت ستدفع لجماعات متطرفة في داخل البحرين لتنفيذ الأجندة الأمريكية في النهاية وإحداث حرب طائفية واقتتال داخلي.
ورفض آل محمود التفسيرات الرسمية التي أُعلن عنها سواء من الجانب الأمريكي أو البحريني، وكشف عن وجود تضارب في الإعلان عن الأغراض التي ستستخدم فيها تلك الملايين، فقد ادعي في بادئ الأمر أنها لدفع رواتب العاملين في القاعدة البحرية الأمريكية، ولما لم يصدق الناس ذلك وما كان لهم أن يصدقوا، لأنه من المعروف أن رواتب جميع العاملين في المصالح والمؤسسات الرسمية الأمريكية تودع إلكترونياً في حساباتهم البنكية، ثم ادعوا أنها لمواجهة متطلبات القوات والمصالح الأمريكية في منطقة الخليج، وصدر عن وزارة الخارجية ووزارة الداخلية والبنك المركزي أن هذه المبالغ قد دخلت بالطريق والإجراءات المتعارف عليها قانوناً.
الشعب يرفض التغطية
وأكد المحمود أن الرأي في هذه الواقعة يتمثل في النقاط التالية: أولاً: التغطية غير مقبولة عند الشعب: وقال المحمود إنه إذا كان الأمر كما تقولون، فلماذا لم يصدر هذا التوضيح من أول ما تسرب الخبر إلى الإعلام واحتاج الأمر إلى يومين لستر الفضيحة، أي بعد أن تمت التغطية الشكلية وبعد أن دقت الأجراس على الفضيحة الأمريكية؟، وأضاف: «يغلب على الظن أن هذه التغطية إنما هي تطبيق لقاعدة (حكم القوي على الضعيف)، ولكننا نقول للمعنيين ستكونون ضعفاء إذا ابتعدتم عن شعبكم ولم تثقوا به، ولن تكونوا ضعفاء إذا كنتم مع شعبكم وكان شعبكم معكم في صف واحد لمواجهة الأعداء والماكرين من الأصدقاء.
فضائح المخابرات
ثانياً: فضائح المخابرات مشهورة ومعروفة لتحقيق العلميات القذرة، وأشار المحمود إلى أن العالم كله يعلم ما تقوم به المخابرات المركزية الأمريكية وكثير من مخابرات الدول الكبيرة من استخدام الأموال التي تدفع نقداً للقضايا غير القانونية كما يسمونها للتجسس وشراء الأسلحة وإثارة القلاقل وتمويل المنظمات المتعاونة معها، وقد استخدمت المخابرات الدولية كل الطرق المحرمة قانوناً للحصول على الأموال بما فيها المتاجرة في المخدرات والتجارة في الأسلحة للتغطية على عملياتها التي يسمونها هم بالعمليات القذرة، وسجلات الصحف والوثائق كشفت عن بعض هذه الفضائح للإطاحة بأنظمة الحكم ولإشاعة الفوضى في الدول التي يراد الإطاحة بأنظمتها ولتخريب المجتمعات.
تدخلات أمريكية في الأزمة
ثالثاً: الإدارة الأمريكية شريك أساسي فاعل في الأزمة البحرينية: حيث أظهرت الحقائق التي انكشفت لجميع أهل البحرين أن الإدارة الأمريكية شريك أساسي فاعل في أحداث البحرين وليس متفرجاً، ومازال مدافعاً عن قادة الأزمة وممثليها وحامياً لهم، وليس ببعيد أن تكون هذه الأموال التي أدخلت إلى البحرين إنما هي جزء من تلك المخططات القذرة ضد شعب البحرين ونظامها لإشاعة الفوضى التي يسمونها الفوضى الخلاقة، بل نكاد نجزم أن هذه الأموال كانت لمثل هذا الاستخدام كما فعلوا بالعراق الشقيق بعد الاحتلال الأمريكي فقد فقدت من أمواله أيام الحاكم الأمريكي ومن حقوق الشعب العراقي مئات الملايين من الدولارات للوقيعة والقتل بين الأطراف العراقية لتدمير ما بقي من البنية التلاحمية بينهم وما بقي من البنية التحتية.
أمريكا والطائفية بالبحرين
رابعاً: رسالة إلى الذين يتعاونون مع السياسة الأمريكية من منطلق طائفي: وقال آل محمود لكل من يتعاون مع المخطط الأمريكي ومن تؤيده السياسة الأمريكية لِلَّعب بالقضية الطائفية: إن أمريكا لا تقوي شوكتكم ولا تحمي ظهوركم ولا تدافع عنكم من أجل سواد عيونكم، ولا من أجل عدالة قضيتكم إن كانت عادلة، وإنكم تعلمون علم اليقين إنها تعمل جاهدة من أجل شق الصف الإسلامي بين السنة والشيعة لاستخدام كل طائفة ضد الأخرى ليتحاربوا فيما بينهم ويسيلوا دماء بعضهم البعض ويدمروا دولهم وثرواتهم بالنيابة عنهم لتحقيق المخطط الأمريكي والغربي المعلن وليس الخفي، فاتقوا الله في أنفسكم للدنيا وللآخرة، واتقوا الله في طوائفكم وفي دولكم وفي شعوب العالم العربي والإسلامي فمخططهم على العرب وعلى المسلمين أجمعين وأنتم تعلمون، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون فهو القائل: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ . مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ.»
وقال إن المتقين موقنون بقوله تعالى عن قوم صالح: «وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ . فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ. فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.»
اللهم اجعلنا من المتقين الذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون .