تب - أحمد عبدالله:

دعا النائب عبدالحكيم الشمري جميع مكونات شعب البحرين، سنة وشيعة، إلى التعايش كأُسرة واحدة كما كانوا من قبل، وألا يكترثوا بالمصالح السياسية الآنية التي تلعب عليها جمعيات التأزيم، وقال: «جمعيات التأزيم تسعى لأن تظل الأزمة عالقة إلى مدى أطول لتحقيق مآرب خاصة»، وأضاف أن الحكومة تحرص على أن تغلق ملف الأزمة السياسية بإصلاحات حقيقية، وأوضح: «الإصلاحات تحتاج إلى وقت وتدرج، كما تحتاج إلى أرضية قانونية وتشريعية تواكبها».

ولفت الشمري، في تصريح لـ»الوطن»، إلى أن العمل السياسي هو المحور الذي تدور حوله جميع المحاور الأخرى سواء منها الأمنية أوالاقتصادية أوالاجتماعية، وأشار إلى أن «حكومة البحرين للجميع وقد وضعت على عاتقها المحافظة على النسيج الاجتماعي الوطني وحفظ حقوق المواطنين، حتى وإن كان ثمنه باهظاً على المدى القصير».

ودعا الشمري المكون الرئيس المحب للوطن في البحرين إلى الثقة في حكمة جلالة الملك وعدم الركون إلى التفرج على مجريات الساحة الوطنية كما كان في السابق، قائلاً: «يجب أن يرفع الوطنيون صوتهم بما يعتقدون أنه صواب، لأنه صوت لا يمكن الاستغناء عنه لصانعي القرار السياسي في الداخل والمهتمين بالشأن البحريني في الخارج»، وبيّن أن صوت الشريحة الأكبر في المجتمع يعد أحد العناصر الموجهة لبوصلة العمل السياسي، للقيادة السياسية والجمعيات على حد سواء. واعتبر الشمري أن الوضع المتأزم يعمل على إيصال رسائل مربكة ومزعجة للاعبين السياسيين في الساحة البحرينية بهدف الحفاظ على استمرار مستوى من التأزيم الداخلي، وأضاف: «الشارع البحريني اليوم ومن خلال ممثله الرئيس تجمع الوحدة الوطنية وباقي التيارات السياسية استوعب لعبة التدخل الخارجي وبدأ يتعاطى معها بشيء من الحكمة والنظرة المتعمقة».

وقال الشمري إن تجمع الوحدة الوطنية، وهو أحد مؤسسيه، استطاع، بعد مرور عام على تأسيسه، أن يضع بصمة واضحة في الحياة السياسية، رغم أن مسيرته يعتريها الكثير من التحديات لعدد من الأسباب، من بينها حداثة التجربة السياسية بالنسبة للتجمع، إضافة إلى التحديات المحدقة بالعمل السياسي، وما يصاحبها من إرباكات بسبب التدخلات الخارجية في الوضع السياسي الداخلي للبلد، وتابع: «بعد دخول 25 عضواً جديداً أغلبهم من الشباب إلى الهيئة المركزية للتجمع أتوقع أن تشهد الجمعية تحولاً جذرياً في عملية التفكير ونشاطاً يضيف مزيداً من الحضور على الساحتين المحلية والدولية».

ووجه الشمري نداءً لقيادة التجمع «بالتركيز على العمل السياسي والحقوقي في الخارج لكونه أكثر تأثيراً، وأمضى سلاحاً من العمل في الساحة المحلية فقط»، موضحاً أن «المنظمات الدولية تواجه غياباً واضحاً لصوت العناصر السياسية الأخرى في البحرين، غير الأصوات التي تتحدث عن المجازر والانتهاكات!، تلك المنظمات بحاجة إلى أن تسمع صوتاً آخر يتحدث عن التنمية الاقتصادية والعقارية والاجتماعية والتي تسير في البحرين بشكل متنامٍ وراسخ ضمن منظومتها الخليجية والعربية».

ودعا الشمري التجمع للوقوف بجانب الشعوب العربية المظلومة خاصة التي تعاني أشد المعاناة في إيران، وتتعرض لظلم الحكم الصفوي. مضيفاً: «هؤلاء يحتاجون إلى من يشد أزرهم في المحافل الدولية لنيل حقوقهم»، وشدد على ضرورة مؤازرة 8 ملايين عربي يئنون تحت الحكم الصفوي بعدما سُلبت جميع حقوقهم السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية ولا نصير لهم، وكذلك للوقوف إلى جانب الشعب العراقي العربي الأصيل في وجه السياسات الإيرانية التي يعاني منها.

وحول استمرار العنف بالشارع، عبّر الشمري عن اعتقاده أن الحكومة لديها القدرة على إدارة الحقل السياسي بشكل جيد، معتبراً أن عملية كشف الأوكار الإرهابية مؤخراً جاءت في توقيت مدروس يخدم استقرار البحرين، وهو ما يؤكده استنكار الدول الغربية للأمر.\\