تمكنت فرقة أطفال الكوفية لإحياء التراث الشعبي الفلسطيني القادمة من المخيمات الفلسطينية في لبنان، والحكواتية الفلسطينية المعروفة دنيس أسعد القادمة من مدينة حيفا، من لم شمل الداخل والشتات في تظاهرة فنية شعبية مميزة وليالٍ فلسطينية حاشدة، على أرض مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، ضمن عمل فني مشترك التأم بشكل رائع قبل يوم واحد فقط من العروض، واحتضنته الأيام الثلاثة الختامية لـ«مدينة نخول” ومهرجان صيف البحرين2012، وكأن إدارة المهرجان أرادت أن تسعد الجمهور والزوار من الكبار والأطفال بمسك الختام. واختتم المهرجان الذي انطلق برعاية وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، في الخامس عشر من الشهر الحالي، وتواصلت فعالياته يومياً، وعلى مدار شهر كامل، واشتمل على الكثير من العروض الفنية والفعاليات والأنشطة الترفيهية والتعليمية المختلفة، نظمته وزارة الثقافة البحرينية في نسخته الرابعة على التوالي. وأفردت إدارة المهرجان، بالتنسيق مع سفارة فلسطين لدى مملكة البحرين مساحة واسعة للمشاركة الفلسطينية خلال فعالياته، واشتملت على جناح يومي للتراث والفنون الشعبية والإبداعية، وعلى مشاركة فرقة أطفال الكوفية، بقيادة حورية الفار، والحكواتية دنيس أسعد، وذلك في لفتة محبة واضحة من قبل وزارة الثقافة. ولم يكن بين الكوفية والحكواتية أسعد أي تواصل أو معرفه مسبقة، وإن كانا على معرفة وتواصل فرضاً، فلم تكن الظروف تشأ أن يلتقيا ويجتمعا في عمل مشترك، تمتزج فيه لوحات الدبكة والفلكلور مع الرواية والحكاية الشعبية بشكل متقن وتكاملي، وكانت خصوصية تفاصيل الواقع الفلسطيني المعقد تحول دوماً دون ذلك بين الجهتين وبين الكثير من الفنانين والأعمال والفرق الفلسطينية، حتى أتيحت الفرصة وتمت دعوتهما من قبل إدارة المهرجان بالتنسيق مع السفارة على أمل تقديم عملين منفصلين لكل منهما في أوقات مختلفة على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة للمهرجان. ونظمت السفارة للفريقين دعوات للمشاركة في فعاليات سابقة كل على حده في البحرين، غير أن السفير الفلسطيني طه عبدالقادر ارتأى، بالتنسيق مع إدارة المهرجان والضيوف، أن يكون العرض الفلسطيني بشكل مشترك تمتزج به الدبكة واللوحات التراثية مع الحكاية الشعبية في عمل فني موحد يجمعهما معاً ويكون أطول زمنياً، كما اقترح أن تؤدي الفرقة إلى جانب اللوحات الفلسطينية التي يتقنها الأطفال بشكل مسبق لوحات فلكلورية بحرينية وهذا لون جديد على الأطفال أعضاء الفرقة لم يسبق لهم تأديته كونهم متخصصين في الفلكلور الفلسطيني. وابتدأ العرض بلوحات “وين ع رام الله”، و«على الكوفية”، و«الحرية”، و«هلا يا البحرين”، و«بان الصبح”، وسط حضور حاشد من الأهالي وأطفالهم وتفاعل الجميع معه بالتصفيق والتلويح، والإعجاب وترديد أجزاء من قصص دنيس أسعد، وتسابق الأطفال والأهالي والحضور لالتقاط الصور التذكارية مع الضيوف الفلسطينيين، طوال أمسيات أيام العروض الثلاثة التي كانت ثلاثية اختتام المهرجان. واشتملت المشاركة الفلسطينية التي توزعت على جدول المهرجان المتواصل لمدة شهر، على العديد من النشاطات الخاصة بالأطفال منها:« المرسم الفني، والتطريز الفلسطيني، والرسم على الوجه، ولوحات فلكلورية من الدبكة الشعبية، إضافة إلى مشاركة الكوفية وأسعد”. وأعرب السفير الفلسطيني طه عبدالقادر، عن شكره لوزرة الثقافة، على الاهتمام البالغ بأن يكون للثقافة والمشاركة الفلسطينية حضوراً مميزاً ضمن الفعاليات والنشاطات الثقافية، وعلى الاهتمام والرعاية الخاصة وكرم الضيافة لهذه الفعاليات والمشاركين فيها. ووجه السفير عبدالقادر التحية لوزارة الثقافة ولإدارة المهرجان، وللملحقية الثقافية والإعلامية بالسفارة على هذا الإنجاز بنجاح التنسيق والمتابعة لدمج الفعاليات الفلسطينية لتكون حاضرة ضمن الأنشطة الكثيرة والمتنوعة التي تضمنها المهرجان المتواصل لمدة شهر. وقال السفير:« آمل أن نكون وفقنا في تعزيز الحضور الثقافي الفلسطيني في مملكة البحرين المتعطشة دوماً بمحبة غامرة لثقافتنا، والمتذوقة لجمالياته، والمُحبة والمتضامنة معنا في كل شيء، كما آمل أن نكون قد نجحنا في إتاحة الفرصة المناسبة لفنانينا وفرقنا الفنية كي يعبروا عن فنهم ويبرزوا تراثنا وفلكلورنا بالشكل الذي يليق به، في وقت يتعرض فيه هذا التراث والفلكلور للسرقة والطمس من قبل الاحتلال الذي يحاول طمس هويتنا الوطنية وسرقة هويتنا الثقافية”. ووجه السفير الدعوة للفرق المشاركة لزيارة فلسطين لإقامة نشاطات ثقافية من خلال وزارة الثقافة الفلسطينية. وكانت الوزيرة الشيخة مي افتتحت المهرجان و’مدينة نخول’ يصاحبها السفير عبدالقادر، وعقيلته، ورئيس اللجنة التنفيذية لفنادق الخمس نجوم، عضو المجلس الأعلى للسياحة، عبدالنبي الديلمي، ورئيسة الأنشطة والفعاليات في ‘مدينة نخول’ رئيسة البرامج التعليمية في وزارة الثقافة، زكية زادة، ومستشارة العلاقات العامة في الوزارة، هدى العلوي، والملحق الإعلامي والثقافي في السفارة، نظمي العرقان، وطاقم السفارة، وعدد من الشخصيات الثقافية والاعتبارية، كما زارت الوزيرة بصحبة السفير والوفد المصاحب الجناح الفلسطيني وأبدوا إعجابهم بما يقدمه من نشاطات فنية وتراثية وتعليمية للأطفال والزوار خصوصاً نشاط لون علم فلسطين والبحرين والرسم على الوجه والزي التراثي الشعبي الفلسطيني، مشيدة بدور السفارة النشط في الحضور الدائم في جميع الفعاليات الثقافية في مملكة البحرين لنشر الثقافة الفلسطينية والتعريف بها. من جهتها قالت الفنانة التشكيلية البحرينية نوف الرفاعي، إن” فعاليات الركن الفلسطيني كانت غنية بالتراث الفلسطيني، موضحة أن الجمهور، تعرّف على كيفيه التطريز وعمل الغرزة الفلسطينية التي تستخدم في حياكة الملابس التقليدية”. وأضافت الرفاعي، أن” فقرة الحكواتية ودنيس أسعد، من أجمل الفقرات، التي أسرت قلوب جميع البحرينيين صغاراً وكباراً بحكاياتها الطريفة والجميلة والمفيدة، واستطاعت أن ترسم ابتسامة على وجه كل من يقابلها ويسمع حكاياتها”. واستمتع الزوار في ‘مدينة نخول’ ببرنامج تسلية وترفيه حافل، رافقهم خلالها شخصية المهرجان ‘نخول’، التي تضمنت ألعاباً إلكترونية وورش عمل فنية للتلوين والرسم ومعسكر صور للمحترفين ومعسكر الدمى. وزخر المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة تحت شعار’المنامة، مدينة الفرح’ بعروض فنية وثقافية وترفيهية راقية قدمها فنانون عالميون تناسب الكبار والصغار على حد سواء، وهو حدث سنوي يهدف إلى تقديم الترفيه والثقافة المتنوعة للمواطنين والسياح على حد سواء، ولبى الأذواق المختلفة للعائلات من خلال تقديم عروض موسيقية وفعاليات تعليمية وثقافية وفنية مختلفة.