إفطار حول
اعتاد المصريون منذ القدم أن يستقبلوا الإفطار في رمضان بمشروب مثلج في شهر الصيف، وغالباً ما يكون هذا المشروب هو العرقسوس لتميزه بمنعه العطش نهاراً في الصيف، في حين تتناول بعض العائلات مشروبات مثل الكركديه (مع وجوب الحذر من تأثير الكركديه على مستوى ضغط الدم) أو قمر الدين أو عصير المانجو أو البرتقال المثلج الذي تم تخزينه والتمر هندي والبلح بجوز الهند والمكسرات والحليب بالماء الورد.
بعد ذلك، يتناولون مقبلات خفيفة، مثل المكسرات والتين والمشمش المجفف واللوز والبندق والفستق، وبعدها يتناولون وجبة الإفطار، التي عادة ما تضم بعض الحساء منها: شوربة لسان العصفور أو قليل من شوربة العدس ليبدؤوا بعدها في إفطارهم، الذي يختلف من عائلة إلى أخرى، فبعض العائلات تتناول اللحوم الحمراء والبيضاء، وبعضها تتناول الفول والبيض سواء على السحور أو الإفطار، فهم يقولون إن “الفول هو مسمار البطن فلابد من الإكثار منه كي لا يشعر الإنسان بالجوع”، وتتناول الفول فئة محدودي الدخل ويطلقون عليه “لحمة الغلابة”. وتختلف عادة كل عائلة عن الأخرى في تناول وجبة الإفطار، فمنها من تفضل تناوله ثم الصلاة وبعدها الوجبة مع العائلة، وبعضها يفضل تناول “الياميش” ثم يصلي الرجال في المسجد والسيدات في المنزل، وعندما ينتهون من الصلاة يتجمعون على مائدة واحدة. وتمتاز موائد رمضان داخل البيوت المصرية بخيرات قد لا تكون متوافرة طوال السنة، وتشتهر مصر في رمضان بأطباقها الشهية مثل الملوخية ومحشي الملفوف (الكرمب) ومحشي ورق العنب والبامية وصينية البطاطس بالدجاج وطبق السلطة الشهير والمكرونة بالباشميل، وأخيراً طبق من أهم أطباق رمضان لدى الشعب المصري وهو طبق “الطرشي”.
وفي بعض المنازل المصرية تتجمع أول يوم على المائدة أصناف مختلفة وكثيرة مثل: المحاشي المتنوعة، والسلطات المصرية، التي يشارك في إعدادها الجد، وبعض المقبلات مثل المعجنات والفطائر الخفيفة، وبعض أفراد العائلة يفضلون تناول العصائر والخشاف (كوكتيل فواكه) والمقبلات، وبعد صلاة التراويح يكون الإفطار، وبعد الإفطار يتناولون الحلو الخاص برمضان مثل: القطايف والكنافة (كانت ضمن طعام الخلفاء إذ تُشير الروايات إلى أن أول من قُدمت له الكنافة هو معاوية بن أبى سفيان كطعام للسحور) وبعدها جلسة العائلة.
وينتهي اليوم الأول لتبدأ العائلات بالتحضير لليوم الثاني، وفي بعض البيوت المصرية قد تكتفي بما تبقى من اليوم الأول وبعضها لا بد أن تحضر طعاماً جديداً. وتحدت عادات المصريين في رمضان ارتفاع الأسعار، فعلى الرغم من ارتفاعها المذهل لكن من الصعب أن تمر على منزل مصري خال من مائدة إفطار كبيرة.
هكذا يعيش المصريون شهر الخير والبركات رمضان الكريم.